نبيلة عبيد: هذه شروط عودتي إلى السينما
الفنانة المصرية، نبيلة عبيد، صاحبة تاريخ طويل من النجاحات الفنية، التي جعلتها تحتل مكانة مميزة في قلوب الجماهير، إذ استطاعت أن تقدم مختلف الألوان والأشكال الفنية، وكانت بدايتها في مجال السينما بفيلم «رابعة العدوية» بمثابة الانطلاقة المميزة، التي جعلتها تحفر اسمها ضمن كبار نجوم الفن في مصر والوطن العربي.. وقد فتحت الفنانة المصرية قلبها لـ«زهرة الخليج»، وتحدثت عن العديد من الموضوعات المهمة؛ في هذا الحوار:
• هل يُمكن أن تقدمي حياتك الشخصية في كتاب، ومن الفنانة التي يمكنها أن تجسد شخصيتك الحقيقية؟
- صدر كتاب، مؤخراً، تناول مسيرتي الفنية بالفعل. أما عن تقديم سيرتي الشخصية في كتاب، فأعتقد أن الأمر ليس مطروحاً في الفترة الحالية، وأفضل أن أقدم سيرتي الشخصية من خلال عمل درامي، وأكون بطلته، وأن تعتمد الرواية كلها في الأساس على معلومات دقيقة مني، وأرفض تماماً فكرة أن تقوم أي فنانة بتجسيد شخصيتي في أي عمل فني.
«كورونا» منعني
• لماذا ابتعدت عن المشاركة في المهرجانات الفنية؟
- على الرغم من أنني تلقيت العديد من الدعوات لحضور أكثر من مهرجان في مصر، مثل: «القاهرة» و«الجونة» السينمائيين، فإنني اختفيت تماماً عن حضور أكثر من مهرجان، خلال السنوات الماضية، لوجودي في التوقيت نفسه خارج البلاد. وفي العامين الماضيين، وتحديداً في ظل أزمة انتشار فيروس «كورونا»، حرصت على تجنب الوجود في أي فعاليات تعتمد على التجمعات. ويمكن أن تقول إنني لم أخرج لمدة عامين كاملين، بسبب أزمة «كوفيد - 19».
• يتعرض «الجونة السينمائي» لانتقادات واسعة سنوياً.. كيف ترين هذه الانتقادات؟
- مهرجان الجونة أحد المهرجانات السينمائية المهمة للغاية، وينبغي ألا نلتفت إلى ما يقال عنه من انتقادات، فلا أرى أساساً من الصحة لها. فالمهرجان فرض نفسه، خلال فترة زمنية قصيرة للغاية، وهو حالياً ينافس أكبر المهرجانات في العالم؛ لأنه منظم، ويضم أفلاماً مميزة، وأعتقد أن كل من يهاجم المهرجان يهاجمه بسبب «الأزياء» التي ترتديها الفنانات فقط. وهنا، يجب أن نقول إن المهرجان يتم تنظيمه في مدينة تقع على ساحل البحر مباشرة، أي أن مدينة الجونة لها طابعها الخاص، وأنا أفتخر كفنانة وإنسانة مصرية أيضاً بهذا المهرجان.
• تميزت أفلامك دائماً بمناقشتها مشاكل سياسية واجتماعية.. هل الأفلام الحالية تقوم بهذا الدور؟
- قديماً كانوا يقولون: «كل وقت وله أذان»، وفترة تألقي كانت تتميز بوجود أدباء كبار، مثل: إحسان عبدالقدوس، ونجيب محفوظ، ومصطفى محرم، ووحيد حامد، ومحمود أبوزيد، وإسماعيل ولي الدين، وأنا تعاونت معهم جميعاً، وقدمت أعمالاً مميزة. أما الجيل الجديد، فتكتب له أعمال تتفق مع أفكار الجيل الجديد من الجمهور الموجود حالياً، وتتفق مع طبيعة المجتمع.
• الجميع يعلمون أنك فنانة مثقفة جداً، فهل يتمتع الفنانون الشباب بقدر كافٍ من الثقافة؟
- ينبغي على الفنان أن يكون مثقفاً، وينبغي أن يقرأ كثيراً، وأن يكون على دراية بكل ما يدور من حوله، وأن يكون مطلعاً على ما يدور في العالم العربي، ومختلف أنحاء العالم؛ لكي يكتسب المزيد من الخبرات. أعتقد أن هناك مجموعة كبيرة من النجوم الشباب، الذين يمتلكون قدراً كبيراً من الثقافة، ومعظمهم من خريجي الجامعات، وهذا يمكن أن تلاحظه خلال الحوارات الصحافية، واللقاءات التلفزيونية، التي يطلون من خلالها على الجمهور.
