إنجازات استثنائيّة، حققها مرة جديدة حرفيو 12 فاندوم، عبر مجموعة "ديفيرلانت"، حيث تمكّنوا من استحضار عنصر الماء بأسلوب فنّي، يتناول كافة أشكاله. فلطالما كانت الشلالات، والقطرات، والمتدليات الصخريّة، مصدر إلهام لتزيين التيجان، والبروشات، وزينة الشعر، والأمشاط، كجزء من قاموس "شوميه".
القصة بدأت مع تصميم زخرفيّ لشلال يُعلّق على الكورساج. وقد عرضه جوزف شوميه في المعرض العالمي، الذي أقيم في باريس خلال عام 1900. وقد أثنى الناقد روجيه ماركس على أناقة هذا التصميم، والمهارة الفنيّة المستعملة لتنفيذه، عندما كتب: "تُشكّل زينة الكورساج، التي عرضها السيد شوميه قطعة استثنائيّة، ليس لعدد أو حجم أحجار الألماس التي تزيّنها، لكن لتركيبتها التي تؤثّر بشكل مباشر في نقاء الأحجار، وإشراقها الذي يستحضر موجات شلال من ضياء".
وبعد 122 عاماً، تُشكّل "ديفيرلانت" استمراراً لهذا الابتكار اللامتناهي، الذي يأخذ عنصراً من الطبيعة، ويُفسّره بأسلوب يتطابق مع الأنوثة المعاصرة.

 

 

الإلهام
تُشكّل عناصر الطبيعة، وتحديداً الماء، مصدراً أساسياً للوحي بالنسبة لدار "شوميه"، منذ أكثر من قرنين. وهي تقوم مع "ديفيرلانت"، المجموعة الكبسوليّة الجديدة من المجوهرات الراقية، بكتابة فصل جديد استثنائي في مسيرتها. وتنطلق هذه المجموعة من فكرة التقاط حركة الأمواج المتكسّرة، عبر ثماني قطع من المجوهرات، تتضمّن ساعة سريّة.
وتأتي هذه القطع امتداداً لتصاميم "تورساد دو شوميه"، المجموعة السابقة من المجوهرات الراقية الخاصة بالدار. وتُشكّل مجموعة "ديفيرلانت" قصيدة تحتفل بالحياة والحركة، مركّزةً على رموز "شوميه" من التاج إلى المجوهرات القابلة للتحوّل.
وتمتلك هذه المجموعة، الغنيّة بالتناقضات، الأناقة المرافقة لابتكارات "شوميه"، والقادرة على استحضار مشهد سنابل القمح المنحنية تحت تأثير الريح، أو تضارب أجنحة الطيور أثناء طيرانها. وتقوم "ديفيرلانت" على خليط متوازن بعناية، يسمح لها باستحضار تأثير المياه المتدفّقة عبر الأحجام المتنوّعة، والتصاميم المبتكرة، والزوايا الواضحة.

 

فن الخط
تستحضر هذه المجموعة التاج كقطعة مكمّلة لطقم المجوهرات، مرتكزةً على مكانته كرمز لأسلوب "شوميه"، وذلك منذ تنفيذه لأول مرة على يد نيتو للإمبراطورة جوزفين، التي تبنته كتعبير عن السلطة. وقد تمّ تقديمه هنا ليناسب امرأة الألفيّة الثالثة.
ويتميّز تاج "ديفيرلانت" بكونه مستوحى من رسم لنافورة موجود في أرشيف الدار، وهو يستحضر الموجة المتصاعدة بواقعيّة رائعة. ويأتي الطابع المعقّد لهذا التصميم كشهادة على تطوّر فن الخط الذي تبرع الدار في تنفيذه. ويكتسي التصميم الذهب الأبيض، ويبدو كأنه مرصع بالأحجار بأسلوب أقرب إلى النحت. كما يكتسب إشراقه من تركيب الأحجار على شكل أشرطة، وهذا تطلّب ما لا يقلّ عن 1600 حبة من الألماس بالقطع اللمّاع، والقطع المُدرّج، دون أي تكرار، لالتقاط طاقة المياه المتدفّقة إلى الشاطئ بحركة متقطّعة تُجسّد زبد المحيط.

 

الحركة
يكتسب هذا العقد، المكوّن من ثلاثة صفوف، الانسيابيّة المرافقة لحركة الماء، إذ يتدفّق الألماس إلى خط العنق، كما لو كان محمولاً بتيّار، ليضفي عليه حمّاماً من نور يُذكّر بقطرات موجة تتكسّر على الشاطئ. وهو يتزيّن بماسة رائعة بالقطع الإجاصي، يبلغ وزنها 3.57 قراريط، وتتميّز بنقاء وشفافيّة خاصين.
ويُعتبر القطع الإجاصي المفضّل لدى جوزفين، فهو كان يذكّرها بقطرات الندى. وهو أحد الرموز المفضّلة للدار، فحجر هذا القطع المركزي، وأسلوب تقطيع جوانبه، يضفيان أناقة حيويّة على قطعة المجوهرات.
هذا نفسه ما ينطبق على حجر ألماسي استثنائي يبلغ وزنه 6.05 قراريط، وتمّ تركيبه على خاتم غير متماثل، يمكن ارتداؤه بتصميم الموجة، الذي يحيط بالحجر الأساسي، أو دونه على شكل خاتم "سوليتير".

 

القوة والرقة
يُمثّل البروش، الذي تزيّنه سبع موجات ماسيّة، مفارقة في مجال المجوهرات، تتساوى في التناغم مع الأوقات. ويختلط التأثير القوي لتصميمه فقط مع رقّة تنفيذه، التي تبدو فيها مهارة صانع المجوهرات واضحة. ويبدو كل حجر كما لو أنه لا يمكن إلا أن يوجد في توازن مثالي مع جيرانه، في ظلّ براعة تصميم ثلاثي المقابض.

 

البريق
يتوفر هذا البريق في الأقراط المرافقة لطقم المجوهرات، والتي تحجز لنفسها موقعاً بسلاسة في الحياة العصريّة. إذ إن تصميمها، الذي يغطّي شحمة الأذن، يُعزّز انعكاس النور عبر حبيبات الألماس ذات القطع المستدير والمربّع، والتي تتنوّع من حيث الأحجام وأسلوب الترصيع. فالأحجار الألماسيّة المنفّذة بقطع الأميرة تبدو كأنها معلّقة على الأقراط، فيما يقوم إطارها المنفّذ بتقنيّة "فيل كوتو" بالحدّ من انطلاقتها. ويُساهم تداخل تقنيّة "فيل كوتو" مع الألماس في تحويل ساعة سريّة إلى قطعة تشعّ إشراقاً.