خديجة حسين وميثاء المزروعي وظبية القبيسي قوة المستقبل الناعمة
ثلاث شابات إماراتيات موهوبات، مثقفات، وبارعات في أعمالهن المختلفة: خديجة حسين، المدير التنفيذي لقطاع الاتصال الحكومي في المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات؛ ميثاء المزروعي مساعد مدير للمشاريع الإبداعية في متحف المستقبل؛ وظبية القبيسي فنانة تشكيلية موهوبة، لسن نموذجاً فقط لابنة الإمارات الطموحة، ولكنهن مثال على «القوة الناعمة» وأهميتها في تشكيل مستقبل دولتهن التي يسخرن في سبيلها عقولهن، وكفاءاتهن، وجهودهن.
هن الحاضر، والمستقبل المشرق الذي سوف يصنعه جيل الشباب الواعد والمبدع.. جيل تراهن عليه دولة الإمارات لصنع إنجازات الخمسين عاماً القادمة، والتي بدأتها بافتتاح أجمل مبنى على وجه الأرض «متحف المستقبل»، ومن هذا المكان برمزيته ورسالته للعالم، تجمعنا جلسة تصوير خاصة بالمبدعات الثلاث، بالتعاون مع دار المجوهرات العريقة Chaumet، التي تسطّر من خلال إبداعاتها المبتكرة لوحات فنية تصنع «إرث» المستقبل المضيء. لنتعرف منهن إلى أحلام المستقبل في هذا الحوار الممتع:
عقد «جوزفين إيغريت أمبريال» Joséphine Aigrette Impériale / من الذهب الأبيض المرصّع بالألماس ولآلئ «الأكويا»، / وساعة «جوزفين إيغريت» Joséphine Aigrette من الذهب الأبيض ومينا مرصّع بالألماس، / خاتم «جوزفين إيغريت «Joséphine Aigrette من الذهب الأبيض المرصّع بالألماس من «شوميه» CHAUMET،
وعباية من Manaal Al Hammadi
خديجة حسين: الإماراتية تبني المستقبل
• من الشخصية النسائية التي كان لها تأثير قوي في شخصيتك وأفكارك وقناعاتك الخاصة؟
- كنساء إماراتيات، أول من تخطر ببالنا، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات). فسموها قدوة لجميع الإماراتيات، فهي دائماً سند لنا وراعية لأحلامنا، وبفضل جهودها الجبّارة وتوجيهات ورؤى القيادة الرشيدة، أصبحت المرأة الإماراتية قادرة على مواصلة التطور واستشراف المستقبل. على الصعيد الخاص، كانت أمي المثل الأعلى بالنسبة لي، وتأثيرها كبير في طموحاتي. ودائماً أرى فيها المرأة القوية والمستقلة، التي تدعمني في كل خطواتي. كما أن لوالدي أثراً كبيراً في بناء شخصيتي، فهو قدوتي وداعمي الأول.
• ما الشيء المختلف في المرأة الإماراتية، الذي يجعلها متفوقة؟
- الإماراتية تساهم بشكل محوري في تقدم الدولة وتطورها. وكلنا يعلم كيف غرس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، احترام المرأة وتمكينها في نفوس الإماراتيين منذ خمسين عاماً، فاعتبرها نصف المجتمع في الفعل وليس العدد. إن الواقع الإماراتي مختلف بقياداته الاستثنائية التي تثق بقدرات الإنسان وبأهمية تطوير رأس المال البشري.
• أين تكمن قوة أداء المرأة وعملها وتأثيرها في استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل؟
- نحن في دولة الإمارات، تخطينا فكرة المناصفة والمشاركة بين الرجل والمرأة في مسيرة التقدم والازدهار. فالإماراتية اليوم شريكة في العمل والنجاح، وهناك فرق كبير بين الشراكة والمشاركة. فالدولة التي وصلت المريخ، وتصدرت قوائم المؤشرات العالمية في مجالات عدة، وحققت آمال أمة بأكملها، معلنة إعادة استئناف الحضارة العربية بعلومها وأبحاثها، كانت من أولى دول المنطقة في تمكين المرأة، وجعلها شريكاً أساسياً في بناء المستقبل.
• كيف يسهم الاتصال الحكومي في تعزيز مكانة الدولة خلال الخمسين القادمة؟
- لا يمكن اختزال دور الاتصال الحكومي في دعم سياسات الحكومة وتوجهاتها فحسب، فهو شريك رئيسي في وضع السياسات والاستراتيجيات والمشاريع الحكومية كافة، وترجمتها إلى رسائل واضحة ومحددة، تحاكي تطلعات الأفراد والمجتمعات المحلية، وتعزز سمعة الدولة على المستوى العالمي، وترسخ مرتبتها المتقدمة ضمن مختلف المؤشرات الدولية. وتعمد الحكومة الاتحادية إلى تعزيز منظومة الاتصال الداخلي والخارجي بين الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية، بما يواكب التطورات العالمية ويدعم مستهدفات الخطط الاستراتيجية في تعزيز قنوات الاتصال وتفعيل التواصل والتنسيق المشترك بما يسهم في تطوير الكفاءات والقدرات ويرسخ فكر العمل الجماعي وبروح الفريق الواحد.