بداية عظيمة
• دور «رابعة العدوية» من أهم أدوارك.. في رأيك لماذا غابت الأعمال الدينية المميزة؟
- هذا سؤال مهم للغاية؛ لأنني فعلاً أعتبر دور «رابعة العدوية» من أهم الأدوار التي قدمتها طوال مشواري الفني، وكان بمثابة بداية عظيمة جداً لي. وبخصوص عدم تقديم أعمال فنية مثلما قدمت «رابعة العدوية» من قبل، يمكن القول بأن الشخصيات النسائية التي يمكن تقديمها قليلة. لكن، من ناحية فكرة تقديم عمل فني ديني، هناك العديد من الأمور الدينية، التي من الممكن تناولها في أعمال فنية، ولا أعرف سبب ذلك الأمر. وقد قدمنا «رابعة العدوية» بإمكانات هائلة مع المنتج حلمي رفلة، والمخرج نيازي مصطفى، وظهر في العمل صوت كوكب الشرق أم كلثوم. وأتمنى أن أشاهد قريباً فيلماً يحمل القيمة نفسها، لكنني كما قلت الشخصيات النسائية التاريخية قليلة. لكن، إذا بحثنا قليلاً، فمن الممكن أن نجد شخصية نسائية مهمة، وسأكون أول داعمي مثل هذا العمل.
• هل من الممكن أن تشاركي في أعمال سينمائية خلال الفترة المقبلة، أم أن تركيزك سيكون منصباً على الدراما؟
- إذا تلقيت عرضاً للمشاركة في أي عمل سينمائي، فلن أتردد في تجسيد أي دور إذا كان مميزاً، وأحببت هذا الدور، وألا يكون أقل من الأعمال التي قدمتها خلال مشواري الفني الطويل. أما بالنسبة للدراما، فتلقيت عروضاً للمشاركة في أعمال عدة، منها ما رغبت في تقديمه، مثل مسلسل «سكر زيادة»، الذي قدمته مع نادية الجندي، وسميحة أيوب.
• هل تتقبلين قيام أي شخص بتقليدك، خاصة أنك فنانة كبيرة، ولك مكانة مميزة في قلوب الجميع؟
- مؤخراً.. قلدتني الفنانة الشابة ميرهان حسين على «إنستغرام»، من خلال مقطع فيديو نال إعجاب الجميع، وأنا سعيدة جداً بها؛ فقد قلدتني بطريقة مبهرة من أول المكياج حتى بدلة الرقص. وقد قمت بإجراء مداخلة هاتفية معها، وأشدت بها، وهي فنانة شابة واعدة. ومن شدة إعجابي بالفيديو، ظننت أنها حصلت على «بدلة الرقص» التي ظهرت بها في الفيلم، ولم أنزعج مما قدمته، بالعكس كنت في حالة من السعادة، وأتمنى لها التوفيق في أعمالها المقبلة.
أدوار.. وتضحيات
• ما أصعب الأدوار التي قدمتها في أعمالك السينمائية؟
- أصعب أدواري «رابعة العدوية»، حيث خضعت حينها لتوجيهات وتعليمات من كل المحيطين بي، ويمكن القول بأن كل عمل قدمته كان صعباً في تقديمه، لأنني أدرس الشخصية جيداً قبل أن أقدمها. وهنا، أتذكر دوري في فيلم «توت توت»؛ فهو أيضاً من أكثر الأدوار التي أرهقتني؛ لأنه كان شخصية غريبة وصعبة في تقديمها، وبقية الأدوار التي جسدتها أتقنتها من خلال دراستها جيداً، قبل أن أبدأ تصوير أي مشهد بها.
• هل ضحيت بالكثير في سبيل الفن؟
- بالفعل، كان هناك العديد من التضحيات، منها تضحيات شخصية. وفي النهاية، فضلت الفن على أي شيء آخر.
• حالياً.. كيف ترين تكريم الفنانين في المهرجانات؟
- صحيح، تم تكريم عدد من الفنانين، في عدد من المهرجانات، مثل: نيللي، ورشوان توفيق، وغيرهما من الفنانين. بعد تكريم نيللي، في الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي، أرسلت إليها تهنئة على الفور، وتمنيت لها المزيد من السعادة والتألق؛ لأن نيللي «حبيبة قلبي»، وهي من فنانات جيلي، وصديقة عمري، ومن أهم الشخصيات بالنسبة لي، على المستويين الفني والشخصي. أما رشوان توفيق، فقد سعدت بظهوره في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي، لكنني كنت حزينة بسبب الخلافات التي نشبت، مؤخراً، بينه وبين ابنته. وأوجه - من خلالكم - رسالة إليه، وإلى ابنته، قائلة: «الدم عمره ما يبقى مية»، ولا بد أن يتصالحا، فرشوان توفيق من أهم الفنانين في مصر، وأن يظهر على الشاشة وهو حزين أمر صعب علينا جميعاً. وشخصياً تم تكريمي منذ سنوات طويلة في مهرجان القاهرة السينمائي، ومهرجان الإسكندرية منذ عامين، وكانت دورته تحمل اسمي، وأنا ممتنة كثيراً على هذه التكريمات.