ناهدة أبوحسن: الألوان تمنحني السعادة

بفطرة مبدعة، وعفوية غير مقيدة بالسائد، تحلق التشكيلية الكندية من أصول لبنانية والمقيمة في الإمارات، ناهدة أبوحسن، في فضاء لوحاتها بريشة حرة، وألوان نابضة بالحياة. وفي قلق إبداعي لا يهدأ، تمكنت من نقل أفكارها بأسلوب تجريدي مدهش وحيوي، يضيء لها مسيرتها الواعدة في مجال التشكيل، إذ تسعى التشكيلية الكندي

بفطرة مبدعة، وعفوية غير مقيدة بالسائد، تحلق التشكيلية الكندية من أصول لبنانية والمقيمة في الإمارات، ناهدة أبوحسن، في فضاء لوحاتها بريشة حرة، وألوان نابضة بالحياة. وفي قلق إبداعي لا يهدأ، تمكنت من نقل أفكارها بأسلوب تجريدي مدهش وحيوي، يضيء لها مسيرتها الواعدة في مجال التشكيل، إذ تسعى التشكيلية الكندية إلى مواصلة التعلم؛ لالتقاط ما تشعر به، وما تعيشه عبر فرشاتها، كفنانة مليئة بالتحديات، تجذب المتلقي إلى عالم من الخيال، وتشجعه على التفكير في قصة كل لوحة ترسمها.. «زهرة الخليج» حاورتها؛ للتعرف إلى تجربتها:

بدأ شغف ناهدة بالألوان والفرشاة بطريقة بديهية وتعليمية، حيث كانت وهي طفلة تمضي ساعات في الرسم والتلوين، وتقول: «اكتشفت براعتي في الرسم منذ الصغر، كنت مغرمة بتلوين وتكوين الأشياء، وإبداع الواجبات المدرسية في هذا المجال، وهذا ما دفع والديّ إلى تعيين مدرسة فن خاصة بكل أنواع الفنون، من الرسم، والتطريز، و(الكروشيه)، إلى تنمية الموهبة».

فعل جمالي

مع الأيام، وجدت ناهدة في الرسم ضالتها؛ للتنفيس به عن مكنونات نفسها، وهو الدافع الأكبر لها للاستمرار فيه، والتقدم برغبة أكبر في التحسين، ونقله من الهواية إلى الاحتراف: «الرسم بالنسبة لي هو وسيلة لتفريغ طاقاتي، وتحويلها إلى فعل جمالي ونافذة وبوابة، لمفاهيم أكثر تجاوزاً تتعلق بالعالم، والأفكار، والعواطف والمشاعر. وربما يضفي هذا بعداً تشاركياً مع الآخرين، من خلال ما أقترحه في لوحاتي من مواضيع، فكل عمل لي هو دعوة إلى النظر أبعد قليلاً من الواقع المادي، الذي يحيط بنا».

وتؤكد أنها تجد الإلهام، من خلال مصادر عدة؛ إذ تقول: «يدفعني تفاعلي مع كل شيء من حولي إلى الهرولة إلى مرسمي، إن كان شعوراً بالحنين، أو منظراً طبيعياً جميلاً، أو أغنية أو موسيقى، أو إيقاعاً متزناً، أو قصة أدبية، وما شابه، فأنا دوماً مدفوعة بالحساسية الشديدة؛ لاستخلاص الحقيقة الجوهرية وراء المظاهر الحسية، كما أنني أحرص على صنع التوازن بين العقل والخيال، كذلك حبي للألوان الذي يمنحني الشعور بالسعادة».

اللوحة تقودني

وتميل أبوحسن - في تجربتها التشكيلية - إلى الفن التجريبي ذي الطابع الإيمائي، وتوضح: «أنا شغوفة بهذا النمط، حيث إنه يعتمد على بساطة الأشكال والألوان، ويبعد عن واقعية الأشياء، فما تراه هو اللون، وآثار الفرشاة».

في إجابتها حول من يقود اللوحة، تقول: «اللوحة هي التي تقودني، وفي الكثير من الحالات لساعات وساعات أتخطى فيها العديد من الطبقات المتعددة الألوان، والكثير من الأدوات والفرشاة؛ حتى أصل إلى أدق وأعمق التفاصيل، وأشعر بالرضا عن العمل».

وتشرح أبوحسن فلسفتها في علاقة لوحاتها مع المتلقي، بالقول: «لوحاتي سماء مفتوحة للناظر؛ فاللوحة تغطي صوراً وحكايات من كل الاتجاهات.. فقد أخبرني الكثيرون بأنهم يستلهمون أفكاراً جديدة مما يرونه، أنا سعيدة بهذه العلاقة، فالناظر يقيم العمل كما يراه بنظرته الخاصة، وهو أيضاً ليس بحاجة إلى النظر إليها طولياً أو عرضياً؛ فكلما أدار اللوحة فإنها تقول له - من تلقاء نفسها - كل شيء».