لم تعد ابتسامة هوليوود كما بدأت حكراً على المشاهير، وباتت حلماً لمعظم الأجيال الشابة بشكل عام، ويسعى الملايين من البشر لرسمها بين شفتيهم، فهل هي جمالية أم علاجية، وما أضرارها وما فوائدها؟
جميع هذه الأسئلة تجيب عليها طبيبة الأسنان الأردنية الدكتورة ميمنة الرشدان المختصة في التقويم وصنع هذه الابتسامة.
بدايةً توضح الدكتورة الرشدان لـ "زهرة الخليج" بأن هذه الابتسامة وجدت تاريخياً لتخدم الدراما وأفلام السينما الأميركية التي تنتجها هوليوود، وكانت في بدايتها حصراً على ممثلي هوليود بهدف إخفاء عيوب أسنانهم التي تكون ظاهرة جداً امام الكاميرات، وفي فترات لاحقة نشأت مدرستان لهذه النوع من الابتسامات تعرف الأولى بالمدرسة الأميركية، وهي التي تهتم بإخراج أسنان ناصعة البياض بشكل كبير، بينما اختارت المدرسة البريطانية ألواناً أقرب للأسنان الطبيعية حتى لا تبدو الابتسامة مزيفة.
وتعرف الدكتورة الرشدان هذه الابتسامة بأنها طبقة من الخزف توضع على واجهة الأسنان الأمامية بهدف إعطاء مظهر أكثر تناسقاً، ولوناً أكثر جمالاً، بعد أن يقوم الطبيب بتحضير الأسنان وهو الأمر الذي يعرف شعبياً بـ "حف الأسنان".
وعن الأسباب الموجبة لصنع هذه الابتسامة، تلخصها الرشدان بعدة نقاط وهي:
وجود تصبغات مكتسبة ودائمة في الأسنان، قد تحدث نتيجة استخدام بعض الأدوية مثل جرعات الحديد لدى الأطفال، وبالتالي يكون الشخص بحاجة إلى تبيض الأسنان وتجميلها لإزالة هذه التصبغات.
وجود تراكم بسيط في الأسنان بحيث يتشكل بروز في أحد الأسنان بدرجة قليلة وهنا يتم استخدام هذه الابتسامة كبديل للتقويم.
عدم تماثل الابتسامة بان يكون خط المنتصف مائلاً إلى اليمين أو اليسار وبشكل يؤثر في المظهر العام.
ما يعرف بحالات الابتسامة اللثوية، وتنتج عادة قصرا في طول الأسنان وتحدث غالباً بعد عمليات قصة اللثة.
وجود فراغات بسيطة بين الأسنان.
التجميل بشكل عام وبالأخص لدى المشاهير.
وتقدم طبيبة الأسنان الأردنية نصائح للعناية بهذه الابتسامة بعد تركيبها، ومن أهمها ضرورة تفريش الأسنان بشكل دائري أو طولي، والابتعاد بشكل كامل عن التفريش بشكل عرضي، وذلك بهدف الحفاظ على نقطة التقاء سليمة بين القشرة واللثة.
بالإضافة إلى أهمية المحافظة على خيط الأسنان، واستخدامه بشكل يومي لتجنب صدور رائحة كريهة، وعدم قضم الأشياء الصلبة مثل بعض أنواع المسكرات.
وطالما رغب البشر في إظهار أسنانهم بأبهى صورة، ولذلك يعمدون لزيارة طبيب الأسنان بهدف ضمان ظهورهم بابتسامة جميلة ومختلفة (ابتسامة هوليوود)، إلا انهم يغفلون عن الآثار الجانبية لها، وهي التي توضحها الدكتور ميمنة الرشدان لـ "زهرة الخليج" فتقول:
إن صنع هذه الابتسامة قد يؤدي في بعض الأحيان لتحسس في الأسنان، كما أن القشرة الخزفية المستخدمة (البورسلان) هي مادة معرضة للتكسر، بالإضافة إلى أن لثة الشخص تكون عرضة للإصابة بالالتهابات بشكل أكبر في حال عدم الاعتناء بالأسنان بشكل صحيح.
وتوضح طبيبة الأسنان الرشدان بأن هذه الابتسامة لها عمر افتراضي لا يتجاوز العشر سنوات في معظم الحالات، وأن إعادة صنعها بعد ذلك تحتاج لمجهود أكبر وعمل أكبر، كما أنها مكلفة على الأشخاص العاديين بشكل عام.
أطباء لا يشجعون على تركيب ابتسامة هوليوود
تقول الرشدان بأن عددا كبيرا من الأطباء لا يشجعون على تركيب هذه الابتسامة وذلك لعدة أسباب ومن أهمها أن الخزف المستخدم (البورسلان) لا يضاهي جمال البلورة الطبيعية للسن.
وكذلك فإن الاستخدام الخاطئ لابتسامة هوليوود جعلت بعض الناس الذين يتمتعون بأسنان صحية وجميلة يستخدمونها، وهو أمر غير منطقي وغير علمي.
وتنوه إلى أن بعض المشاكل تتطلب حلاً عن طريق تقويم الأسنان وتبييضها دون اللجوء إلى الخزفية.
كما أن تركيب هذه الابتسامة يعتبر تغييراً في الشكل لا يمكن التراجع عنه لاحقاً.
معلومات هامة
قد يغفل العديد من الأشخاص عن معرفة كيفية عمل الطبيب، وهل أنهى عمله بشكل متقن بعد تركيب الابتسامة؟
وهنا تقدم الطبيبة الأردنية نصائح تسهل معرفة مدى مهارة الطبيب في العمل وهل أنتج لك عملاً متكاملاً، وتضع عدداً من النقاط تمكن الأشخاص العاديين من معرفة مدى صحة تركيب ابتسامتهم هي:
وجود حساسية قليلة تستمر بعد التركيب لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام وتبدأ بالتراجع تدريجياً حتى تختفي بعد أسبوع وقد تمتد لأسبوعين كحد أقصى.
ضرورة أن تعود اللثة إلى طبيعتها بعد التركيب بأيام قليلة وأن لا يستمر احمرارها وانتفاخها لوقت طويل.
التأكد من أن سماكة الأسنان كافية، وعدم حدوث أي بروز في الأسنان بعد التركيب.
التأكد بعد التركيب من إمكانية دخول خيط الأسنان بين جميع الأسنان بهدف التنظيف.
بدائل عن ابتسامة هوليوود
ختاماً، بينت طبيبة الأسنان الأردنية في حديثها لـ "زهرة الخليج" وجود عدد من البدائل بإمكانها أن تغنينا عن صنع ابتسامة هوليوود ومن أهمها ما يعرف باسم (سناب أوف سمايل) وهو خيار منخفض التكلفة ويعرف باسم الابتسامة اللحظية، أو الابتسامة السريعة، وهي ابتسامة مؤقتة يمكن وضعها وإزالتها بشكل بسيط، ولا تحتاج لتحضير في الأسنان، ولكنها بذات الوقت قد لا تلائم جميع الأشخاص.
وتشير الدكتورة الرشدان بأن جمال الابتسامة لا يقتصر على الأسنان فقط، إنما هو مزيج من لثة نظيفة وجميلة باللون الوردي، وأسنان نظيفة وشفاه جميلة مؤكدة بحديثها أن "هوليوود" ليست ضماناً لابتسامة جميلة دائماً.