داليدا خليل: أنتظر رجلاً حقيقياً لأترك الفن
حين تقترب من الفنانة المتعددة داليدا خليل، والتي عرفت من الأعمال الفنية والفيديو كليب والمسرح الراقص، تجد نفسك أمام امرأة متصالحة مع نفسها، تتقن أبجدية التمثيل والرقص والغناء وتعرف أهمية التجربة، تفخر بمحطات حياتها، وتعتبر أن «إكسبو 2020 دبي» شكّل لها خيط نجاح سيرافقها طيلة العمر.
الحوار مع داليدا خليل، يعني أن تقترب من طفولتها، وتعرف أكثر أن الرجل غائب من حياتها بصوره المتعددة، تعثر على امرأة تعرف قيمة الأم، والحب أيضاً، امرأة هي أمامك وكأنها أمام مرآة تقول فنها بصدق ولا تخجل أن تعترف بأنها تتمنى أن تلتقي برجل حقيقي ترتبط به كي تكتمل شجرة أنوثتها، إنها تشبه أدوارها، ترقص تغني وتمثل، تحمل مسؤولية كبيرة عيونها دائماً على المستقبل.. التقتها «زهرة فن» وكان الحوار غنياً يشبه رواية لكنها هنا من لحم ودم وروح.
* حدثينا عن مواهبك المتعددة، الرقص التمثيل الغناء، وأثره على كلّ ما تقدمينه من فنون؟
ـ أتيت إلى الفن ببعد أكاديمي، فقد درست التمثيل والإخراج معاً، وهذا أضاف لموهبتي بعداً ثقافياً خاصاً، فأن تعرف الجانب النفسي لكل شخصية وانعكاسها على لغة الجسد، الصوت الحركة الخطوات، فهذا فن وعلم أيضاً، كل هذا تعلمته من الحياة، يكفي أن تقرأ من حولك من عينيه، من حركاته ونبرة صوته، وبالتأكيد فإن الحياة هي مدرسة تضيف للأكاديمي معنى خاصاً.
التمثيل كان بدايتي، ولم أكن أعرف أنني سأصل لمرحلة أستطيع فيها أن أجمع المواهب الثلاثة معاً، الرقص، التمثيل، والغناء أيضاً، 15 عاماً عملت خلالها ممثلة، ثم جاءت مشاركتي في عدد من البرامج ومنها، «الرقص مع النجوم»، و«ديو المشاهير»، وهو ما جعلني أكتشف نفسي، وأقول الرقص فعل حب، وبالتأكيد فإن كل هذا فتح أمامي الفرص، كمشاريع الفيديو الكليب، إلى جانب الأداء الاستعراضي في بعض الأعمال مثل مسلسل «بارنويا»، الذي أديت فيه دوراً استعراضياً جمعت فيه الفنون الثلاثة، توّج كل هذا بمشاركتي في الحدث العالمي «إكسبو2020 دبي»، هذه التجربة أثرت علي جداً وبشكل إيجابي، ومنحتني الشعور بالرضا عن نفسي، لأن ما أحققه على الصعيد النفسي هو أهم من كل شيء آخر.
فرصة العمر
* شاركت في «إكسبو 2020 دبي»، في أول حفل غنائي لك، كيف ترين غناءك على هذه المنصة التي تجمع العالم؟
ـ هذه الفرصة أعطتني الكثير وعززتني من الداخل، فأن أكون إحدى المشاركات في هذا الحدث العالمي، فهو فخر كبير، وأعتبر أن هذا سيرافقني طيلة عمري لأنها محطة ارتبطت بأهم حدث في العالم بعد «كوفيد 19»، التجربة رائعة بكل ما تحمله من مشاعر قلق وتوتر وتدريب وأدرينالين، وخاصة أنني وقفت أمام الجمهور مباشرة لأول مرة، إضافة إلى تفاعل الجمهور ودعم الصحفيين ووسائل الإعلام المعنوي.
