لأول مرة، منذ انتشار خبر طلاقه من زوجته لين برنجكجي، تحدث النجم السوري معتصم النهار، صراحة، عن الموضوع، مؤكداً أنه لم يكن يحب اتخاذ قرار الانفصال.
وقال النهار، خلال ظهوره برفقة الإعلامية والشاعرة نجاح المساعيد، إنه وبعد أن نال شهرته في سوريا وتغيرت حياته بالكامل، تزوج ورزقه الله بعد ذلك بابنته حتى جاءت مشيئة الله، دون أن يذكر كلمة "طلاق" ولو مرة واحدة، خلال المقابلة.
وأرجع النهار سبب حدوث الانفصال، دون ذكره صراحة، إلى أنه ربما لم يستطع أن يوازن بين عمله ومنزله، رغم قناعته الداخلية بأنه كان يوازن بين الاثنين، وأنه بذل كل جهده، وعمل كل ما يستطيع حتى يحافظ على أسرته وعمله، رافضاً في ذات الوقت تحميل مسؤولية ما حدث لنفسه أو لزوجته، عندما قال: "في علم النفس لا يوجد أي شخص يتحمل المسؤولية كاملة في أي مشكلة أو خلاف، ولا يمكن لوم طرف دون آخر، لأن الطرفين يتحملان اللوم والمسؤولية، ولا يمكن أن يتحملها شخص واحد بالمطلق"، مضيفاً: "وصلنا لمكان متعب لي ولها.. فاتخذنا القرار".
وبين أنه لا يعرف ما إذا كان هذا القرار صائباً أم لا، لكنها مشيئة الله في النهاية، مؤكداً أنه لم يكن يفضل الوصول لهذه النقطة وهذا القرار، مشدداً على صدق كلامه، رغم أنه لا يشك بقرار اتخذاه معاً.
وعن سؤاله إن كان قد دفع ضريبة الشهرة بهذا الانفصال؟ أجاب بنعم، وأنه دفع ضريبة أخرى هي حريته التي يقدسها، فهو اليوم لا يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي، وهذا أهم ما حرمته الشهرة منه.
وبالعودة لبداية اللقاء، أكد النهار أن مواصفات النجاح المطلوبة للممثل ليست الوسامة والجمال، وإنما القبول أمام الكاميرا، والأهم منها التحلي بالأخلاق، معتبراً أنها الصفة الأهم التي يجب أن يمتلكها الفنان، مطالباً أي فنان لا يمتلك الأخلاق بضرورة تعلمها، والحصول عليها بأي طريقة، حتى لا يصدم جمهوره به على الواقع.
وأضاف أن التواضع والتعامل مع الجمهور والمحبين، هما من صفات النجاح، وهو لا يريد أن يضرب مثلاً بنفسه، ولكنّ زملاءه الذين امتلكوا هذه الصفات وصلوا لمراحل كبيرة من النجاح.
ووصف النهار نفسه بالمحامي، الذي ضل طريقه إلى عالم التمثيل، شارحاً الأمر بأنه، ورغم حبه للتمثيل منذ صغره، وتعلقه بالكثير من الشخصيات ومحاولة تقليدها، فإنه لم يكن يطمح على الإطلاق إلى أن يكون ممثلاً، ولم يَرَ نفسه في هذا المكان إطلاقاً، وكان طموحه ينحصر في أن يدرس القانون، وأن يصبح محامياً بهدف الالتحاق بسلك الشرطة، والعمل في التحقيقات الجنائية، مقراً بأنه كان يرى نفسه ضابطاً في الشرطة، ولا شيء غير ذلك.
واستذكر لحظة نجاحه في امتحان "الثانوية العامة"، حينها لم يكن يفكر سوى في خيارين للدراسة، هما: القانون والصحافة والإعلام، ورغم رغبة والدته أن يدرس الصحافة والإعلام، فإن طموحه الذي تحدث عنه دفعه لدراسة القانون، لكنه بعد عامين في كلية الحقوق بدأ يرى عدداً من زملائه الذين يدرسون في المعهد العالي للفنون، وأحب أجواءهم، وطريقة تعاملهم وحياتهم، وبدأ يميل للذهاب للمعهد، وقد شجعه على ذلك أنه سمح له باستكمال دراسة القانون بجانب التحاقه بالمعهد، وقد كان على قناعة تامة بقبوله رغم أن المتقدمين لامتحان القبول في المعهد كانوا قرابة 4000 آلاف شخص، وتم اختياره من بينهم، لكن بعد عامين وعند شعوره بأن المعهد بدأ يقيد حريته المقدسة لديه؛ قرر عدم الاستمرار، فلم يذهب للامتحانات وغاب عن ثلاث مواد حتى تم فصله، معتبراً أن الفصل من المعهد هذا كان قراره الشخصي.
ووصف نفسه بأنه من الأشخاص الذين يرفضون تقييد حريتهم حتى اليوم، وأنه سيترك أي عمل قد يقيد حريته حتى لو كان في منتصفه، وقطع به شوطاً كبيراً.
ووصف النجم السوري مسلسل "أيام الدراسة" بأنه شكل انطلاقته الحقيقية، رغم أنه قدم أعمالاً قبله، لكنها لم تلقَ أي صدى، وأن قصة هذا المسلسل طريفة بعض الشيء، كونه خلال التصوير كان نادماً على قبول المشاركة به، واعتقد أنه سيؤذي نفسه بظهوره بالشخصية التي أداها، وقد عرض المسلسل في شهر رمضان عام 2010، على إحدى المحطات الأرضية الفلسطينية فقط، لكنه كان متابعاً بشكل كبير في الأردن، وتعمد إخفاء اسم المحطة عن أهله، وكان يجيب بأنه لا يعلم أين يعرض المسلسل، حتى لا يشاهده أهله لإيمانه بأنه لن يقدم له شيئاً.
ويكمل النهار: بعد مرور أسبوع على عرض المسلسل، فوجئت بحجم الرسائل التي كانت تصلني على "فيسبوك" من الجمهور الذين يمتدحون أدائي، ويثنون عليه، ومن شدة فرحي ذهبت إلى أهلي وقرأت لهم هذه الرسائل، وشرحت لهم أنني بت أمتلك الكثير من المعجبين، وكانت فرحتي تشبه فرحة شخص عثر على كنز ثمين، رغم أنني لم أكن معروفاً في سوريا بذلك الوقت، ولم يكن السوريون يعرفونني بعد.
وعرض مسلسل "أيام الدراسة" بعد فترة قصيرة على إحدى المحطات السورية المتابعة بشكل كبير؛ لتنقلب حياتي رأساً على عقب، وبدأ الناس ينادونني أينما ذهبت باسم "لؤي"، وهو الشخصية التي قدمتها في العمل، وكانت مفتاح الشهرة الحقيقية لي.
وخلال حديثه مع المساعيد، بين النهار أن أكثر الأماكن التي يرتاح بها، ويجد نفسه فيها، كانت مع عائلته، وفي منزله، بالإضافة لمنزل أسرته الذي يذهب إليه باستمرار، ويعود إلى غرفته القديمة التي تولد في نفسه شعوراً بالراحة والسكينة.
وكان النهار قد عبر، في بداية اللقاء، عن سعادته الكبرى بوجوده في دولة الإمارات، التي وصفها بالقول: "بالنسبة لي الإمارات هي وطن".
إقرأ أيضاً: أحمد صالح حسني: أمير كرارة لم يساعدني وأتمنى العمل مع ماجدة الرومي