تختزل قارورة عطر «Agar Ebène»، من «Hermès»، قصيدتين: الأولى شعرية شكلاً، والثانية شاعرية مضموناً. فهذا الإصدار المحدود لعطر محبوب ومطلوب، ابتدعته كريستين ناجيل عام 2018، ضمن مجموعة «Hermessence»، يتزين بأبيات راشد الخضر، التي خطَّتها أنامل الفنّان والخطاط الإماراتي المبدع محمّد مندي التّميمي؛ احتفاءً بالإصدار الاستثنائي المحدود؛ وتستحضرُ أبيات الشّاعر الإماراتي المعروف، الذي تُوفّي عام 1980، العواطف التي يحملها العطر الجديد في الكلمات التي يوجّهها إلى حبيبته.. «زهرة الخليج» استطلعت ما وراء هذا التعاون المميز من آنييه دوفيلير، الرئيسة التنفيذية لـ«Hermès Parfums»، ومن الخطاط الفنان محمد مندي التّميمي.

آنييه دوفيلير: نحب مزج الإلهام

• في أرشيف «Hermès»، هناك عطور أخرى ذات روائح شرقية.. لماذا اخترتم «AGAR ÉBÈNE» لهذا الإصدار الاستثنائي المحدود؟

- من بين العطور، التي ابتكرتها كريستين ناجل في خط «Hermessence»، كان «Agar Ebène» الأكثر ولاءً للناس منذ ابتكاره عام 2018. بالنسبة لهذا الإصدار المحدود، الذي يسلط الضوء على فن الخط العربي، بدا بديهياً لربطه بواحد من أكثر العطور شهرة في المجموعة، والذي تم تركيبه باستخدام مواد رمزية من الشرق الأوسط. وباختيار خشب الآجار لهذا الإبداع، أردنا إعادة الاتصال بتاريخ العطور، وتقنياته، وطقوسه المبكرة، والتي غالباً كانت مقدسة. العود أحد فنون العطور، ثقافة، شغف فريد ومشترك. خشب الآجار له الأصل النباتي نفسه مثل العود. إنها مادة مهيبة وكثيفة، وشاهدة على الثقافة والتاريخ، مادة كانت تستخدم دائماً في تعطير البشر والأرواح. وأرادت كريستين ناجل العمل عليها، ليس من خلال تثبيتها في مكانها إلى الأبد، لكن بجلبها نحونا.

• ما رمزية اختيار الفنان محمد مندي التميمي، والتعاون معه في هذا المشروع؟

- توضح الخطوط الأثيرية والمتعرجة، للخطاط البارز محمد مندي التميمي، الجاذبية والغموض المنبثقين من عطر «Agar Ebène eau de toilette». ويعكس عمله الرائع والفريد، المكرر بمهارة، الرؤية الإبداعية لمجموعة «Hermessence»، ويعرض فن الشعر الذي تعتبر «هيرميس» حساسة للغاية له. في «هيرميس»، يعتبر فن الرسم التوضيحي أساسياً، ويقع في قلب العديد من القطع، مثل: الحرير، والأوشحة، وفن الخط هو مجرد إلهام، يربط التوضيح بالكلمات.

• إلى أي مدى يسهم إطلاق هذه المبادرات الخاصة في تعميق الروابط بين «هيرميس» وأصدقائها في الإمارات؟

- تمثل مجموعة «Hermessence» الحصرية رمزاً لحريتنا الإبداعية، وشعرنا الفريد، وتوقيع دارنا. هذه الجسور بين الثقافات والفنون لها صدى مع الدار، يحب مزج الإلهام، وينسج روابط مجانية وغير مسبوقة؛ للكشف عن المعرفة الفريدة والنادرة والارتقاء بها. بالنسبة لهذا الإصدار الأول المحدود، أردنا تسليط الضوء على الروابط العاطفية والحسية بين «هيرميس»، وهذه الثقافة المتجذرة في تاريخ العطور القديم؛ لأنه - لأول مرة - تم تغيير الزجاج الثمين للزجاجة، والجلد الفاخر للعلبة، بواسطة ورق الذهب، وهو إنجاز حرفي للبراعة الكبيرة.

• للإماراتيين علاقة خاصة بـ«هيرميس».. تاريخياً كيف تطورت العلاقة بينهما، خاصة بعد افتتاح بوتيكات عدة للدار في الإمارات؟

- تشارك «Hermès» حب الكمال، الاستثنائي، والثمين مع شعوب الشرق الأوسط، التي لديها حساسية شديدة تجاه هذه الأشياء. في الواقع، بعد الاجتماعات الاستثنائية، التي عُقدت خلال رحلة لجنة «كولبير» إلى أبوظبي عام 2019، والتي حضرها غيوم دي سينيس، الذي يشرف على أنشطة إنتاج مجموعة «هيرميس»؛ ولدت فكرة هذه النسخة المحدودة من «Agar Ebène Hermessence»؛ لتسليط الضوء على الخبرة الاستثنائية، التي تقدمها هذه المنطقة الجميلة.

محمد مندي: أدهشني عشق الأجانب للخط العربي 

• زينت بأناملك زجاجة عطر «Hermès» بكتابة أبيات من الشعر.. كيف كان ذلك؟

- في قصر الحصن، وتحديداً في بيت الحرفيين، كنت أخط بعض أبيات الشعر على بعض الحقائب النسائية، التي تحمل اسم ماركات عالمية. وعندما قابلني مسؤول دار Hermès، التي ستصنع زجاجة العطر، وعرض عليَّ فكرة تزيين زجاجة العطر بكتابة أبيات من الشعر العربي؛ قمت بالتواصل مع صديقي الشاعر سلطان العميمي؛ ليتعاون معي في اختيار أبيات شعر مناسبة للمرأة؛ لأكتبها على زجاجة العطر. وبالفعل، اخترنا أبياتاً للشاعر الإماراتي راشد الخضر، رحمه الله، وكتبتها لتنفذ على زجاجة العطر، مستخدماً خط الثلث.

• ما دلالة اختيار دار Hermès كتابة أبيات شعر عربي على زجاجة عطر؟

- الخط العربي من أجمل الخطوط في العالم، بسبب تعدد أشكاله، فضلاً عن أنه الخط الوحيد المنقط، ما يزيد جماله، فكل نوع من الخطوط له ما يناسبه، فمثلاً خط الرقعة للكتابة عموماً، أما الرسائل فتكتب بالخط الديواني، وخط الثلث يكون في المساجد، لكن خط النسخ يستخدم في كتابة القرآن الكريم، والخط الكوفي يستخدم في التصاميم. والمدهش هو عشق الأجانب للخط العربي.