يحذر علماء النفس والجراحون من أن العديد من المرضى غير مستعدين تماماً للمضاعفات الجسدية والعاطفية والثقافية التي تنتج في بعض الأحيان، عن إجرائهم لعمليات تجميل في أماكن متفرقة في أجسامهم بحسب الجمعية الأميركية لجراحي التجميل. لذا قبل أن تتركي المجال لمشرط جراح التجميل ليلمس بشرتك، نقدم لك هنا لمحة عن المخاطر التي لا يخبرك عنها جراحو التجميل.
قد يُفاجأ المرضى بأن تغيير منطقة واحدة في الجسم ممكن أن يحدث تغييراً في مناطق أخرى لم يتوقعوها. فعلى سبيل المثال، في عمليات شفط الدهون، قد يتم التخلص من الدهون من منطقة المعدة أو الفخذين لكن ستتم إعادة توزيعها لاحقاً على مناطق أخرى، مثل: الذراعين وأعلى الظهر. وبالمثل، فإن حقن البوتوكس تشل بعض عضلات الوجه لكنها قد تجعل العضلات النشطة الأخرى تبدو بملامح مختلفة وجامدة. وفي بعض الأحيان تسبب حقن الفيلر لملء الشفاه منظر الأنف المشدود. لهذا فإن الخضوع لإجراء تجميلي في منطقة ما، تخاطرين من خلاله بتخريب مناطق أخرى من جسمك.
وتحذر الجمعية الأميركية لجراحي التجميل المقبلات على الجراحة من أجل جذب الشريك أن الإجراء التجميلي لن يعيد الرومانسية إلى حياتهن أو يعزز رغبة الشريك بهن، لا بل إنهن قد يُصدمن بردة فعل مغايرة من الشريك. فغالباً ما يسيء الرجال فهم دوافع المرأة، فيعتقدون أن المرأة غير راضية عن شكلها وليس لديها ثقة بذاتها، وقد ينظر الشريك أيضاً إلى التكلفة المالية للإجراء التجميلي على أنه تهديد لميزانية الأسرة.
ويعتقد عدد كبير من النساء أن مظهرهن الجديد الذي يظهرن فيه أصغر سناً، سيجذب المزيد من الاهتمام بهن، ويجعلهن أكثر قدرة على المنافسة أو يساعدهن على تحقيق ترقية في العمل، ليتبين لهن خطأ اعتقادهن، إذ يفاجأن بردود أفعال زملاء العمل السلبية على المظهر الجديد، باعتبار أنه عبث أو تلاعب أو تهديد في الشكل الطبيعي للإنسان. وبدلاً من الترقية، تأتي خطة الخضوع لعملية تجميلية بنتائج عكسية. ولا ننسى أن عمليات التجميل، هي مثل أي عملية جراحية، فهي تشكل ضغوطاً كبيرة على الجسم ويجب عدم التهاون بمضاعفاتها أو الاستخفاف بخطورتها.