• ما المحطات التي كان لها أثرٌ في مسيرتك المهنية؟
- انضممت إلى فريق عمل المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، بعد حصولي على شهادة البكالوريوس في الإعلام والاتصال عام 2008، حيث عملت على العديد من المشاريع، وتسلمت عدداً من المسؤوليات. وما كان لكل أحلامي وطموحاتي المهنية أن تتحقق لولا الدعم الكبير الذي قدمه لي كل من معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، وسعادة سعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، حيث شجعاني على متابعة دراستي والحصول على درجة الماجستير في إدارة الاتصالات من جامعة كاليفورنيا الجنوبية في الولايات المتحدة الأميركية، والوصول إلى ما أنا عليه اليوم. خلال ما يقارب الـ14 عاماً من العمل، مررت بالعديد من المحطات الأساسية واللحظات الحاسمة التي تركت أثراً كبيراً بداخلي، لعل أبرزها حينما سجل التاريخ نجاح دولة الإمارات في دخول «مسبار الأمل»، مدار الكوكب الأحمر.
• إذا أردنا وضع تصور لدور المرأة الفاعل في «مشاريع الخمسين».. أين يمكن للإماراتية أن تبدع أكثر؟
- لقد أثبتت الإماراتية قدرتها على الإبداع في كافة المجالات، في ظل الدعم اللامتناهي من قبل قيادة دولة الإمارات. وهناك مسؤولية كبيرة تنتظرنا في تحقيق توجهات الدولة ومستهدفاتها من مشاريع الخمسين خلال الأعوام القادمة، انطلاقاً من دورنا كشريك أساسي في مسيرة النمو والتقدم. وكان للإنجازات، التي حققتها المرأة على مدى الأعوام الماضية، دور كبير في رفع سقف الطموحات والتوقعات بتحقيق المزيد خلال الخمسين سنة المقبلة.
قلائد «جو دو ليان هارموني» Jeux de Liens Harmony / من الذهب الوردي مرصّعة بالمالاكيت، واللازورد وأحجار من الألماس بقطع لمّاع من «شوميه» CHAUMET
عباية من NAFS
قرط «جوزفين إيغريت أمبريال» Joséphine Aigrette Impériale من البلاتينيوم المرصّع بأحجار من الألماس بقطع لمّاع من «شوميه» CHAUMET
وعباية من Epiphany
ميثاء المزروعي: لا سقف لطموحي
• هل يمكن أن تعطينا فكرة عما يقدمه متحف المستقبل؟
- متحف المستقبل معلم حضاري استثنائي، وأيقونة معمارية فريدة أهدتها مدينة دبي ودولة الإمارات للعالم، وهو بلا شك منصة علمية وعالمية فريدة من نوعها تشارك في الحراك المعرفي والفكري في المنطقة والعالم، حيث يضم المبنى معرضاً تفاعلياً ممتداً على ثلاثة طوابق، يتيح للزائر العيش في عام 2071، ويضم جوانب مختلفة من مستقبل البشرية، وأهم التقنيات التي تأخذ الزائر في رحلة مستقبلية من الفضاء الخارجي إلى السلام الداخلي. كما يعمل المتحف كمختبر ومركز أبحاث في علوم استشراف المستقبل في كافة القطاعات التنموية، وحاضنة تجمع المفكرين والموهوبين، وسيكون مجمعاً للأفكار والتصورات الجريئة لتنطلق منه المبادرات والمشاريع العلمية والمعرفية للمساهمة في تسريع التطور العلمي في شتى المجالات.
• هل من رابط بين التصميم الفريد للمتحف وبين المستقبل؟
- يجمع تصميم المتحف بين التعقيد الهندسي الفريد الذي دفع حدود الهندسة المعمارية والمدنية لآفاق جديدة، عبر استخدام تقنيات هندسية جديدة، وبين التصميم الانسيابي الخلاب والمتوج بكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المحفورة على واجهاته حول استشراف المستقبل، إحدى هذه المقولات تقول: «المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه»، وهي انعكاس لما يضمه المتحف من تجارب للزائرين. وهذا التصميم الفريد للمتحف لا يكتمل إلا بمعرفة المعنى وراء شكله المستلهم من «العين»، في تمثيل للمعرفة التي نعيشها اليوم وإشارة للرؤية المستقبلية، فالمتحف هو العين التي ترى الغد ويشكل الفراغ في قلب العين المجهول الذي لا نعرفه ونسعى لاكتشافه، فهو المستقبل الذي سنصل إليه.
• إلى أي مدى يسهم متحف المستقبل في إرساء وترسيخ ثقافة المستقبل لدى المواطنين والمقيمين بالإمارات؟
- سيعمل متحف المستقبل، بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين في مختلف المجالات، على تعزيز الوعي عبر مجموعة من المبادرات التي تستهدف أفراد المجتمع. كما يركز المتحف، ضمن استراتيجياته الهادفة إلى إشراك جميع أفراد المجتمع الإماراتي، على أجيال المستقبل «فئة الأطفال»، حيث تم تخصيص طابق لهم يحمل اسم «أبطال المستقبل» يمنحهم تخيل شكل المستقبل عبر تجارب تفاعلية مبنية على تقنيات حديثة.
