مع مشاركة 192 دولة في «إكسبو 2020 دبي»، يروي كل جناح قصة مختلفة. ومن بين القصص، تطل أميركا اللاتينية بحكاياها الصاخبة، وإرثها المتمرد على الرتابة، وإيقاعها النابض بالحياة الملهمة والصديقة لبيئاتها، إذ يتمكن الزوار من التعرف إلى الاستدامة من خلال البحث عن الكنز المائي، والاستمتاع بالطبيعة الخلابة، والجمال المذهل للفنون، مروراً بالثقافات المحلية الملونة بالفلكلور.. خلال هذا التقرير، نأخذكم في جولة بأجنحة لا يمكن تفويتها من أنحاء القارة الفاتنة، التي أثبتت وجودها وجمال تنوعها في الحدث العظيم.
البرازيل.. ضفاف النهر
جناح البرازيل في معرض «إكسبو 2020 دبي»، هو تذكير لبقية العالم بأهمية المياه، ويركز الجناح على المشاكل البيئية، مثل: تغير المناخ والتلوث، التي تشكل معضلة في البرازيل، وأماكن أخرى. ويمكن للزوار اكتشاف تنوع مذهل، من: النباتات، والحيوانات، والفنون، والثقافة. ويوجد في الجناح هيكل يعيد أجواء حوض الأمازون، حيث يمكن الاستمتاع بالمناظر والأصوات والروائح على ضفاف النهر في البرازيل. وقد اجتذبت تجربة التنوع البيولوجي الغامرة مئات الآلاف من الزوار إلى جناح البرازيل، في فترة وجيزة منذ افتتاحه.
بيرو.. فلسفة الحياة
يقدم جناح بيرو تجربة شاملة لتعلم حكمة الأجداد البيروفية. وفي رحلة شيقة، تنقل الزوار إلى أربعة محاور، هي: التراث، والتنوع البيولوجي، وفن الطهي، والإبداع، حيث تعد بيرو معياراً في فن الطهي، وسلامة الأغذية، كما أن تأثيرها في العالم يتجاوز تاريخها. ومن خلال حكمة الأجداد التي تغذي الجسد والروح، تدعو الزائرين للتواصل مع أنفسهم، من خلال بيئتها والسعي لتحقيق التوازن من خلال فلسفتها التي تعود إلى 5000 عام حول «العيش الكريم»، حيث تعلم البيروفيون الاستماع إلى أمنا الأرض أو «باتشاماما» كما يسمونها، والتواصل مع بيئتهم، والعيش في وئام مع طبيعة متنوعة بشكل استثنائي. وسمحت لهم هذه الحكمة بأن يصبحوا إحدى أعظم حضارات العالم، وأن يكونوا أبطال تاريخ المعرفة والإبداع والتكنولوجيا والابتكار. ويزخر الجناح بمجموعة كبيرة من الصور والألوان والموسيقى، التي تعرض بيرو الحديثة، وقصصها، وتقاليدها، وطريقتها في الاحتفال بالحياة.
كولومبيا.. مزاج القهوة
تعد كولومبيا ثالث أسرع دولة نمواً في أميركا اللاتينية، بعد تشيلي وبيرو، وجناحها في «إكسبو دبي» بمثابة منطقة أثرية لسرد القصص عن الوقت الذي يقدم الهوية الكولومبية كمجتمع مزدهر، وجغرافيا بكر متميزة، وحاوية لدولة غنية الثقافات، ومتنوعة الأعراق. ويُعد الجناح من أكثر الأماكن متعةً لزيارتها، مع جولات افتراضية تفاعلية وغامرة للمناظر الطبيعية الجميلة في البلاد، والتي تكشف عن أسرار الدولة الشاسعة الواقعة في الطرف الشمالي الغربي من أميركا الجنوبية، والتي تضم 50 مليون نسمة، وهي مكان آمن للسياحة، وفيه العديد من الجواهر الخفية، بسبب تنوع المناظر الطبيعية والمناخات، ولا تنسَ أن تستمتع بطعم القهوة، التي تُزرع بذورها على سفح التل، وتُقطف باليد، حيث يعد البن من أحد أكبر اقتصاداتها العالمية.
