تعتبر محمية المرزوم للصيد، التي تبعد عن مدينة أبوظبي حوالي ساعة بالسيارة (100-120 كيلومتراً)، من أروع محميات الحياة البرية في مختلف أنحاء العالم، ليس فقط بسبب المساحة الشاسعة الممتدة لحوالي 923 كيلومتراً مربعاً، ولكن لتفردها في مجال الصيد التقليدي بالصقارة والسلوقي، وكذلك فراسة الصحراء ومختلف أوجه التراث البدوي الصحراوي، لتكون الأولى عالمياً في هذا المجال، فيما توفر فرصة لصيد الأرنب وطائر الحبارى عن طريق الصقور، وصيد الظبي عن طريق السلوقي، ويتم يتم توفير الطرائد من مراكز الإكثار المعروفة وليس من البرية.
وقد أعلنت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، مؤخراً، عن إطلاق الموسم السابع من محمية المرزوم للصيد بمنطقة الظفرة، أول وأكبر محمية في دولة الإمارات لممارسة الصيد بالطرق التقليدية عن طريق الصقور والسلوقي، خلال الفترة من 1 نوفمبر الجاري ولغاية منتصف فبراير 2022، حيث تقدم المحمية تجربة ثقافية وسياحية فريدة للصيد التقليدي، وتعزز الوعي بالصقارة وصون البيئة والتراث.
الصقارون وهواة الصيد
قال عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، إن محمية المرزوم للصيد ستبدأ باستقبال الصقارين وهواة الصيد التقليدي والزوار بشكل يومي، خلال موسم الصيد ولمدة 7 أيام أسبوعيًا، خلال فترتين للصيد في اليوم (صباحية ومسائية)، وتوفر المحمية لمرتاديها تجربة للاستمتاع بالطبيعة والبيئة الخلابة التي تمتاز بها المحمية إلى جانب ممارسة هواية الصيد التقليدي ضمن إطار الصيد المستدام، ووفقاً لقانون الصيد في إمارة أبوظبي.
وأكد المزروعي أنه في ظل النجاح الكبير الذي حققته محمية المرزوم للصيد في مواسمها الستة السابقة، نواصل اليوم هذه المبادرة الفريدة من نوعها، وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، دعم هذا النوع من الرياضات التقليدية والتراثية لأبناء دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، وانطلاقاً من الاهتمام الكبير الذي أولاه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للصقارة باعتبارها إرثاً ثقافياً مهماً وقيمة معنوية كبيرة وجزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية والتراث الإماراتي.
بيئة آمنة
قال أحمد بن هياي المنصوري، مدير محمية المرزوم للصيد، إن المحمية توفر لعشاق الصيد التقليدي مقناص حبارى وأرانب وظبي وسط بيئة ملائمة وآمنة، حيث يتم استقبال رواد المحمية وزوارها ضمن فرق للصيد، بحيث يكون مع كل فريق صيادان محترفان، ويتم التركيز على الصيد بالصقور والسلوقي دون الاستعانة بأية أسلحة مهما كان نوعها، والتنقل خلال المحمية باستخدام السيارات الكلاسيكية أو السيارات الخاصة بالمجموعات.
وأشار المنصوري إلى أن المحمية تقدم خصماً على صيد الحبارى لدعم الصقارين وهواة الصيد التقليدي، وتوفر المحمية المبيت في مخيّمات خاصة، مقابل رسوم رمزية (المخيم الملكي، مخيم النخبة، مقيال خاص)، ويتم استقبال الزوار ضمن فرق للصيد برفقة صياد محترف، منوهاً بأن على جميع مُرتادي المحمية التقيّد بقانون الصيد في إمارة أبوظبي ضمن إطار الصيد المُستدام، والالتزام ببعض الشروط الضرورية التي تمّ اعتمادها بما يكفل نجاح تجربة الصيد للجميع، وعدم إلحاق أي ضرر بالمحمية وما تحتويه من كنوز طبيعية، وعدم التسبب بأي إزعاج أو إيذاء للحياة البرية أو الأشجار أو النباتات.
مساحة شاسعة
وتقتصر الإقامة في المحمية على الخيم التقليدية، والتنقل باستخدام السيارات الكلاسيكية أو السيارات الخاصة بالمجموعات، ويتم تقديم العديد من المأكولات الشعبية من خلال المطبخ الإماراتي المتوفر في المحمية، وبإمكان مرتادي المحمية التجول في مختلف أرجاء المحمية ذات المساحة الشاسعة والتي تقدر بنحو 923 كيلومتراً مربعاً، والاستمتاع بمشاهدة النباتات البرية التي تنمو في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي مثل: (الغضا، الرمث، الشنان، والحاذ، وغيرها)، بالإضافة إلى عدد من الحيوانات التي تعد منطقة الظفرة موئلاً تعيش فيه مثل: (الأرانب، والطيور، والغزلان، والحبارى، والظبي).
إقرأ أيضاً: حديقة حيوانات العين تحافظ على وحيد القرن
كما تقدم محمية المرزوم للصيد عدداً من النشاطات، منها: (تنظيم رحلات للمجموعات السياحية، بهدف التعرّف إلى الطرق التقليدية للصيد بالصقور، وتنظيم رحلات للطلبة للتعرف إلى الموروث الثقافي الخاص بالصيد بالصقور).