مع إيقاع الحياة السريع والمليء بالمعلومات والأخبار، أصبح الإنسان بحاجة إلى النسيان الطبيعي أكثر من أي وقت مضى، ليساعده على الاحتفاظ بأكبر قدر من المعلومات الجديدة، والتقليل من الضوضاء التي يتعرض لها الدماغ. ومن المعروف أن النسيان آلية طبيعية في دماغ الإنسان، تساعده على "فلترة" المعلومات حسب أهميتها واحتياجه إليها. لذلك من دون النسيان تكون الحياة الطبيعية أمراً مستحيلاً وجنونية على البشر.
كيف تتم آلية النسيان في الدماغ؟
أوضح العديد من العلماء والأطباء آلية عمل النسيان في ذاكرة الإنسان، إذ كشف الدكتور مارك ليري، أستاذ علم النفس بجامعة ديوك الأميركية، عن أسباب النسيان وآلية عمل الدماغ في تطبيقه، مبيناً التالي:
- الترابط
ترابط المعلومات أو الذكريات معاً يساعد على النسيان، إذ يفشل الدماغ في استرداد المعلومات، لاسيما في حالة وقوع أكثر من حدث متشابه في الوقت ذاته أو على فترات، فتتداخل المعلومات معاً، ويصعب على المخ استعادتها في ما بعد.
- التعبئة والتخزين
عملية تخزين أو تعبئة المعلومات والذكريات تحتاج بعض الوقت، وهذا أمر طبيعي، لذلك عندما تنسين اسماً أو شيئاً بعد الاطلاع عليه في غضون دقائق، فهذا يعد مشكلة تخزين وليس نسياناً، وهنا تكون آلية عمل الدماغ ضعيفة، لذا تحتاجين لوقت أطول للتذكر.
- الإشارات
يتوقف عرض الدماغ في بعض الأوقات، ويصعب عليه تذكر شيء ما، رغم حدوثه في وقت قريب، وهنا يحتاج إلى تذكر الموقف كاملاً حتى يتمكن من استعادة ما يريده، وهذا يتم عن طريق الإشارات التحفيزية.
ما فوائد النسيان الطبيعي عند البشر؟
على الرغم من تذمر الكثيرين من النسيان بشكل سريع، فإن الأبحاث والدراسات الحديثة أشارت إلى أن النسيان ضروري في هذا العالم الصاخب.
- الإبداع
ما لا تعرفه أن النسيان يساعد على الإبداع، وذلك عن طريق التخلص من المعلومات غير المفيدة، والسماح بتلك الجيدة البقاء، وهذا يساعد على تحديد الأولويات، وبالتالي اتخاذ القرارات بشكل أسرع وأفضل.
- التخلص من الألم
أحياناً، تكون للنسيان فائدة نسيان الأوجاع والآلام الناتجة عن تعرض الإنسان لموقف معين سبب له مشكلة نفسية، فمع مرور الوقت يتضاءل هذا الشعور، وذلك يرجع لفضل النسيان.
- التركيز
يساعد النسيان في التركيز على المهام التي بالفعل يحتاج إليها الإنسان، وليس كل الكم الهائل من المعلومات والأخبار.