* ماذا عن عملك نجوم سوريا ولبنان في «بيوت من ورق»؟
ـ أجمل ما في هذا العمل هو أنه يجمع نجوماً من سوريا ولبنان، وجميعهم نجوم في العالم العربي: سوزان نجم الدين وجيني اسبر ودانا ومن لبنان يوسف الخال، طوني عيسى، ويوسف حداد وفادي إبراهيم، المشاركة في هذا المسلسل عرّفتني على عائلة جديدة قضيت معهم 6 أشهر، وكنا على قلب واحد لهذا قدّمنا معاً مشاهد بتناغم رائع، قضينا معاً وقتاً طويلاً في التصوير، تعرّفنا على بعض أكثر، أشكر أسامة الحمد والمنتج زياد شويري على كل ما قدماه من جهد ليخرج هذا العمل بأفضل صورة للجمهور، وأتمنى أن يُحبنا الجمهور وأن نصل إلى قلوبهم.
* ما الدور الذي تقدمينه في العمل؟
ـ أجسد شخصية «هايا»، الفتاة الحالمة التي تعتني بأطفال صغار، من خلال جمعية صغيرة تتميز بحسٍّ إنساني، وهو ما يجعلها تقع في حب يوسف الخال، ولكن تكون الظروف معاكسة لما تتمناه، ورغم هذا فإن التجربة تجعلها أكثر نضجاً، وإنساناً آخر إن صح التعبير.
*ما أهمية وجودك إلى جانب يوسف الخال الذي كنت تتمنين أن تقفي إلى جانبه؟
ـ أنا ويوسف الخال تجمعنا كيمياء رائعة لا يمكنني وصفها، كما تعلمين هذه البطولة المطلقة الأولى بيني وبين هذا الممثل المبدع، والذي وصل إلى الجمهور العربي، أتمنى أن تصل المشاعر التي شعرنا بها للجمهور.
* ماذا عن مشاركتك في مسلسل «بارانويا» كضيفة شرف؟
ـ «بارانويا» عمل مختلف عن كل ما قدمته سابقاً، وإضافة كبيرة جداً لي، أولاً على الصعيد الشخصي فقد حققت حلمي في أن أجمع مواهبي الثلاثة، التمثيل والغناء والرقص في عمل واحد، واستطعت أن أقدم عرضين على مسرح كازينو لبنان أمام الجمهور، وأمام زملائي وفريق العمل والإنتاج، فخورة جداً لأنني حققت نفسي من خلال هذه الشخصية، ولا أنسى «شركة الصباح»، والتي تدعم الممثلين، وفعلاً شعرت أنني فرداً من عائلتها.
* هل ستشاركين في السباق الرمضاني هذا العام؟
ـ لا أعرف بعد إذا كان مسلسل «بيوت من ورق» سيعرض في رمضان أم بعده، فلقد انتهينا من التصوير مؤخراً وهو يتكون من 60 حلقة.
*يقولون العالم امرأة، ماذا تقولين ونحن نعيش بداية فصل الربيع، يوم المرأة، يوم الأم؟
ـ أوجه تحية لكل امرأة مجتهدة أسست وكونت نفسها وتملك طاقة تقدمها للجيل الجديد، لأن المرأة نصف المجتمع، أحترم المرأة مهما كانت جنسيتها أو عملها وأقدر وجودها في المجتمع، فهي إنسان قادر على العطاء دائماً، من دونها أظن لا معنى لأي مكان.
* من هي داليدا المرأة؟
ـ أود أن أوجه تحية لأمي التي أنخبتني ومنحتني نعمة الوجود، بكل ما أحمله في شخصيتي من صفات، وبكل ما أضافته لي الحياة، حين أسأل من هي داليدا أرد مثل طفلة تماماً، أنا امرأة لا أشبه إلا نفسي، لا أشبه احداً، أحلم مثل القصص التي قرأتها وأنا طفلة، أجتهد لأكون، امرأة تعرف تماماً قيمة الحب، طبيعية جداً فأنا كما أنا مشغولة بالفن، أو حياتي فن والفن أعلى اللغات كلها، أعشق العمل والاجتهاد وأحب أن أعيش حياتي أيضاً واستمتع، اعتبر أنني مميزة لست أفضل من أحد ولكنني لا أشبه احد.
* ماذا يعني لك الطموح وإلى اين تودين أن تصلي؟
ـ لا يمكن الوصول من دون الطموح، الوصول إلى أي محطة يعني ماذا بعدها، لا وصول نهائي لشيء، الشاعر لا يكتفي بقصيدة، الممثل لا يكتفي ببطولة، هكذا هي الحياة مفتوحة على أبواب إلى ما لا نهاية، إصراري ومثابرتي أوصلاني مؤخراً إلى «إكسبو»، أعلم دائماً سقف أحلامي وأتعب للوصول والنجاح.
