قد تحدث الإصابة بارتفاع ضغط الدم لأعوام دون أية أعراض، لكن حتى وإن لم توجد أعراض يستمر حدوث التلف بأوعية الدم والقلب، ويمكن اكتشاف ذلك، كما يزيد ضغط الدم المرتفع غير المسيطر عليه خطورة حدوث مشكلات صحية خطيرة، ومنها الأزمة القلبية والسكتة الدماغية، بحسب ما ورد في تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية.
وضغط الدم المرتفع، الذي يطلق عليه طبياً hypertension، حالة شائعة حيث تكون قوة الدم ضد جدران الشرايين مرتفعة بما يكفي للتسبب بمشكلات صحية، مثل أمراض القلب، ويتم تحديد ضغط الدم بكمية الدم التي يضخها القلب، وكمية مقاومة تدفق الدم بالشرايين، وكلما ضخ القلب المزيد من الدم، وضاقت الشرايين، ارتفع ضغط الدم.
وحددت منظمة الصحة العالمية عوامل عدة، تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، هي:
1- العمر: يمكن أن تزيد خطورة الإصابة بارتفاع الضغط مع التقدم في السن، وبفترة منتصف العمر، أو عند حوالي سن الـ45، وتشيع إصابة الرجال أكثر، وتزيد إصابة النساء أكثر بعد سن الـ65 عاماً.
2- العِرق: يشيع حدوث ارتفاع ضغط الدم بشكل أخص عند أصحاب البشرة السوداء، حيث يظهر المرض في أعمار مبكرة أكثر من أصحاب البشرة البيضاء. أيضاً تشيع إصابة أصحاب البشرة السوداء بمضاعفات خطيرة، مثل السكتة الدماغية والأزمة القلبية والفشل الكلوي، عن غيرهم من البشر.
3- السمنة: كلما زاد وزنك، احتاجت أنسجة الدم لمزيد من الأكسجين والمواد الغذائية، وكلما زاد حجم الدم الذي يدور خلال الأوعية الدموية، زاد حجم الضغط على جدران الشرايين.
4- تجنب النشاط البدني: يتزايد معدل نبضات القلب عند الأشخاص غير النشطاء، وكلما زاد معدل ضربات القلب، كان من الصعب أن يعمل القلب مع كل انقباضة وزادت قوة الضغط على الشرايين. كما يزيد خمول النشاط البدني خطورة زيادة الوزن.
5- تعاطي التبغ: لا يتسبب التدخين أو مضغ التبغ فقط في رفع ضغط الدم على الفور بشكل مؤقت، لكن يمكن للمواد الكيميائية الموجودة بالتبغ أن تتسبب في تلف بطانة جدران الشرايين، وقد يؤدي هذا إلى تضييق الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، كما يزيد التدخين السلبي أيضًا من ارتفاع ضغط الدم.
6- فرط استخدام الملح: يمكن لزيادة الملح في نظامك الغذائي التسبب في احتفاظ الجسم بالسوائل، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
7- كمية غير كافية من البوتاسيوم: يساعد البوتاسيوم في موازنة كمية الصوديوم بالخلايا، إذا لم تحصل على كمية كافية من البوتاسيوم في نظامك الغذائي أو في حالة احتفاظ الجسم بكمية كافية من البوتاسيوم، فقد يتراكم الكثير من الصوديوم بالدم.
8- كمية غير كافية من فيتامين "د": من غير الأكيد أن استخدام قدر قليل جدًا من فيتامين "د" في النظام الغذائي يؤدي إلى ضغط دم مرتفع، لكن قد يؤثر فيتامين "د" على إنزيم تنتجه الكلى، والذي يؤثر بدوره على ضغط الدم.
9- الضغط النفسي: تؤدي زيادة الضغوط إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل مؤقت.
ويشير التقرير إلى أنه يمكن للضغط الزائد على جدران الشرايين الناتج عن ارتفاع ضغط الدم؛ التسبب في تلف الأوعية الدموية، بالإضافة إلى أعضاء أخرى بالجسم. وكلما ارتفع ضغط الدم مع طول فترة عدم السيطرة عليه، عظُم الضرر.
كما يمكن لضغط الدم المرتفع غير المسيطر عليه التسبب في نوبة قلبية أو سكتة أو تمدد للأوعية الدموية، وقد يتسبب أيضاً في سماكة عضلة القلب، وذلك بسبب محاولة القلب ضخ الدم ضد الضغط المرتفع داخل الأوعية. وبنهاية الأمر، قد تواجه العضلة المتضخمة صعوبة في ضخ الكمية الكافية من الدم التي يحتاجها الجسم، ما قد يؤدي إلى الأزمة القلبية.
ويلفت التقرير إلى ضرورة الانتباه لوجود رقمين لقراءة ضغط الدم، يحددان بوحدة الملليمتر من الزئبق (ملم زئبق)، ويشير الرقم الأول، أو العلوي، إلى الضغط داخل الشرايين عندما ينبض القلب (الضغط الانقباضي)، ويشير الرقم الثاني، أو السفلي، إلى الضغط داخل الشرايين بين النبضات (الضغط الانبساطي).