شرب المياه الغازية، عادة شائعة بين أفراد المجتمع، بل إن البعض يدمن تناولها مع كل وجبة غذائية، ويقدمها آخرون إلى زوارهم من باب واجب الضيافة، في حين الشركات المنتجة للمياه الغازية لا تمل العروض الخاصة، وإغراء الزبائن بعبوات إضافية مجانية عند الشراء!
المياه الغازية معروفة أيضاً باسم: «ماء الصودا»، و«الماء الفوّار»، وجميعها مياه «مكربنة» تطلق فقاعات.. فهل تساءلت يوماً: كيف تتكوَّن هذه الفقاعات؟.. وهل هي مفيدة لصحة الجسم أم لا؟
تقول عايدة عبدالله البلوشي، اختصاصي أول تغذية مجتمعية، في مستشفى توام التابع لشركة صحة ـ أبوظبي، إنه لجعل المياه «فوّارة»؛ يتم تشبيعها بغاز ثاني أكسيد الكربون تحت الضغط، وتوجد أربعة أنواع من المياه الغازية، هي: الأول: «Club soda»، وهو ماء «مكربن» بغاز ثاني أكسيد الكربون، وفيه صوديوم، ومعادن مضافة. الثاني: «Seltzer water»، وهو ماء «مكربن» مضافة إليه كربونات، وتضاف إليه نكهات، مثل: الفواكه، والخضراوات، والأعشاب. الثالث: «Sparkling mineral water» ويحتوي على معادن، مثل: الصوديوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم، وتتم إضافة المزيد من «الكربنة»؛ لزيادة الفقاعات. والرابع: «Tonic water» وهو ماء «مكربن» يحتوي على معادن، مثل الصوديوم، ويضاف «الكينين» المستخرج من لحاء الكينا، و«الكينين» له نكهة مريرة؛ لذلك يضاف السكر لموازنة النكهة.
إيذاء الأطفال
وتضيف البلوشي أن «المياه الغازية» لها تأثير في تغذية الطفل؛ إذ إنها تزيد شعوره بالامتلاء، وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الشهية للأطعمة الغنية بالمغذيات؛ لأن معدة الطفل صغيرة، وتزيد خطورة هذه المياه في حال استهلاكه لها بدلاً من الخيارات الصحية، مثل: الحليب، والبروتينات الخالية من الدهون، والفواكه، والخضراوات. وقد تؤدي المياه والمشروبات الغازية المحلاة بالسكر إلى تآكل مينا الأسنان. كما يحتوي بعض أنواع «المياه الغازية» على نسبة عالية من الصوديوم، ويجب اختيار الماء ذي المحتوى الأقل من الصوديوم. وأيضاً تؤدي المشروبات الغازية إلى ابتلاع الهواء، ما يسبب الغازات، وشربها بكثرة يسبب اضطرابات في البطن، خاصة عند صغار السن.
إحساس بالرضا
وتوضح البلوشي أن الكثيرين منا يستمتعون بإحساس الرضا عند استهلاك المشروبات الغازية عامة، لكن يفضل استبدالها بـ«المياه الفوّارة»؛ لعدم احتوائها على السكر، وقد تكون البديل الصحي أيضاً؛ لأن أبحاثاً عدة أكدت أن لها فوائد صحية محتملة، عند مقارنتها بالمشروبات الغازية المحلاة بالسكر والنكهات، والتي تسبب تآكل مينا الأسنان؛ فشرب «المياه الفوّارة» أقل ضرراً.
وذكرت أن بعض الدراسات تشير إلى أن شرب «المياه الفوّارة» قد يساعد في تهدئة أعراض الإمساك، وآلام المعدة، وحركة الأمعاء غير المنتظمة، وتخفيف عسر الهضم، وقد تساعد الجسم في تعزيز الإحساس والشعور بالشبع، وهذه الصفة تساعد في تقليل الإفراط في تناول الطعام غير الصحي، وعادات الأكل غير الصحية؛ لذا قد تساعد «المياه الفوارة» في تعزيز فقدان الوزن، وضبط الوزن الصحي.