* فقدتِ والدك في عمر صغير، من الرجل الذي عوضك عن غياب الأب؟
ـ يبدو أن غياب الرجل من حياتي، مثل الجرح، غياب الأب أولاً، غياب الأخ، الغياب دفعني لأكون بالصورة التي أنا عليها اليوم، ولم أكن طفلة مدللة أبداً، كنت يتيمة، رعتني أمي ورعيتها، ربما لا يعرف من حولي هذا، لأنني أبدو قوية أمام الجميع، ولم يعوضني عن غياب الوالد سوى الله، لم أجد إلى اليوم رجلاً حقيقياً، الرجل مفقود من حياتي، ربما لهذا السبب لم أرتبط أو أنجب طفلاً.
أهم إنجاز في حياتي
* في هذه المرحلة من حياتك، ما الذي تحبينه أكثر في نفسك؟ وما الذي تكرهينه؟
ـ أعتبر نفسي امرأة صنعت نفسها بنفسها، وهذا أهم إنجاز في حياتي منذ أن كنت طفلة وتعلمت وتخرجت وعملت وصعدت السلم درجة درجة، لم أطمح للشهرة بقدر ما طمحت للعمل وكسب رزقي لأساعد أهلي وأقوم بواجباتي.
* إلى أي درجة حققت المرأة ذاتها وحريتها، وهل تجاوزت الرجل، أم أنهما يتنفسان؟
ـ المرأة والرجل متساويان في عصرنا الحالي، ولكن دعيني أتحدث عن المجتمع الشرقي الذي لا يتقبل هذا الموضوع بسهولة كما الغرب، ففي كثير من الأوقات عندما يعمل الرجل والمرأة في نفس المجال تكون هناك غيرة من الرجل في حال تفوقت المرأة عليه، ممكن أن يخاف من قدراتها لأنه من غير الممكن أن يصل لقدراتها من عطاء ومحبة واجتهاد، ولقد تعرضت كثيراً لمثل هذه المواقف.
* اقتربنا من يوم الأم، ما الذي يعنيه لك هذا اليوم؟
ـ الدنيا أم، وأجمل صورة للمرأة حين تحقق أمومتها وترى شجرة أنوثتها مزهرة، واليوم وكل يوم أقول، أمي كلّ شيء في حياتي فهي أنجبتني ورعتني في ظل غياب والدي، هي الرفيقة والأخت والأم والشخص الوحيد الذي أتحمله رغم أي شيء، هي الدنيا كلها.
أحلم بالأمومة
* كيف تعايدينها وهل ممكن تغني أغنية للأم؟
ـ أقول لها أنت مصدر قوتي، وأجمل ما في الحياة، وأتمنى فعلاً أن أغني للأم لأنها تستحق كل موسيقى الكون.
* ألا تحلمين بالأمومة؟
ـ تضحك، إذاً لديكم عريس مرتب ومحترم لا أمانع أكيد، الأمومة حلم كل فتاة مهما حققت من شهرة وأمجاد وتصفيق وحب من الجمهور، تبقى العائلة والزوج والأولاد الأهم، وهذا حلم بالنسبة لي وسأحققه إن شاء الله.
* هل الفن سبب في صعوبة اختيارك زوج وتكوين أسرة؟
ـ لا، ولكن السبب أنه لا يوجد رجال حقيقيون، أي فتاة عندما تصل لمرحلة من النضج تصبح أكثر وعياً، وتكون خيارتها أصعب، فإذا كان الرجل مثلاً يمتلك صفة أكرهها، فهذا سبب كاف بالنسبة لي لأبتعد.
* هل ممكن أن تتخلي عن الفن، في حال وجدت الرجل الحقيقي؟
ـ ممكن في البداية أن أحاول التوفيق بين مهنتي وعائلتي وأولادي، وهو أمر صعب جداً، لكنه ليس مستحيلاً، وليس من المستبعد أن أتخلى عن الفن في حال وجدت هذا الرجل. لقد عشت تجربة الفن وحققت نجاحات، إنه عالم صعب ومليء بالأكاذيب والأقنعة، وإن صح التعبير مهنة المتاعب وخاصة للمرأة. وبصراحة أحلم أن أجد هذا الرجل، وأن أجد الحب الحقيقي بعد كل الصعوبات والمتاعب التي واجهتها.