دخلت وسائل التواصل الاجتماعي عالمنا عام 1997، وبسرعة كبيرة أصبحت خيطاً مشتركاً في معظم حياة الأشخاص، ووفقاً لموقع "هيلث لاين" الطبي، يمتلك حوالي 77% من الأشخاص في الولايات المتحدة حساباً واحداً على الأقل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من أنه للوهلة الأولى قد يبدو الأمر ممتعاً وغير ضار أن تشارك صوراً تظهر بها بشكل جميل ومظهر رائع برفقة الأهل والأصدقاء، فإنها قد تسبب ضرراً أكثر مما تعتقد، ونظراً لأن استخدام الوسائط الاجتماعية قد اكتسب شعبية كبيرة فقط على مدى العقود القليلة الماضية، فإن التأثيرات طويلة المدى في الصحة العقلية والعلاقات الشخصية والسلوكيات العامة غير معروفة بشكل قاطع، لكنها على ما تبدو مخيفة وبشكل كبير.
ووفقاً لدراسة أجرتها مجلة "NCBI": "فإن الاكتئاب هو إحدى الدلالات غير المقصودة للاستخدام غير الضروري لوسائل التواصل الاجتماعي"، وتواصل المجلة أنه قد عانى مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، الذين تمت ملاحظتهم في الدراسة زيادة بنسبة 70% في أعراض الاكتئاب.
وتابعت المجلة: وهذا لا يعنى بالضرورة أنك بحاجة إلى قطع وسائل التواصل الاجتماعي تماماً، لكنك بحاجة إلى حذر المتابعة، ومن أجل القيام بذلك من الضروري للغاية فهم سبب ارتباط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالشعور بالحزن.
السبب الأول: (الاكتئاب والحزن)
في دراسة نشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي والإكلينيكي، لاحظت جوردين يونغ، طالبة علم النفس في جامعة بنسلفانيا، العلاقة بين الاكتئاب ووسائل التواصل الاجتماعي في النتائج التي توصلت إليها.
وكشفت الدراسة، بشكل عام، أنك إذا استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أقل، فأنت في الواقع أقل عرضة للاكتئاب وأقل شعوراً بالوحدة والحزن، ما يعني أن انخفاض استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يسبب هذا التحول النوعي في رفاهيتك.
جدير بالذكر أن هذه الدراسة، وغيرها من الدراسات، أدت إلى وجود العديد من النظريات حول سبب تعرض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لمستويات عالية من الاكتئاب.
السبب الثانى: (المقارنات)
أشار الدكتور أوسكار يبارا، خلال رحلة بحثه عن سبب ارتباط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالشعور بالحزن بين الأفراد، إلى أن هذا يحدث بمجرد تسجيل الدخول إلى حسابك علي موقع التواصل الاجتماعى، فإنك تقوم بالمقارنة وليس بالضرورة أن تكون مدركاً أنك تقوم بذلك، لكنه يحدث بالفعل.
ويحدث هذا عندما تجد نفسك تتصفح داخل عالم مليء بالمؤثرين وسط حياتهم المثالية للغاية عبر الإنترنت، ما يتركك في حالة مقارنة بين حياتهم وحياتك، ما يدفعك للشعور بالحزن. وهنا ينصح الدكتور يبارا بمتابعة الحسابات التي تجلب لك السعادة، بدلاً من إثارة المقارنة.
السبب الثالث: (قد يؤثر الفومو في صحتك العقلية)
توضح إيمي سامرفيل، الحاصلة على درجة الدكتوراه و"الخبيرة" بسيكولوجية الندم، أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى "الفومو"، وهو الخوف من الضياع إلى الشعور أو الإدراك أن الآخرين يتمتعون بمزيد من المرح، أو يعيشون حياة أفضل، أو يمرون بأشياء أفضل منك، وغالباً يتفاقم هذا الشعور بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: "إنستغرام"، و"فيسبوك".
السبب الرابع: (التأثيرات الجسدية)
بالإضافة إلى المقارنات المستمرة، والخوف من الضياع والحزن والاكتئاب، هناك أسباب أخرى تجعل وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير في صحتك الجسدية والعقلية. ففي استطلاع تم إجراؤه في 2015، وجد أن بعض المراهقين يقضون تسع ساعات أو أكثر باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتي ترتبط بالتأثيرات العقلية والجسدية.
ومن الواضح أن المقال يشير إلى أن هذا الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يقلل وقت النوم، ما يجعل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يشعرون بالتعب، وانخفاض الطاقة طوال اليوم.