سورينام.. غطاء من الغابات
على الرغم من أن سورينام هي الدولة الصغرى في أميركا اللاتينية، فإن لديها إمكانات وطموحات مذهلة، إذ تعد واحدة من ثماني دول على هذا الكوكب التي بها غطاء هائل من الغابات. ووسيلة النقل الرئيسية من شمال البلاد إلى جنوبها هي المياه. لذا، فإن جناح سورينام يسلط الضوء عليها، عن طريق تحويل واحدة من المناطق إلى شلال مياه، لإيجاد شعور بالسفر عبر مسطح مائي. وتبعث لحظات معينة في جناح سورينام على الإحساس بالخصوصية، فيما يبدأ كل زائر مغامرته الخاصة عبر المناظر الطبيعية المتنوعة في البلاد، والقيام بجولة استوائية برية لا تنسى، إما بالاستماع إلى أصوات المدينة أو الطبيعة، حيث يعيش البشر والطبيعة في تناغم. والجناح، أيضاً، يدعو للتعرّف إلى «موكسي باتو»، التي تعني «كل شيء في واحد»، وكذلك معرفة أبرز الحيوانات التي تحاول سورينام حمايتها من الانقراض، حيث تحتوي غاباتها على ما يقرب من 1450 نوعاً من النباتات، و350 نوعاً من الطيور، ويمكن للزائر التجول فيها، بالإضافة إلى فرصة التقاط صور تذكارية مميزة.
بنما.. بوابة القارة
تشتهر بنما بقناتها، التي تعد إحدى عجائب العالم الحديث التي صنعها الإنسان، وجعل منها بوابة القارة الأميركية، ومركزاً عالمياً للتجارة والأعمال والتقنية، وممراً مائياً يربط بين المحيطين الهادئ والأطلسي. ويشرح جناح البلد تاريخ القناة، الذي يعود إلى أكثر من 100 عام، وتحديداً إلى عام 1914.
وحينما يتجول الزائر في الجناح يستكشف تاريخ بنما، وثقافتها، وفنها، ومطبخها، إضافة إلى أراضيها الخلابة، التي تشتهر بجمالها الطبيعي، من الحياة البرية المائية، إلى الغابات السحابية، ومزارع البن التي يلفها الضباب، وأدوات الزينة والاحتفالات، وهي موطن لخمسة مواقع للتراث العالمي لـ«اليونسكو». وفي الجناح، أيضاً، يمكن للزوار الانغماس في أفضل التجارب، للتعرف إلى ثقافات البلد وإنجازاته.
كوبا.. حلاوة السكر
تشتهر كوبا بالكثير من الأشياء الفريدة، مثل: موسيقى الرومبا المثيرة للاهتمام، والسيارات القديمة، والسيجار الذي برعت في صناعته منذ قرنين من الزمن، وشق طريقه إلى العالم، إضافة إلى جمال الطبيعة والشواطئ الرائعة. توجه إلى الجناح الكوبي في «إكسبو 2020»، وستتمكن من التعرف إلى تاريخ عاصمة قصب السكر في العالم من خلال لعبة تعاونية، وبينما تتذوق قهوة «الكوبيتا» اللذيذة، أو تستمتع بمشروب «موهيتو» المنعش المصنوع من سكر القصب المحلي، ستتعلم أيضاً الرقص على طريقة «تشا تشا تشا» الشهيرة، ففي تجربة تنبض بالحيوية بأميركا الجنوبية يمكنك النظر خارج حدود واجهة «كوبا القديمة»، واكتشاف المزيد عن التحولات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، التي تشهدها أنحاء هذا البلد.