يحمس الكثير من الآباء أبناءهم على إكمال صيام شهر رمضان الفضيل، بهدف تقوية شخصيتهم، وتعليمهم مبادئ الدين الإسلامي، وأركانه.
ولا يفرض الدين الإسلامي الصيام على الأطفال صغار السن، ويبدأ الإنسان الصيام عندما يصل سن البلوغ، وحول هذا الموضوع، قالت طبيبة الأطفال، مها أبو لاوي، إن "عدم فرض الصيام على الأطفال جاء لحكمة ربانية، لأن جسم الطفل قد يتعرض للضرر الصحي.. فكانت سن البلوغ هي المقياس الأمثل للصيام".
وأضافت أن "الكثير من الآباء والأمهات يقومون بتهيئة الطفل لجو الصيام، ولا مانع من ذلك طالما يبدأ الأمر تدريجياً، مثلاً أن يجعل صيامه فقط مع السماح بشرب الماء، أو تحديد ساعات محددة يصوم فيها الطفل، ويفضل استشارة الطبيب المختص، خاصة إذا كان الطفل يعاني حالة مرضية معينة، وتحديد إمكانية صيامه من عدمه".
أما الحالات التي يمنع الطفل من الصيام فيها، فقالت أبو لاوي إنه "لا يفضل أن يصوم الطفل دون السبع سنوات، فيما تحبذ بعض المراجع الطبية عدم صيام الطفل، دون 10 سنوات، أما الأطفال الذين يعانون فقر الدم، والسكري، وفقدان الشهية، فلا يحبذ صيامهم، ويحتاجون إلى تقييم من الطبيب المعالج".
والصوم عبادة روحية جسدية، يتعلم منها الطفل الإخلاص الحقيقي لله تعالى، ومراقبته له في السر، وتتربى إرادة الطفل بالبعد عن الطعام رغم الجوع، والبعد عن الماء رغم العطش، كما يقوى على كبح جماح رغباته، ويتعود فيه الطفل على الصبر والجلد.
وبحسب خبيرة علم النفس والتربية، الدكتورة شذى أبوحمدة، يمكن تشجيع الصغار على الصيام، عبر توفير أنشطة مسلية تلهيه عن التعب، لكننا لا نحفزه بالهدية المادية المباشرة؛ فيصبح الأمر كأنه يتعبد من أجلها. وأضافت: "علينا تهيئة الطفل لإدراك معاني رمضان، مثل: الأخلاق وفضائل الصيام والتحمل وتعريفه على الأخلاق الحميدة وكيف يدفع بها الصوم ومدح الجلد والصبر".
ولا تمانع أبوحمدة في مكافأة الطفل إن أتم صيامه، وذلك بهدف إشعاره بأنه أنجز عملاً عظيماً يستحق التشجيع، لكنها تشدد: "علينا عند تدريب الطفل على الصيام الابتعاد عن المكافآت والذهاب مباشرة للأهداف الحقيقية من وراء الصيام، كي نصل إلى نهايات يدرك فيها الطفل الغاية الحقيقية من وراء الصيام". وتضيف: "يجب أن يشعر الطفل بأن المكافأة أتت كونه أنجز عملاً عظيماً، وليس لأنه قام بصيام شهر رمضان".
وقالت أبوحمدة: "الطفل بطبيعة الحال يميل لتقليدنا، لذا توفير قدوة حسنة له وتقدير مشاركته إيانا في عباداتنا كفيلان بأن يعتادها، فالطفل الذي يعتاد مشاهدة الأب يصلي نجده يقلد حركاته، كما أن هناك فرحة للأطفال بتنفيذ المهام مثل الكبار، فيصبح صومه ارتقاء لمكانة الكبار، دون أن يُشتت عن الدافع الأساسي من وراء الصيام، كما سنرى الطفل يقلدنا فيفرح لحظة الإفطار، ويدعو ربه ليستجيب لدعائه مثلنا".
وتقترح أبوحمدة خمس أفكار لمكافأة الأطفال الصائمين، هي:
1. شراء فانوس من المعدن، ووضع صورة الطفل بداخله مع تاريخ شهر رمضان، لتخليد ذكرى صيام أول مرة.
2. شراء مجموعة ميداليات بلاستيكية مرسومة عليها شخصيات رمضانية.
3. وضع زينة رمضان على باب المنزل وكتابة اسم الطفل، ليشعر بنوع من فخر والديه بأنهما يخبران الجيران بأن طفلهما صام لأول مرة.
4. طباعة صورة الطفل واسمه على ورق مقوى مخصص للشوكولاتة، يوزع على الأقارب والجيران وأصدقاء الطفل.
5. إهداء الطفل رحلة عائلية لأداء مناسك العمرة في مكة المكرمة.