قال ماكسيمو توريرو كولين، كبير الاقتصاديين لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في مقابلة مع خدمة أخبار إكسبو، يوم السبت، إن 14% من الغذاء يُهدر بين المزارع وسوق الجملة، بينما يُهدر نحو 17% بين بائع التجزئة والمستهلك، لتصل قيمة الخسائر الغذائية إلى 1.1 تريليون دولار سنوياً.. في الحوار التالي معه مزيد من التفاصيل:

* لقد تحدثت عن كيف أنه لا يمكن لأي كيان واحد أو دولة واحدة معالجة فقد الطعام وهدره بشكل منفرد.. كيف يمكن للدول الصناعية أن تدعم البلدان الأقل نمواً؟
- مشكلة فقد الطعام وهدره هي مشكلة تمكن مواجهتها من خلال عدة أمور؛ أولها: تحسين طريقة الإنتاج لتكون أكثر كفاءة. ثانيا: يمكن استخدام مواردك بطريقة أكثر كفاءة، مثل الماء والتربة. ثالثاً: يمكن تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ويهدر 14% من الغذاء بين المزارع وسوق الجملة بقيمة 400 مليار دولار، ويهدر 17% بين بائع التجزئة والمستهلك، بما قيمته 700 مليار دولار، لتصل قيمة الخسائر الغذائية إلى 1.1 تريليون دولار سنوياً. وعادة نتحدث في البلدان الصناعية عن نفايات الطعام، وعن فقد الغذاء في البلدان النامية. النقطة المهمة هي أن البلدان النامية قد بدأت، أيضاً، في معالجة هدر الطعام؛ وهنا يمكن أن يكون التعلم بين الشمال والجنوب والتعلم في ما بين بلدان الجنوب أمراً بالغ الأهمية، حتى نتمكن من البدء في تنفيذ سياسات للحد من خسائر الغذاء، وسياسات من أجل الحد من هدر الطعام، لمنع المشكلة التي تواجهها الدول المتقدمة اليوم.
* ما دوركم في تسريع عملية تفادي هدر الغذاء بالعالم؟
- بصفتنا منظمة الأغذية والزراعة، فإننا نعتقد أنه يتعين علينا العمل على أربعة مسرعات: أولاً البيانات، البيانات في الوقت الفعلي لتحديد النقاط الساخنة، لتحديد أين وما هي التحديات التي نحتاج إلى حلها. ثانياً الابتكار والتكنولوجيا، لإيجاد الحلول التقنية وحلول الإرشاد. ثالثاً الناس بالطبع. ورابعاً الذي يتم إهماله عادة، هو ما نسميه المكملات، وهي المؤسسات والحوكمة ورأس المال البشري اللازم.

* هناك تمثيل كبير للدول الأفريقية في هذا الحدث الدولي لأول مرة.. ما القضايا الرئيسية التي تواجهها هذه الدول؟
- اليوم، إذا نظرنا إلى الأرقام، فإن معدل نمو نقص التغذية المزمن في أفريقيا كبير؛ وأفريقيا هي القارة التي لديها أكبر عدد من البلدان التي تعاني أزمة غذائية. وإذا نظرنا إلى 55 دولة، 75% منها تأتي من أفريقيا جنوب الصحراء؛ ما يعنيه هذا هو أنها تتأثر بالدوافع الرئيسية الثلاثة: الصراع، وتغير المناخ، وحالات التباطؤ والركود. وقد أدى فيروس كورونا إلى تفاقم كل هذه العوامل الرئيسية الثلاثة. وبسبب ذلك، نتوقع أن يزيد معدل نقص التغذية في أفريقيا بشكل أسرع من جنوب آسيا. لذا، بحلول عام 2030، إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فسنكون بحاجة إلى تغيير كبير في أفريقيا، وسنحتاج إلى القيام بتحول في نظام الغذاء الزراعي الذي نعمل على ترشيده في أسرع وقت ممكن.
ويمكن لأفريقيا أن تلعب دوراً حاسماً هنا، لأننا بحاجة إلى جعل أفريقيا أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ، على سبيل المثال؛ وهذا يعني أن تكون لديها أنظمة إنذار مبكر أفضل. لقد واجهنا للتو أزمة الجراد في أفريقيا، في بعض البلدان بالجزء الشرقي، علينا تطوير أدوات لتجنب ذلك في المستقبل، حتى تتمكن البلدان من إعداد نفسها، وهذا يعني بناء أنظمة إنذار مبكر.