منذ سبع سنوات، كلفت شركة الأحذية الناشئة في جنوب أفريقيا "أياشيسا أماتيكي"، المتخصصة في صناعة الأحذية الرياضية، الفنانة المعاصرة من جنوب أفريقيا، إستر مالنغو، البالغة من العمر 85 عاماً، لتغيير ملامح حذاء "إير جوردان" الرياضي. وقد أُزيح الستار عن إبداعاتها، التي تُقدَّر قيمتها بحوالى 560,000 دولار، بجناح جنوب أفريقيا في "إكسبو 2020 دبي"، في الأسبوع الجاري.
وتُعرف مالنغو بلوحاتها الفنية الجريئة والكبيرة، التي تشير إلى تراث نديبيلي الخاص بها، وهي أول شخص من جنوب أفريقيا عُرضَت أعماله الفنية على سيارة مخصصة من سيارات "رولز رويس فانتوم". ويجمع قطعَها الفنية الكثير من المشاهير، من ضمنهم: أشِر، وأليسيا كيز، وجون ليجند، وأوبرا وينفري.
وتهدف مالنغو إلى الحفاظ على التقاليد والثقافة الأفريقية في مواجهة العولمة، وتشمل هذه التقاليد الرسم باستخدام ريش الدجاج، وهي أيضاً من محبي أعمال التعاون الثقافي.
أما برنس مثيثوا، وهو واحد من محبي الفنانة مالنغو، فأسس استوديو "أياشيسا أماتيكي" في عام 2006. وقال: "ينتج المناخ في منطقة نديبيلي، التي تنحدر منها مالنغو، أفضل مراعي الدجاج الحرة، ومن هنا تأتي أفضل فرش الرسم. لكن اليوم، يمارس أقل من 50 حرفياً هذه الحرفة. ومن الصعب فعل ذلك، ويتطلب الأمر التحلي بالصبر".
وأضاف: "الرسم باستخدام ريش الدجاج حرفة يدوية مميزة للغاية، تستهدف المستهلكين الذين يبحثون عن تحف فنية، وهي تلقى استحساناً، لاسيّما في دول مثل اليابان والصين".
وتابع: "يريد الجميع رؤية الحذاء. يريدون مشاهدة مقطع الفيديو لمالنغو في ما تعمل، وطريقة رسمها باستخدام الريش، والنتيجة النهائية".
ويؤكد مثيثوا: "إن أراد إيلون ماسك اصطحاب هذه التحفة إلى المريخ، فهذا هو بالضبط المكان المناسب الذي ستذهب إليه. نبدأ عروضنا في مركز جورج بومبيدو في باريس، ثم ننتقل إلى لندن، فمتحف بروكلين في نيويورك، لنعود إلى دولة الإمارات، وتحديداً إلى متحف اللوفر أبوظبي".
وفي الوقت الراهن، يشير مثيثوا بحماس إلى أن الحذاء الرياضي سيكون مناسباً للعرض في "إكسبو 2020 دبي". وقال: "نحن موجودون في إكسبو 2020، ويا لها من منصة رائعة! العالم بأسره هنا".
ويستعرض جناح جنوب أفريقيا في "إكسبو 2020" فن رسم اللوحات اليدوي، وصناعة الأحذية الرياضية، ويعرض حالياً 11 تصميماً مختلفاً، طرأت عليها لمسات فنانين معزِزة، تجسد اللغات الرسمية البالغ عددها 11 لغة التي يتكلمها شعب الدولة المتنوع، وهي: الأفريكانية، والإنجليزية، ونديبيلي، والكوسية، وزولو، وبيدي، وسوثو، وتسوانا، وسوازي، وفيندا، وتسونغا.
وبحسب ثاتو كوكوانا، أحد الفنانين، فلا يمكن إيقاف نهضة ثقافة الأحذية الرياضية، لذلك يعتبر هذا التعاون مهماً للغاية. وقال: "تجذب الأحذية جيل الألفية بشكل كبير. عندما نمشي في الشارع، أو عندما يبادر أحدهم بالتحدث معنا، ينظرون إلى حذائنا فوراً".