يحرص مصابو أمراض السكر على اتباع أنظمة غذائية صحية صارمة، للمحافظة على مستوى السكر بالدم. لكن دراسة علمية حديثة، صادرة عن الرابطة الأوروبية لعلاج أمراض السكر (Diabetology)، كشفت عن إمكانية أن يكون للأضواء تأثيرها أيضاً في مستوى السكر.

وهدفت الدراسة إلى قياس درجة انعكاس الضوء على عملية التمثيل الغذائي، وأجريت على 14 شخصاً يعانون من أنواع مختلفة لأمراض السكر.

وقسم الأشخاص الذين استهدفتهم الدراسة إلى قسمين: الأول: كانوا في محاكاة طبيعية، عبر وضعهم في غرف ذات أضواء ساطعة خلال النهار، وتحت إضاءة خافتة مساءً، والثاني: تحت أضواء خافتة طيلة الوقت، لكنها كافية للإنارة والتعرّف إلى الأشياء طوال اليوم، لمعرفة كيفية تأثير هذه الإيقاعات الضوئية في الأشخاص.

وتوصل فريق باحثي جامعة "ماسترخيت" الهولندية التي أجرت الدراسة إلى عدة نتائج مهمة، أبرزها: أن التعرّض للضوء الساطع أثناء النهار وانخفاض الضوء ليلاً، كان له تأثير في تحسين مستويات السكر بالدم لدى هؤلاء الأشخاص، إذ إنّ الأضواء تنعكس على الساعة البيولوجية للأشخاص، المسؤولة أيضاً عن عملية التمثيل الغذائي.

كما أظهر التعرّض للضوء الساطع، خلال النهار، تحسن مستوى حرق الدهون لدى الأشخاص المصابين بالسكري، إذ تبيّن أن المشاركين تمكنوا من حرق سعرات حرارية أكثر، بعد تناول الوجبات، مقارنةً بالوقت الذي كانت فيه الإضاءة خافتة، وتشير هذه النقطة إلى أن التعرض لضوء أكثر قد يساعد بطريقة أو بأخرى في إنقاص الوزن.

ولاحظ العلماء أن التعرض للضوء أكثر ينعكس على نشاط الأشخاص، إذ يصبحون أكثر حركة وقدرة على إنجاز المهمات، ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم. أما في الليل وعند انخفاض الإضاءة، فتنخفض درجة حرارة الجسم، ما يجعل الأشخاص بحاجة أكثر للنوم والراحة.

وبناءً على هذه النتائج، حثّ الخبراء على ضرورة تعرض الأشخاص، خاصة المصابين بالسكري، لضوء النهار وإبقاء الأضواء خافتة أثناء المساء، لأن التمثيل الغذائي المضطرب قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري.

وكانت أبحاث سابقة قد أشارت إلى أنّ التعرض للضوء ليلاً يمكن أن يعطّل عملية التمثيل الغذائي، كما ارتبطت نوبات العمل الليلية بزيادة خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني، كما وجدت العديد من الأبحاث أن هناك أدلة على أن التعرض لضوء خافت أثناء النهار قد يعطل الساعة البيولوجية للأشخاص.