قال الفنان المصري، محمد خميس، إنه قصد في شخصية "أبو نادرة"، التي يقدمها في مسلسل "توبة"، أن يلعب في المنطقة الرمادية بين الخير والشر في الأحداث، رغم طغيان دور الشرير على أدائه.
وقال خميس، في حواره مع الإعلامي محمد هيثم، إنه لم يقدم هذا النوع من أدوار الشر سابقاً، وأضاف: "أدوار الشر التي قدمتها كانت ملامحها مختلفة عن شخصية أبو نادرة، وأنا سعيد جداً بهذه الشخصية على الرغم من أنها مغايرة لما يقدم حالياً، لكنها متفقة تماماً مع فكرة البطل الشعبي".
وبين خميس أنه قديماً في السينما والدراما، كانت تقدم شخصية الشرير بأقبح الصفات والأوصاف، ويتم إظهار عيوب الشخصية على الشاشة، بينما الآن الشرير هو شخص هادئ الملامح، ويمكن أن يرتدي أغلى الماركات، لكن طبيعة الشر لديه تطغى بشكل واضح في تعاملاته اليومية.
وأكد خميس: "أحب تقديم أدوار الشر، لكن هذا لا يعني أني لا أحب تقديم باقي الأدوار، هناك أدوار أخرى أتمنى تقديمها، مثل الأدوار الرومانسية، والكوميدية والتاريخية، ولكن دور الشر يعطي مساحة أوسع وأعمق في التمثيل لأني أقدم دور الشرير نفسه، وكذلك خداعه لمن حوله، وذلك يتطلب وجود لعب في التمثيل وهذا ما أحبه".
ونوه خميس إلى أن تاريخ الدراما في مصر قائم على وجود الأشرار، موضحاً: "عندما نتذكر الفنانين العظام الذين نشأنا عليهم وكانوا مشهورين بأدوار الشر، مثل عادل أدهم، محمود المليجي، زكي رسم، توفيق الدقن، وفريد شوقي، كل هؤلاء علامات في تاريخنا، لكنهم اشتهروا بأدوار الشر". وأضاف: "دور الشر يحبه الجمهور، وهناك تركيبة نفسية موجودة لدى الناس، هي أن الشخصية الشريرة تكون لها جاذبية خاصة، وهذه النقطة أنا أحبها نوعاً ما".
إقرأ أيضاً: خفايا انفصال تارا عماد عن أحمد داوود في «سوتس بالعربي»
وأشار خميس إلى أن تجسيد دور الشر أصعب من باقي الأدوار، لأن في دور الشر يكون الفنان مطالباً بخداع الناس، وفي نفس الوقت يكون صادقاً ولا يكون مزيفاً، وكذلك يجب أن يكون بطبيعته وبني آدم حقيقياً له مبررات ودوافع، فيكون مخطئاً، لكن هذا الخطأ له مبررات ودوافع، ويجب أن تظهر هذه الدوافع على المستوى الدرامي.
وكشف خميس أن أصعب مشهد واجهه، هو نهاية شخصية "أبونادرة" بالموت، ويوضح: "يبدأ توبة بالانتقام من رجال سيد الأجنبي واحداً تلو الآخر، ليرد كرامته واعتباره بعد أن يتم قتل والده وزوجته، ومشهد وفاة الشخصية تم تصويره في ليالي الطقس البارد، وتطلب تحضيراً عالياً".