مع تطور الحياة تتغير العادات أيضاً وتتبدل، فالظروف والابتكارات والاختراعات وحتى المفاهيم التي تسود في كل فترة من الزمن، تؤثر في تلك العادات، والغريب أن ثمة عادات كانت فيما مضى مستهجنة أو تعتبر سلوكاً غير مناسب، باتت اليوم أمراً عادياً، فما كان مرفوض في الماضي، أصبح اليوم أمراً مقبولاً، أو ما كان أمراً محبباً، أصبح اليوم مكروهاً وممنوعاً.
تعالوا معنا في رحلة استكشاف تبدل وتغير المفاهيم والعادات، ولنتعرف إلى تلك التي تعتبر اليوم أموراً عادية لكنها كانت تشكل حالة من الهلع والاستهجان للناس قبل قرن من الزمن.
* القراءة في السرير
القراءة في السرير مسألة عادية جداً في زمننا الحالي، لا بل إننا في بعض الأحيان نشجعها وندعو إليها، لكن لو عاد الزمن بنا إلى القرن التاسع عشر، لعلمنا أنها سلوك غير محبب وعادة ممنوعة ومرفوضة، نظراً لارتباطها بالكوارث مثل الحرائق الناتجة عن إشعال الشموع أو القناديل التي يحتاجها الفرد لرؤية ما يقرأه.
*النساء في ملابس رجالية
منعت النساء لقرون عدة من ارتداء السراويل أو الملابس التي كانت مخصصة للرجال، وعلى الرغم من أن السراويل النسائية الأولى تواجدت في الأسواق في 1918، فقد كان من المشين لأي امرأة أن تلبس أي شيء غير التنورة أو الفستان حتى منتصف القرن العشرين.
*الطماطم
خلال القرن الثامن عشر، اكتسبت هذه الفاكهة اللذيذة سمعة سيئة فعرفت بلقب "التفاح السام"، وذلك بعد أن أصيب عدد من الأرستقراطيين بتسمم بعد أكلهم لها، واستغرق الأمر وقتاً طويلاً لكي تتخلص الطماطم من سمعتها السيئة، حتى الشاعر رالف والدو إيمرسون، في القرن التاسع عشر وصفها بأنها "من الأشياء ذات الرعب الشديد".
*عربات عديمة الحيلة
عندما ظهرت السيارات لأول مرة في بداية القرن العشرين، تم تجنبها من قبل الكثيرين بسبب التكلفة الباهظة، ورأى عدد قليل أن السيارات هي بديل جدير بالثقة للحصان الواثق والعربة التي لا تحتاج أبداً إلى استبدال إطاراتها.
*اللون الأرجواني
في عام 1903، طبعت صحيفة "بوسطن غلوب" مقالة بعنوان "الألوان التي سوف تدفع الدماغ إلى الجنون"، وتضمنت القصة بيانات مثل أن "اللون الأرجواني هو أخطر لون هناك" و"الأرجواني المات سيقتلك في نهاية المطاف".
*الغسيل اليومي
في بداية القرن العشرين كان من غير المألوف أن يغسل الناس أكثر من مرة في الأسبوع، بسبب شح المياه، إذ لم تكن متاحة بشكل وفير أو سهل، إلى أن تم إدخال المياه للمنازل، فصار بعض الناس حالياً بدأوا في تنظيف أنفسهم يومياً.
*النساء على الدراجات
في بداية القرن الماضي، ساد الاعتقاد بأنه من غير المناسب أن تركب المرأة الدراجة، وفي عام 1895، نشرت مجلة "نيويورك العالمية" مقالة تفصل كل الأشياء التي يجب على المرأة ألا تقوم بها عند ركوب الدراجة، وتضمنت "لا ترفض المساعدة حتى التل".
*حظر التدخين
حتى منتصف القرن العشرين كان التدخين أمرا شائعا وعاديا في أي مكان، كان بإمكان من يرغب أن يدخن في المطعم أو الطائرة، كان المدخنون موضع ترحيب أينما كانوا، في الوقت الحاضر أصبح التدخين في الأماكن المغلقة محظوراً على نطاق العالم تقريباً والأماكن العامة أيضاً في بعض البلدان.