جدّدت دار «فان كليف أند آربلز» أحد مصادر إلهامها التاريخية ألا وهي الطبيعة لتقدّم 150 إبداعاً في أحدث مجموعة للمجوهرات الراقية بعنوان «سو لي زيتوال» أو أحلام سماوية، وصوّرت من خلالها رؤية مذهلةً للكون مفعمة بالأحلام، واختارت صحراء الإمارات الذهبية الرائعة لإطلاقها من الشرق الأوسط لأول مرة. وفي هذه المناسبة، «زهرة الخليج» حاورت غي شاتييون Guy Chatillon رئيس Van Cleef & Arpels أوروبا ورابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط عن فلسفة الدار وارتباطها بالشرق الأوسط، ورؤيتها المستقبلية، وعن أبرز ملامح هذه المجموعة الاستثنائية.
• ماذا تذكر من زياراتك الأولى إلى الشرق الأوسط؟
- أول مرة أتيت فيها إلى الشرق الأوسط كانت عام 1996 وإلى دبي تحديداً ومكثت في فندق يحاكي أمواج البحر.. واليوم، زرت معرض «إكسبو 2020 دبي» وتأثرت كثيراً بجناح الإمارات، لأن الرسالة هي أننا قريبون من الأرض أقصد الطبيعة وما ترسله. ثانياً، نحتاج إلى التكيف، من أجل القيام بشيء ما مع ما تلقيناه ليس فقط حول اللؤلؤ، ولكن أيضاً حول الرؤية، وبدون تعاون بعضنا البعض لا يوجد شيء يمكن القيام به. بدون الرؤية لا يمكننا تحقيق أي شيء، ودون الاهتمام بالنظام البيئي، نذهب إلى طريق مسدود. ونظراً لأنني أعرف الشرق الأوسط على الأقل منذ 30 عاماً، فقد عملت 32 عاماً في مجموعة Richemont Group بين «بياجيه» و«ورالف لورين» و«فان كليف أند آربلز» وغيرها، كنت دائماً معجباً بالوحدة، والاستماع إلى الإرادة لنقل وتعلم أهمية التعليم. وحقيقة أنهم يريدون الاختراق والانتقال تمثل بالنسبة لهم جزءاً من الثقافة. وعندما رأيت المعرض، كان يعني بالنسبة لي أكثر لذا فالرسالة قوية جداً.
• كيف تختلف رؤيتكم للشرق الأوسط عن البلدان العالمية الأخرى؟
- بالنسبة للشرق الأوسط، لقد تأثرت ليس فقط برؤية التطورات في دولة الإمارات ولكن أيضاً بالرؤية حول المسؤولية الاجتماعية للشركات المسؤولة مع التفكير التنموي. الإمارات تقدم لنا مثالاً لنرى أنه يمكننا المضي قدماً. أشعر بالكثير من أوجه التشابه بين «فان كليف أند آربلز» والمنطقة. لقد تأسست الدار عام 1906، لقد أتينا متأخرين نسبياً، لكننا جئنا فخورين بتراثنا. وفيما يتعلق بالهوية، فإننا نأتي بابتكارات مصنوعة من الإلهام وهو الطبيعة. اليوم نحضر لأول مرة في الشرق الأوسط أو نكشف عن الفضاء، أود أن أقول إن السماء هي الحد بالنسبة إلى «فان كليف أند آربلز».