• هل يمكن اعتبار المتحف نموذجاً مادياً ملموساً عن مستقبل التكنولوجيا والأنظمة الذكية وأسلوب الحياة بشكل عام؟
- يضم المتحف معرض «المستقبل اليوم»، والذي يعرض أحدث الإنجازات العلمية وآخر الاكتشافات التقنية، والمتوقع ظهورها خلال السنوات القليلة المقبلة، ويمكن للزوار من خلال المعرض تجربة التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، في عدة قطاعات كالتنقل، والطاقة، والعمارة، وغيرها بالتعاون مع شركاء المتحف. بينما تصور المعارض الأخرى (من الفضاء الخارجي والعودة إلى كوكب الأرض)، الحياة في عام 2071، وما قد يكون في المستقبل، بناءً على دراسات الباحثين والعلماء ومستشرفي المستقبل.
• ما المهمة التي تتولينها في متحف المستقبل؟
- بدأت مسيرتي العملية بمتحف المستقبل في 2019، حيث انضممت إلى فريق إدارة التصميم الإبداعي، وتنوعت مهامي في هذا المجال وتعددت حسب خبرتي كمهندسة معمارية. وعملت بعد الافتتاح على الجانب التشغيلي للمتحف، من خلال تنظيم زيارات الزوار، والحرص على منحهم أفضل تجربة.
• ما طموحاتك على الصعيدين الشخصي والعام؟
- أطمح للمزيد من المشاركة في خدمة ورفعة دولتي الإمارات، وإهداء حياتي لهذا العطاء الوطني، متأصلة بالقيم التي غرسها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. كما أتمنى أن تشكل تجربتي في المتحف مثالاً استثنائياً ملهماً للسيدات في الإمارات، ليفتخرن بهويتهن وعلمهن، ويواصلن التعلم والعمل الجاد لخدمة دولة الإمارات، ففي هذه الدولة تعلمنا أن الطموح لا سقف له.
ظبية القبيسي: تبهرني المرأة الإماراتية
• إذا طلب منك رسم لوحة تحاكي المرأة الإماراتية في المستقبل، فما الموضوع الذي ستختارينه؟
- الموضوع الذي يستحوذ على فكري هو «المرأة الإماراتية.. ماضٍ عريق وحاضر مزدهر ومستقبل مضيء». لطالما أعجبت بالمرأة الإماراتية في الماضي، من حيث المرونة، والشجاعة، والصبر والقوة. وقد أبهرتني في الحاضر بالتميز والتطور والنجاح والتفوق. أما في المستقبل فأراها متألقة ومنطلقة تحمل راية الإبداع والتميز والانتصار.
• المستقبل يعني مزيداً من التطور والتقدم التقني والتكنولوجي، كيف يستفيد الفنان التشكيلي من هذا التطور؟
- يقول جبران خليل جبران: «الفن خطوة من خطى الطبيعة إلى اللانهائية». اليوم نجد تقنيات حديثة وبرامج مطوَّرة تسهم في العملية الفنية، وتفتح عالماً افتراضياً موازياً للعالم الواقعي، ويستطيع الفنان النفوذ من خلالها إلى عوالم جديدة ومنصات لم تكن متاحة من قبل.
قلادة «جوزفين إيغريت» Joséphine Aigrette / من الذهب الوردي المرصّع بالألماس. / وخواتم «جوزفين إيغريت» Joséphine Aigrette من الذهب الأبيض والوردي، ومرصّعة بالألماس ولآلئ «الأكويا» / من «شوميه» CHAUMET
وعباية من Manaal Al Hammadi
• في الخمسين عاماً المقبلة، كيف ستساهمين في تشكيل مستقبل الإمارات من خلال فنك؟
- سأقدم فناً يتناول مواضيع مرتبطة بالتجربة الإنسانية واللغة العربية، وسأسعى ليكون لأعمالي تأثير في الهوية، بهدف تعزيزها وحفظها أثناء مواكبتها للتطور، من خلال تخطيط استراتيجي مرتبط بجدول زمني سيتضمن معارض، وورش عمل، وأعمالاً فنية منطلقها الشعر العربي، وأعمالاً متنوعة أخرى، تسلط الضوء على أهمية اللغة العربية كمكون رئيسي للهوية الوطنية.
• كفنانة بصرية، ما رأيك في متحف المستقبل بدبي؟
- أرى أن متحف المستقبل في دبي مَعلَم شرقي بطابع عصري حديث، يحمل في طياته الإبداع والجمال شكلاً ومضموناً؛ فهو حلقة وصل بين الأصالة والمعاصرة. وأرى في هذا المتحف صرحاً يقف شامخاً في وجه الخوف من المستقبل، ومصدر إلهام لكل من يحمل حس المسؤولية تجاه هذا الوطن العظيم.