يعاني قرابة 20% من الأشخاص حول العالم التحسس من الطعام، ولتحديد أصناف الطعام التي تتسبب في الحساسية أو عدم التحمل، يلجأ أخصائيو التغذية إلى نظام غذائي خاص يدعى "حمية الإقصاء"، وهو عبارة عن نظام غذائي يتضمن تجنب تناول أنواع معينة من الأطعمة التي يشتبه في أنها تتسبب في حدوث حساسية أو عدم تحمل، ثم إعادة إدخال تلك الأطعمة مرة أخرى للنظام الغذائي كل على حدة، وتقييم تأثيراتها من حيث الحساسية أو عدم التحمل.
تستمر الحمية بحسب موقع "هيلثي لاين" الطبي، لمدة 5 إلى 6 أسابيع فقط، حيث تهدف إلى تحديد أصناف الطعام التي قد تتسبب في ظهور أعراض الحساسية وعدم التحمل، ومن خلال تجنب أنواع الأطعمة تلك وإزالتها من النظام الغذائي، يمكن الوقاية من أعراض الحساسية كالطفح الجلدي والشعور بالحكة والتورم وصعوبات التنفس، بجانب أعراض عدم التحمل كالانتفاخ والإسهال والغثيان.
مراحل حمية الإقصاء
تنقسم هذه الحمية إلى مرحلتين: الإقصاء، وإعادة الإدخال. فمرحلة الإقصاء تتضمن استبعاد كل أنواع الطعام التي يشتبه في تسببها في الحساسية، أو عدم التحمل لفترة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، حيث يتم تجنب تناول تلك الأطعمة المشتبه فيها، بالإضافة إلى الأطعمة المعروفة بالحساسية وعدم التحمل، وتشمل تلك الأطعمة المستبعدة عادة المكسرات والبيض ومنتجات الألبان والمأكولات البحرية وفول الصويا والذرة والفواكه الحمضية والأطعمة التي تحوي الغلوتين. وخلال تلك المرحلة، يمكن تحديد ما إذا كانت أعراض الحساسية أو عدم التحمل ناجمة عن تلك الأطعمة أم لسبب آخر، وفي حال استمرار ظهور تلك الأعراض بعد إقصاء تلك الأطعمة لمدة 2-3 أسابيع يجب إعلام الطبيب بذلك.
أما مرحلة إعادة الإدخال، ففيها تتم إعادة تقديم أنواع الطعام المستبعدة إلى النظام الغذائي مرة أخرى كل بمفرده، حيث تتم إعادة إدخال نوع معين من الطعام لمدة 2-3 أيام، ومراقبة ظهور أعراض الحساسية أو عدم التحمل، والتي قد تشمل: الطفح الجلدي، آلام المفاصل، الصداع، التعب والإرهاق، صعوبة النوم، صعوبة التنفس، الانتفاخ، آلام وتقلصات البطن، تغيراً في عادات التبرز، وغيرها. وفي حال عدم ظهور أية أعراض أثناء فترة إعادة إدخال نوع من الطعام، يمكن افتراض عدم وجود حساسية أو عدم تحمل منه، والانتقال إلى تجربة إعادة تقديم نوع آخر من الطعام المستبعد.
تناول الطعام خلال حمية الإقصاء
كلما تم استبعاد المزيد من أنواع الطعام، كلما كانت الحمية أفضل في تحقيق أهدافها، ورغم استبعاد العديد من الأطعمة التي يشتبه في تسببها بالحساسية وعدم التحمل، يظل هناك العديد من أصناف الطعام الأخرى الصحية والشهية، التي يمكن تناولها أثناء اتباع حمية الإقصاء.
إقرأ أيضاً: فوائد الكرفس الصحية
ومن الأطعمة المستبعدة في هذه المرحلة: المكسرات والبذور، ومنتجات الألبان، واللحوم والأسماك، والفواكه الحمضية، وبعض الخضراوات، مثل: الطماطم والباذنجان والبطاطس والفلفل الأحمر والفلفل الحلو (البابريكا). إضافة إلى عدم تناول كافة البقوليات كالفول والعدس والحمص ومنتجات فول الصويا. والابتعاد عن تناول القمح والشعير والذرة والشيلم والشوفان والحنطة، بجانب الخبز والأطعمة التي تحوي الغلوتين. ومن المهم استبعاد الزبد الطبيعي والاصطناعي والزيوت المهدرجة والمايونيز. ومن الضروري تجنب السكر الأبيض والبني والعسل والشراب المُحلى والحلويات والشوكولاتة، وعدم شرب الشاي الأسود والقهوة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
أما الأطعمة التي يمكن تناولها أثناء حمية الإقصاء، فمنها بدائل منتجات الألبان، مثل: لبن جوز الهند ولبن الأرز غير المحلى. ولحم الحبش (الديك الرومي أو التركي)، ولحم الضأن وأسماك المياه الباردة كالسلمون، ومعظم الفاكهة باستثناء الحمضيات، والأرز والحنطة السوداء، وزيت الزيتون وزيت بذر الكتان وزيت جوز الهند، ويمكن شرب المياه بكميات طبيعية ومعه شاي الأعشاب، ويمكن استخدام الفلفل الأسود والتوابل والأعشاب الطازجة.
وينبه الموقع إلى ضرورة عدم اتباع هذه الحمية لفترة طويلة تزيد على 8 أسابيع، لأنها قد تتسبب في نقص العناصر الغذائية بالجسم. كما أن اتباع الحمية لدى الأطفال قد يتسبب في تأخر نموهم، لذا يجب إجراؤها تحت إشراف طبي.