ربما تلاحظين أنكِ وبمجرد بدأتِ باستنشاق هواءٍ نظيف قد يتغير لون بشرتك وتصبح متوهجة، لذا لا تستغربي إن قلنا لكِ إن التنفس هو خطوةٌ مهمة نحو الحصول على بشرةٍ متألقة، وكذلك في المحافظة على رطوبتها. 
الطريقة التي تتنفسين بها تلعب دوراً مهماً في مناعتك ونومك وصحة أمعائك، أي أنها تؤثر وبشكلٍ غير مباشر على بشرتك أيضاً، حيث يعمل الأنف كمرشح، من خلال بصيلات الشعر الموجودة فيه والقادرة على غربلة الهواء مع كل شهيق، ما يمنع الغبار والبكتيريا من الوصول إلى الرئتين. 
في حين أن الفم لا يمكنه ذلك، إذ لا يحتوي على بصيلاتٍ يمكنها غربلة الهواء من كل ما فيه، ما يجعل الهواء الذي يمر عبر الفم يذهب إلى الرئتين مباشرةً، كما أن كمية الهواء الداخلة تكون أكبر وأسرع وأكثر جفافاً، وعليه يمكن أن تواجهي خسارة صافية للمياه بنسبة 42% من التنفُّس الفموي وحده بحسب الدراسات. 
وبمعنى آخر، في حال استيقظت صباحاً وشعرتِ بفمٍ جاف أو شفاه متشققة، فمن الأكيد أنكِ كنتِ تتنفسين من فمكِ طوال الليل، ما سبب لكِ كل ذلك الشعور بالجفاف. 
وفي هذا الصدد، أيضاً، أظهرت الدراسات أن الترطيب الداخلي يمكن أن يؤثِّر على مستويات رطوبة بشرتك وسماكة الجلد، كما أشارت بياناتٌ أخرى إلى أن التنفُّس من الفم مرتبط بالربو وحساسية الجلد والإكزيما، أي أنه يزيد الأمور سوءاً في تقليل رطوبة الجسم والبشرة. 
وإضافةً إلى كل ذلك، أكد الخبراء أن الجلد يصبح أكثر نفاذية في الليل، ما يعني أنه معرض بالفعل لفقدان الماء، ويبدو أن التنفُّس من الفم يزيد من سوء الوضع. 

وكذلك يمكن أن يساهم التنفُّس من الفم في ضعف جودة النوم، حيث يتسبب في توجه لسانك نحو الحنك العلوي للفم، ما يعيق مجرى الهواء وبالتالي يحد من كمية الأوكسجين التي تحصلين عليها، وكما تعرفين إن الحصول على قسطٍِ من النوم الجيد ضروري، إذ يساعد على ارتفاع هرمون النمو البشري، ما يساعد على إعادة بناء أنسجة الجسم، ويحفز إنتاج الخلايا لتحل محل الخلايا التي تضررت. 
أما في حالِ لم تحصلي على ذلك النوم الجيد، فتأكدي من أن خلايا جلدك لا تتجدَّد بنفس القدر، ومن ثم تتراكم الخلايا التالفة، التي يمكن أن تجعل بشرتك تبدو باهتة وجافة. 

هل يساعد التنفس من الأنف في الحصول على بشرة رطبة؟ 
حسب ما ذكرنا سابقاً، نعم، حيث يسمح لك التنفُّس من خلال أنفك بالاحتفاظ بمزيد من الأوكسجين، الذي يمكن أن يساهم في نهاية المطاف في ترطيب بشرتك والحفاظ على صحتها أيضاً. 
كما يساعد في إطلاق أكسيد النيتريك، الذي يساعد في زيادة الدورة الدموية، وتوصيل الأوكسجين إلى الخلايا، إذ يعزز تدفق الأكسجين والمواد المغذية إلى الجلد. 
وفي حال كنتِ لا تستطيعين التنفس من أنفك أثناء النوم، فاحرصي على تحسين تنفسك أثناء النهار، إذ يوصي الخبراء بالتنفُّس من خلال أنفك لمدة 80% على الأقل من يومك.