ابتكر مجموعة من الباحثين في مدينة سوتشو الصينية رحماً صناعياً بديلاً للحمل بشكل طبيعي، ما يفتح إمكانية جديدة تسمح للواتي يعانين صعوبات في الحمل، أن يحصلن على طفل داخل المختبر من دون الحاجة لحمله داخل الرحم الطبيعي، كما يمكن اعتباره وسيلة لرعاية الأجنة الخدج، الذين يولدون قبل فترة كبيرة من ميعادهم الطبيعي. إلا أن التجارب ما تزال الآن مقتصرة على أجنة الحيوانات ولم يتم تطبيقها بعد على أجنة البشر، فهل تشهد البشرية ولادة أطفال من أرحام صناعية، على غرار ما جرى في الثمانينات عند ابتكار تقنية أطفال الأنابيب؟ الأيام أو الأشهر المقبلة ستحمل معها الجواب الشافي وإلى حين توضح الصورة، فلنتعرف أكثر إلى هذه التقنية التي ستؤثر في مستقبل البشرية.
*ما الرحم الصناعي؟
هو نموذج يحاكي الرحم الطبيعي للأم ويحتوي على صفوف من الحاويات المليئة بالسوائل المغذية الموجودة في الرحم الطبيعي واللازمة لتكوين الجنين، ورعايته حتى يكتمل بشكل طبيعي، وقال العلماء إن الرحم الصناعي يساعد على معرفة مراحل تكون الجنين بشكل أدق، وأيضاً اكتشاف الأمراض والعيوب الخلقية التي قد تحدث في مراحل الحمل وإمكانية التدخل لتصحيحها.
منذ أيام قليلة أعلن أيضاً الباحثون الصينيون عن ابتكار تقنية "المربية" وهي تقنية تعتمد على الذكاء الصناعي لمراقبة الأجنة التي يتم إنتاجها وتطويرها داخل الرحم الصناعي.
ونشرت مجلة الهندسة الطبية الحيوية The Journal of Biomedical Engineering عن الابتكار الجديد وأكدت أن الدراسة والابتكارات الجديدة قائمة على ثقافة "الأجنة طويلة المدى" واستبدال عملية الإنجاب التقليدية بأخرى حديثة لا تستلزم حمل الطفل داخل أرحام السيدات.
*هل يمكن إجراء التجارب على الأجنة البشرية قريباً؟
هذا الأمر حتى الآن مقتصر على الحيوانات، بحسب ما نُشِر في صحيفة The South China Morning Post، إذ أشارت الصحيفة إلى أن هناك بالفعل أجنة فئران داخل الرحم الصناعي يُطبق الباحثون عليهم تجاربهم ولكن بموجب القانون الدولي مازال هذا الأمر محظورا تجربته على الأجنة البشرية.
*ماهي المعضلة الأخلاقية الخاصة بالرحم الصناعي؟
تطرقت صحيفة "نيويورك تايمز"، في أحد تقاريرها المنشورة إلى المعضلة الأخلاقية الخاصة بالتقنية التكنولوجية الجديدة في حال تم استخدامها لتخليق أجنة بشرية داخل المختبر ورعايتها حتى تصبح جنيناً كاملا خارج رحم الأم، مفيدة أنه بالرغم من الرحم الصناعي قد يحقق أمنية الكثيرين في الحصول على طفل وأيضاً إنقاذ ورعاية الأطفال الخُدج، إلا أن هذه التقنية ما زالت تشكل مصدر خطر على الأطفال الخُدج من حيث اكتمال نمو الرئتين والنمو العصبي المكتمل.
"الرحم الصناعي" يمنع حدوث عملية التواصل الجسدي والعاطفي بين الجنين وأمه، فعملية الحمل لا تتوقف على اكتمال نمو الجنين وتغذيته بشكل طبيعي، وإنما أساسها العلاقة الصحية السليمة بين الطفل ووالدته، وهذه الأمور لا يحققها الرحم الصناعي. الجدير ذكره أن هناك الكثير من السيدات اللاتي يعانين صعوبات في الحمل بشكل طبيعي أو من لديهن مشكلات صحية وصعوبات حمل تهدد حياتهن وحياة الجنين لجأن للأم البديلة.
*ما المقصود بالأم البديلة؟
في الوقت الذي تمنع فيه العديد من البلدان مسألة الأم البديلة، ثمة عدد آخر منها تنتشر فيه هذه الحالات، حيث تستعين المرأة التي تواجه صعوبات في الحمل، برحم امرأة لتحمل جنين الأولى. كيف تتم هذه العملية؟ على الأم البديلة أن توافق على حمل بويضة امرأة أخرى بعد تلقيحها بشكل صناعي بحيوانات الأب المنوية، ثم يتم زراعتها داخل رحم الأم البديلة التي تمر بمراحل الحمل بشكل طبيعي، وكل ذلك يتم وفق إطار قانوني، وبعد ولادة الطفل يتم تسليمه لأبويه البيولوجيين.
*ما المعضلة الأخلاقية المترتبة على استخدام أم بديلة؟
يتحول الأمر في بعض الأحيان لموضوع تجاري، الهدف منه جمع الأموال والتربح وهذا الأمر يؤدي إلى مشكلات خطيرة في البلدان الفقيرة، من حيث استغلال أجساد السيدات هناك، ويصبح الأمر مجرد تأجير رحم مقابل مبلغ مالي كبير. وتعتبر الكثير من الجهات الدولية والقضائية أن الأم البديلة أو عملية تأجير الأرحام هي انتهاك كبير لكرامة وقيم الإنسان. فالرابط الذي ينشأ خلال فترة الحمل بين الطفل ووالدته البديلة قد يؤثر فيه مستقبلاً.
وأحياناً، تحدث مشكلات نتيجة رفض بعض الأمهات البديلات التخلي عن الأطفال وإعطائهم لوالديهم البيولوجيين، وهذا حق تمنحه لها بعض الدول مثل بريطانيا التي تسمح للأم البديلة بالاحتفاظ بالجنين حتى لو لم يكن طفلها جينياً طالما لم توقع عن تنازل رسمي عنه لوالديه البيولوجيين.
* نماذج سيدات استخدمن " الأم البديلة " لإنجاب أطفالهن
انتهج الكثير من النجوم والمشاهير هذه الطريقة وكانت آخرهم الممثلة الهندية بريانكا شوبرا وزوجها المغني الأميركي نيك جوناس حيث استقبلا أول أطفالهما من أم بديلة وأكدا الخبر على جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن النجمات أيضاً اللواتي استعن بأم بديلة: نيكول كيدمان، كيم كارداشيان، سارة جيسيكا باركر.
وفي واقعة مثيرة للجدل، لجأت امرأة روسية تُدعى كريستينا أوزتورك تبلغ من العمر 24 عاماً وزوجها غاليب أوزتورك البالغ من العمر 57 عاماً، إلى هذه الطريقة وأنجبا 21 طفلاً باستخدام الأم البديلة، وكلفهما هذا الأمر دفع 168 ألف يورو أي ما يتجاوز 192 ألف دولار أميركي للأمهات البديلات.