طبيبة نسائية بارعة، والدة متحكّمة، جدّة عطوف، وحاكمة تضع قوانين مملكتها الخاصة في العمل والمنزل، وتطالب الجميع بالتنفيذ، إنها «عبلة» في المسلسل الذي حاز إعجاب الجمهور «من شارع الهرم إلى..»، وجسدت شخصيتها الفنانة هدى حسين، ويشاركها بطولته: خالد البريكي، نور الغندور، ليلى عبدالله، مرام، أحمد إيراج، عبدالمحسن القفاص، لولوة الملا، فرح الصراف، محمد الرمضان، خالد الشاعر، نور الشيخ، إيمان الحسيني، وناصر الدوسري، وبمشاركة الممثلة السورية روعة السعدي، وآخرين، كتابة هبة مشاري حمادة، وإخراج المثنى صبح.

قوانين عبلة!

تعرب هدى حسين عن سعادتها بالعمل في مسلسل «من شارع الهرم إلى..»، قائلة: «يتضمن العمل جدليات كثيرة؛ لذا هو مختلف في الشكل والمضمون، وقد تطلّب مجهوداً كبيراً لإنجازه»، وحول الدور الذي تلعبه في المسلسل، تقول: «أقدم شخصية الدكتورة عبلة، وهي طبيبة نسائية متخصصة في التوليد، ولديها أولاد متزوجون وأحفاد؛ لذا تلك الأسرة الكبيرة مليئة بالجدليات، وأولاها فكرة الوصاية». 

وتوضح هدى حسين: «في حياتنا وصايات مسكوت عنها، بعضها يحمل مفاعيل سلبية كوصاية المادة على الوظيفة، ووصاية الحب على العلاقة، ووصاية الأم على أبنائها وبناتها الراشدين.. الأمر نفسه نجده في أسرة عبلة المليئة بمثل تلك الجدليات الصادمة في كثير من الأحيان». وتتابع: «هناك حَيَوات عدة داخل حياة (عبلة)، فكل ولد من أولادها متزوج ولديه أسرة ومشكلات وتناقضات في حياة كل منهم؛ لذا علبة تضع قوانينها الخاصة، وتفرضها عليهم جميعاً، فبرأيها أنهم ماداموا يعيشون في منزلها، من الأجدر بهم التقيّد بتلك القوانين». 

وتضيف حول شخصية «عبلة»: «هناك سرّ دفين وعميق جداً في حياة تلك الطبيبة والأم والجدة والإنسانة، لا يعلمه أحد سواها، وسيتكشّف خلال أحداث العمل، وسيكون صادماً للمشاهدين، فالسرّ يتعلق بماضي (عبلة) وزواجها، لكن المشكلة تكمن في عودة ذلك الماضي، الذي أخفته ونسيته، حتى جاء من ينبشه عن قصد، الأمر الذي يهدد بتدمير مملكة (عبلة) وسلطتها، وتحطيم نفسيتها وجبروتها».

وحول طبيعة علاقة «عبلة» بأبنائها، توضح هدى حسين: «(عبلة) والدة محبّة، تشعر بأنها قريبة من جميع أبنائها، وتحاول منحهم السعادة والإحاطة بهم، لكن هناك واحد من الأبناء يحظى بمعاملة مميزة، والسبب أنه الأضعف بين إخوته، والأكثر رومانسيةً، إذ نراه يمتلك حنيناً طفولياً إلى والدته؛ لدرجةٍ أنه يبكي على حضن أمه، فضلاً عن أنه يفضّل إخوته على نفسه، ما يجعلها تشعر بأنها مضطرة لمنحه مشاعر إضافية، ولربما كانت تحاول أن تحميه.. وهناك ابن آخر عنيد ومتمرد، يصعب عليها توجيهه؛ إذ إنه غالباً يأخذ الاتجاه المعاكس لرغبة والدته».

دلالة جغرافية

من جانبها، تشير المؤلفة هبة مشاري إلى الدلالة الجغرافية لعنوان المسلسل، موضحةً أن عبارة «من شارع الهرم إلى..»، تحمل أكثر من احتمال، قد يتمثل في مكان أو إنسان. وتضيف: «يعيدني المسلسل إلى الأعمال العائلية بأسلوب معاصر، فعندما تكون (السوشيال ميديا) جزءاً حقيقياً من حياتنا، تصبح كذلك جزءاً من البنية الدرامية للعمل، وهو ما سنتابعه في الأحداث»، وشددت حمادة على أن المسلسل يحمل «منحىً جديداً، بمُعطى تجاري وآخر اجتماعي، فنحن أمام عائلة تعمل في القطاع الطبي، ونضع يدنا - من خلال هذا الأمر - على قضية الوصاية المادية والتجارية لهذه العائلة على مهنة الطب، وإلى أي مدى يمكن أن تتحول هذه المهنة الراقية من خلال الوصايات المادية إلى عمل تجاري بحت. أما المعطى الثاني فهو مجتمعي؛ إذ نسلّط الضوء على مسألة وصاية الأم على أبنائها الستة، وزوجاتهم، وأبنائهم، وبناتهم، فهم يعيشون في منزلها، ويعملون في القطاع الطبي بالمستشفى، وبالتالي لا يوجد عند هؤلاء أي نوع من أنواع الخصوصية، سواء في العمل أو في العائلة، لكن كلٌّ من هؤلاء الأبناء له مستوى قصصي خاص ومستقل في المسلسل». 

إقرأ أيضاً:  بسمة وهبة.. إطلالات أنيقة لـ"عرافة" رمضان
 

وحول الأحداث والحبكة الدرامية، تقول حمادة: «في ليلة زفاف أحد الأبناء الستة، تصل إلى المنزل راقصة من مصر، كان من المفترض بها أن تقدم وصلة فنية ثم تغادر، لكنها قررت البقاء من أجل تنفيذ أجندتها الخاصة، التي ستظهر تباعاً في سياق الحلقات».

وحول تأخر اللقاء مع هدى حسين، تؤكد حمادة: «تأخر هذا اللقاء في صالحي؛ كي أتمكن من أدواتي بطريقة تليق بها، فقد تابعت هدى حسين - منذ كنت في المدرسة - في مسرحية (السندريللا)، وعندما بدأت الكتابة كانت لديّ أمنية، هي أن تلعب هدى حسين في يوم من الأيام شخصية من شخصياتي الدرامية، فهي قامة كبيرة وإنسانة ذكية، وليس لديها أنانية درامية، كما أن لديها هوساً بالقصص، إذ يمكن أن تصبح جزءاً من القصة التي تتبنّاها؛ لذا تجربتي معها استثنائية وغير مسبوقة؛ فقد أخذت النص إلى مكان جميل بأدائها المتميز»، وتختم حمادة: «العمل يتجه إلى مكان جريء وصادم وجدلي، ويدخل إلى الكواليس الزوجية بطريقة معاصرة، إذ يناقش قضايا الوصاية الدينية والحزبية، وأجندة التاجر في عيادة الطبيب، كل ذلك في إطار عمل عائلي يحمل حدوتة معاصرة، وعناصر جذب درامية عدة».