باعتباره أحد القصور الرئاسية الرسمية القليلة في العالم التي تفتح أبوابها أمام الزوّار، يمثل قصر الوطن صرحاً ثقافياً فريداً يروي فصولاً من التراث المعماري والتقاليد العربية الأصيلة برؤية معاصرة تتناسب مع القرن الحادي والعشرين. ويعتبر أكثر من مجرد قصر تقليدي؛ فهو يحتفي بالإرث الفني والثقافي والحضاري للمنطقة العربية.
ولا تقتصر معالم القصر على الحرفية المعمارية والتصاميم الفنية الرائعة فحسب؛ حيث يتميز بالمناظر الطبيعية الخلابة في الحديقة الخارجية التي تم تصميمها لتكمل روعة عناصره المعمارية الأساسية.
وقد تم تصميم الحديقة بطريقة مميزة بإطلالات مفتوحة على القصر مع المساحات الخضراء والرصف الفريدة النابضة بروح الفن العربي التقليدي والأنماط الهندسية الإسلامية، والمساحات المخصصة للأعمال الفنية، مثل النسختين الفضيتين المصغرتين من تمثال "طاقة الكلام"، الذي أبدعه الفنان الإماراتي مطر بن لاحج. وتعد هذه الأعمال نسخاً مصغرة طبق الأصل للعمل الفني الرئيسي "طاقة الكلام" الموجود داخل القاعة الكبرى للقصر، حيث يستلهم كل عمل من هذه الأعمال مقولة مأثورة من كلام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. كما سيجد الزوار تفاصيل ساحرة ودقيقة في تصميم الحديقة تماماً كجدران القصر، حيث يتميز كل رصيف وبلاط بأسلوب فريد لإنشاء هوية موحدة وخالدة لقصر الوطن.
وكجزء من الرحلة الملهمة التي تمنح الزوار الفرصة لتعميق فهمهم لهوية دولة الإمارات العربية المتحدة، تحمل الأشجار المحيطة بالقصر أهمية تاريخية كبيرة، حيث يمكن للزوار مشاهدة شجرة الغاف، وهي الشجرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تم اختيارها كرمز لعام التسامح الإماراتي، لما تحمله من دلالة ثقافية وتاريخية ترمز للاستقرار والسلام في بيئة الإمارات الصحراوية، بالإضافة إلى نخلة التمر، التي تمثل جزءاً كبيراً من تراث دولة الإمارات وتقاليدها العريقة. كما تم بناء النوافير المائية كجزء من التصميم العام للمناظر الطبيعية ليستمتع الزوّار بالمشاهد البديعة وبالصوت العذب لخرير المياه أثناء تجوّلهم في حديقة القصر.
وتم استخدام العديد من الشجيرات الجميلة والنباتات الخضراء، مثل: نبات الرغل الملحي والدلب والويديليا للوصول إلى هذا التصميم الخارجي الرائع، وهذا لا يجذب الناس فقط للاستمتاع بالمساحات الخضراء المذهلة، لكنه يجذب العديد من الطيور، مثل: الببغاوات، والصقور، وطيور العقاب النساري، والغاق السقطري، والأوز المصري، وغيرها الكثير. وهذا يمنح الزوار تجربة لا مثيل لها للاستمتاع بالمناظر الخلابة للحدائق المحيطة مع مراقبة الطيور الجميلة من حولهم.
ويقدم قصر الوطن تجربة استثنائية لا مثيل لها للزوار من جميع الأعمار، حيث يتيح لهم استكشاف التحفة المعمارية والروائع الفنية والإرث التاريخي الغني. ولن تكون زيارة واحدة كافية لاستكشاف معالم القصر الرائعة.