على عكس السنوات والفترات السابقة، أصبحت الدول والمجتمعات أكثر وعياً بشأن أهمية الصحة النفسية، ووضع مشاكلها على رأس الاهتمامات، بدلاً من التعامل معها كوصمة عار وتجاهلها، أو مهاجمة أولئك الذين يعانون مشاكل نفسية أو عقلية.

وتأتي إسبانيا بين الدول التي تدعم الصحة النفسية، ولا تنكر أهمية الحفاظ عليها، والتعامل مع مشاكلها بشكل إيجابي، ومؤخراً ابتكرت طريقة مميزة لدعم الصحة النفسية، وكسر تلك الصور النمطية المتعلقة بها، وأساليب التعامل مع مشاكلها بخزي من خلال "لا لوريريا".

و"لا لوريريا" (غرفة البكاء)، هي غرفة صممتها السلطات الإسبانية في أحد مباني "مدريد"، لتوفير مساحة آمنة، حيث يمكن لأي شخص التعبير عن مشاعره والبكاء كما يرغب في خصوصية، وطلب المساعدة، وغيرهما.

تأتي فكرة "لا لوريريا" ضمن مبادرة تهدف إلى التخلص من الفكرة التقليدية الشائكة بشأن الصحة العقلية، ومساعدة الناس على إدراك أنه لا بأس من طلب المساعدة.

وتقع "غرفة البكاء" وسط مدريد، وتتميز باللون الوردي، وتستقبل الزائرين بلافتة عليها عبارة: "ادخل وابكِ"، كما تحتوي الغرفة على عدة لافتات ذات عبارات تواسي الزائر وتشجعه، مثل لافتة "أنا أيضاً أعاني من القلق"، والتي تتوهج بقوة أعلى قفص كبير كرمزية إلى المشاعر السلبية والقلق، التي تجعل صاحبها يشعر كأنه محاصر أو محبوس.

كما تحتوي الغرفة على عدة هواتف في أحد الأركان، بها قائمة بالأشخاص الذين يمكن للزوار الاتصال بهم، إذا أرادوا التحدث أو التعبير عما يشعرون به، دعماً وتحفيزاً لخطوة طلب المساعدة.

إقرأ أيضاً:  التخزين السحابي أم المحلي.. أيهما الأفضل لأمان الملفات الحساسة؟
 

وقال طالب سويدي، يعيش في مدريد بشأن المبادرة: "إنها حقاً فكرة رائعة لإظهار وإبراز قضية الصحة العقلية، فلطالما كان البكاء يعتبر بمثابة أمر غريب وشائك في إسبانيا، والعديد من الدول".

وتأتي هذه المبادرة، بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، في اليوم العالمي للصحة العقلية، الذي وافق 10 أكتوبر، عن حملة رعاية صحية نفسية بقيمة 100 مليون يورو (116 مليون دولار)، تشمل تخصيص خط ساخن لمساعدة أي شخص ذي ميول انتحارية على مدار 24 ساعة، وقال رئيس الوزراء حينها: "قضية الصحة النفسية ليست أمراً شائكاً ومخزياً، إنها مشكلة صحية عامة، يجب التحدث عنها، وإبرازها، والتعامل معها".