قبل تأسيس شركتها «كليكتيك للأثاث»، استفادت هبة الحبشي من خبرة تتخطى عشرة أعوام بريادة الأعمال وتأسيس الشركات، اكتسبتها من خلال عملها لدى أبرز الشركات العالمية المتخصصة في التكنولوجيا وشركات رأس المال المغامر. تحمل الحبشي شهادةً من جامعة هارفارد في الحكومة والاقتصاد. وتولت منصب مدير الشؤون الاستثمارية في شركة «فيوتشر تيك لاب» صندوق رأس المال المُغامر الذي يركز على علوم المواد والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو. وعملت سابقاً في شركة أوبر بدولة الإمارات وغيرها.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تحدثنا الحبشي عن مفهوم شركتها والفجوات التي تسعى لسدها:
• في البداية.. من هبة الحبشي؟
ـ أنا أصلاً من مصر، لكنني نشأت في جميع أنحاء العالم؛ لأن والدي كان دبلوماسياً. كنت أتنقل كل 4 سنوات لأعيش في دولة مختلفة، من بينها: روسيا وكازاخستان وبيرو ومالطا. أعيش في دبي منذ عام 2013، عندما انتقلت إليها لأول مرة للعمل لدى شركة Uber، التي كانت قد بدأت لتوها في المنطقة. لديَّ عائلة صغيرة مكونة من ثلاثة أفراد. زوجي عمران من كشمير الهندية، لكنه نشأ أيضاً في كل من سنغافورة ولندن، ويعيش في دبي منذ نحو 18 عاماً. ولدي أيضاً ابني سولي (سليمان) البالغ من العمر عامين.
• كيف كان انخراطك في مجال التصميم الداخلي والأثاث؟
- كان عمي تاجراً للأنتيكات في القاهرة، وكنت أحب دائماً الذهاب إلى المزادات معه ومع والدتي عندما كنت أصغر سناً. اعتادوا القلق دائماً بشأن الحصول على العناصر التي يريدونها أو العثور على عنصر نادر معروض للبيع. بعد ذلك بسنوات عديدة، بدأت العمل في حي دبي للتصميم، وبعد لقاء العديد من المصممين الداخليين والعلامات التجارية، لاحظت أنهم تحدثوا جميعاً عن نقص التصنيع المحلي في الإمارات العربية المتحدة.
• ما الذي يحتاجه سوق الشرق الأوسط في هذا المجال؟
- هناك مساحة كبيرة للابتكار في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط. ويوجد في الواقع العديد من الحرفيين والنجارين الموهوبين في الإمارات والسعودية ومصر ولبنان وغيرها، وهم بحاجة إلى توجيه ودافع كافيين لتطبيق حرفتهم وتقنياتهم على منتجات معاصرة. ونجد أنه من غير الواقعي أن نضطر إلى انتظار الأثاث لمدة تصل إلى 6 أشهر لأنه يتم تصنيعه في بلد ما، ويتم شحنه إلى بلد آخر ثم وصوله أخيراً إلى هنا. يُتوقع من العملاء بعد ذلك أن يدفعوا أكثر مقابل الشحن والخدمات اللوجستية والجمارك والتخزين أكثر من مجرد تكلفة القطعة الفعلية. وإذا وصلت القطعة وكانت تحتاج إلى التغيير، فهذا من 8 إلى 10 أسابيع أخرى مما يجعلها عملية طويلة جداً بالنسبة للعميل الذي يحاول العيش في مكان لطيف لا يفسد ميزانيته. ليست هناك حاجة لنا للاعتماد على البضائع المستوردة في مساحة الأثاث عندما نتمكن من صقل الحرف المحلية لمطابقة أو حتى تجاوز جودة العناصر القادمة من الخارج، وأيضاً بهامش أسعار يسهل الوصول إليها. إن القول بأن التصميم المستورد متفوق هو ببساطة نقص في الاستكشاف الكافي للمواهب المتوفرة في المنطقة.
قطع الرغوة
• ماذا عن أريكة «داميان» المبتكرة التي صنعت من قبلكم؟
- صُنعت أريكتنا «داميان» من memory foam عالية الجودة ومزيج الألياف المضادة للحساسية الذي ابتكرناه هنا في الإمارات فقط من أجل Klekktic كحشوة خاصة تم تصنيعها في مصنع فراش. لقد كانت مفاجأة كبيرة لنا أن مصنع المراتب هذا موجود هنا وقد أعجبنا بأحدث التقنيات التي يمكنهم الوصول إليها. حتى إنهم يعملون على إعادة تدوير قطع الرغوة وتحويلها إلى لبنة ثانوية مثل المواد المستخدمة للعزل. ونستخدم أيضاً أقمشة عالية الأداء تدوم لسنوات ويسهل تنظيفها وفقاً لعملائنا. على هذا النحو، حقق هذا المنتج أداءً يتجاوز الجودة وجعل موردينا متحمسين للغاية لتقديم أسعار تنافسية والاستمرار في تطوير الجودة. وهذا يجعلنا نفخر بأن التصنيع المحلي يمكن أن ينافس العلامات التجارية العالمية.
• من عملاؤك؟ وما الذي يبحثون عنه؟
- عملاؤنا هم أشخاص من جميع ميادين الحياة، من الأفراد الأصغر سناً الذين يدخرون لشراء قطعة klekktic لغرفة نومهم، إلى مصممي الديكور الداخلي الذين يريدون إحدى قطع Klekktic Studio، للأشخاص الذين ينتقلون إلى دبي أو يعيشون فيها ويبحثون عن مكان يسهل الوصول إليه لترقية مساحتهم.
• أنت رائدة في مجال التكنولوجيا ورأس المال والاستثمارات.. كيف استفدت من خبراتك السابقة في تأسيس وتطوير شركتك؟
- لقد استفدت من هذه التجارب بما لا يمكنني وصفه. وقد علمتني «أوبر» تقريباً كل ما أعرفه عن اقتصاد العمل الحر وكيفية تحفيز الموردين (مثل مصانع الأثاث) على المنافسة لتقديم منتجات بأفضل جودة وبأرخص الأسعار. ومن تجربتي في VC تعلمت الكثير حول ما يجعل الأعمال التجارية ناجحة ليس فقط كمفهوم عملي ولكن أيضاً من الناحية المالية. ومن المهم أن ننظر إلى أي عمل تجاري على أنه لعبة طويلة الأمد، وليس فوزاً قصير المدى.