حراس الدار
• استوحيتم القطع من الفضاء ولكن بطريقة فاخرة تعبر عن هوية الدار. فكيف تحافظون على التوازن؟
- أعتقد أننا محظوظون بواحد من العظماء وهو «نيكولا بوس»، رئيسنا التنفيذي وهو المدير الإبداعي. لقد كان مع «فان كليف أند آربلز» منذ الاستحواذ عليها من قبل مجموعة «ريشمون»، أوائل عام 2000. وقد اتخذ العديد من المواقف المختلفة داخل الدار. الخلق هو روح الهوية والتمايز. أعتقد حقاً أنه ساعد في الحصول على هذا الاتساق المتماسك. بالإشارة إلى القطع التراثية، يمكنك أن ترى أن بعض الإلهام حول الكون يعود أيضاً إلى القطع التاريخية أو التراثية. هذا هو الشيء الثاني الذي قالته عائلة «فان كليف أند آربلز» شيئاً حقيقياً للغاية، ولا تزال نفس الروح. وهذا هو الشيء الأكثر أهمية، بمعنى أنه لا أحد منا اليوم يحمل اسم فان كليف أند آربلز، بل نحن حراس معبد الدار الرائع والمتماسك والمتسق. مع هذه الأصالة، والثقة تجاه الماضي وإعداد المستقبل، وهذا هو شاغلنا الرئيسي للحفاظ على هذه الروح العائلية ليس فقط مع عملائنا، مع فريقنا الداخلي الذي أصبح اليوم أكثر من 2500 شخص، لأن لدينا هويتنا الخاصة بناءً على السحر والطبيعة والتكيف كما مع البيئة الرقمية.
• ما القطعة المفضلة لديك من بين هذه المجموعة الرائعة وتعتبرها تحفة فنية؟
- القطعة المفضلة لدي هي «المذنب هالي» Halley Comet العقد الجميل المصنوع من الألماس الأصفر. وإذا كان بإمكاني استخدام كلمة بسيطة عندما أنظر إليه تكون هي الأكثر تحدياً. إنه مذهل للغاية لأنه يتم معايرة كل حجر على حدة. تصميم مشرق يبرز بفضل تباين الألماس الأبيض والأصفر، يضيء الإبداع حجر ألماس باللون الأصفر وبوزن 11.29 قيراط مشيراً إلى رأس المذنّب. يتميّز هذا الحجر بحجم كبير ذا قطع إجاصي ومواد قديمة ذات النقاء المتميز ولون أصفر دافئ. أما الأحجار المرصّعة على جهة واحدة من العقد، فهي تبدو وكأنها تبعث أشعّة ثمينة فتخلق انطباعاً بالحركة والديناميكية. ألماس أبيض وأصفر بأقطار مختلفة يصوّر ذيل المذنّب، بينما تساعد خطوط رفيعة من الذهب الأصفر في إبراز تصميمه الغرافيكي المتميّز وقابليته للتبديل.
المسؤولية الاجتماعية
• ثمة ألوان كالأخضر وغيرها على الرغم من ارتباط السماء باللون الأزرق والأرجواني، هل تعاونتم مع متخصصين من عالم الفضاء؟
- بالضبط نحن نعمل مع مصور فوتوغرافي من وكالة ناسا، ومتخصصين ورائد فضاء. هناك الكثير من الألوان في السماء، فهي ليست فقط زرقاء مع النجوم البيضاء، فإذا استخدمت الصورة أو التلسكوب، ستكتشفين أن هناك بعض اللون الوردي، وبعض الأصفر، وبعض اللون الأخضر.. وأيضاً هذا التنوع الرائع في الألوان هو الذي ألهمنا لمجموعتنا.
• لماذا اخترتم الصحراء لتقديم مجموعة «Sous les Etoiles»؟
- كونك صادقاً مع من تفتخر به، ليس ثمة مكان أصيل لتقديم مثل هذه المجموعة من الكون أفضل من الصحراء. من الرمال يمكن أن نرى ما الذي يمكن إنشاؤه لابتكار مدن مذهلة، أفكار مذهلة أشياء مدهشة نقوم أيضاً بابتكار مجموعة مذهلة وأعتقد أنها كانت مزيجاً جيداً للغاية.
• إذن الصحراء حيث تذهب لترى السماء؟
- ولديك هذا التوازن بين التاريخ من أين أتيت، ومن المستقبل. وبالنسبة لبلدك فإن سماء الدار لدينا هي الحد. ونحن أقرب بكثير مما تعتقدين لأن التعليم مهم بالنسبة لكم ولنا. أنت تعلمين أن لدينا L'ecole، هذه هي إرادتنا لنقل إرثنا، هي إرادتنا في أن نكون مسؤولين تجاه الطبيعة. لنعيد الطبيعة، ما أعطتنا الطبيعة وما زالت تعطينا إياه إذا كنا نريد الاستمرار كما قلنا إننا بحاجة إلى الاهتمام بهذه الطبيعة الجميلة.