زوج من النظارات الآسرة وغير المسجلة والفريدة من نوعها من خزانة أميرية غير معروفة، يمنح مستخدمه هدية مراقبة العالم من خلال الماس والزمرد. وتجمع القطع الأثرية الرائعة، رمز المكانة المطلق، العلم والجمال والإيمان - زوج الألماس المسمى "هالة من النور"، وزوج الزمرد المسمى "بوابة الجنة".
وسيتم عرضها في المزاد العلني لأول مرة، بسعر مقدّر بين 1.5 و2.5 مليون جنيه إسترليني لكل منها، بعد أن بقيت في نفس المجموعة لمدة نصف قرن تقريباً. وقبل المزاد في شهر أكتوبر المقبل، سيتم عرض النظارات لأول مرة، ومن المقرر أن تعرض للجمهور في نيويورك وهونغ كونغ ولندن.
وتجمع هذه النظارات الاستثنائية عدداً لا يحصى من المواضيع، بدءاً من الإتقان الفني للقطع وعبقرية الصناعة إلى رؤية صاحبها الذي اختار تصميم زوجين من النظارات بشكل مختلف تماماً عن أي شيء رأيناه من قبل. إنها بلا شك أعجوبة لعلماء الأحجار الكريمة والمؤرخين على حد سواء، ونحن سعداء بأن نبرز هذه الكنوز، وأن نتيح للعالم الفرصة للتأمل في تألقها والغموض الكامن وراء إنشائها.
قال إدوارد جيبس، رئيس مجلس إدارة سوذبيز الشرق الأوسط والهند: تبدأ قصة النظارات بالقرن السابع عشر في سلطنة مغول الهند، في وقت بلغت فيه الثروة والمعرفة العلمية والجهود الفنية الإمبراطورية ذروتها في نفس الوقت. وبتكليف من أمير مجهول، قام فنان بتشكيل ماسة تزن أكثر من مائتي قيراط، وزمرّد لامع يزن ما لا يقل عن ثلاثمائة قيراط، لتشكيل هاتين التحفتين. وكدليل على المهارة الفنية، لا يوجد مثال معروف مشابه لأي منهما. وفي حوالي عام 1890، تم وضع العدسات في إطارات جديدة مزينة بالماس.
ولايزال غير معلوم من هو صاحب النظارات الأصلي الذي طلب هذه النظارات الاستثنائية، لكنها تنبع من فترة غنية بالإنجازات الفنية والمعمارية خلال فترات حكم المغول الكبرى للأباطرة أكبر (1556-1605)، وجهانكير (1605-1627)، وشاه جهان (1627 –1658) وأورنكزيب (1658-1707).
كما أن جودة ونقاء الأحجار الكريمة في حد ذاتها غير عادية. فالماس لا تشوبه شائبة، ويعتقد أنه من مناجم جولكوندا في جنوب الهند. وزوج النظرات شقا من ماسة طبيعية واحدة، ويزنان معاً الآن 25 قيراطاً. وتُظهر الواجهة حول الحافة مهارة شديدة ومعدة للحفاظ على الشفافية في العدسات أثناء إطلاق الضوء من الحواف. ويأتي الزمرد على شكل دمعة أيضاً من الزمرد الكولومبي الطبيعي، ويزن الآن سبعة وعشرين قيراطاً. وتم توجيه شطف الزمرد بزاوية دقيقة للحفاظ على شدة اللون في الحجر.
وفيما تعمل العدسات العادية على تحسين البصر، فإن هذه المرشحات كانت تساعد على التنوير الروحي، مع الاعتقاد أن الماس ينير، وأن الزمرد يمتلك قوى خارقة للشفاء ودرء الشر. ويمكن العثور على أشهر استحضار لمثل هذه النظارات في التاريخ والأساطير في "التاريخ الطبيعي" لبليني الأكبر، وهو مجلد نجا من الإمبراطورية الرومانية، والذي يروي أن الإمبراطور القديم نيرو كان يراقب مسابقات المصارعة من خلال سطح حجر أخضر ثمين. وكان مدرس نيرو، سينيكا، خبيراً بانكسار الضوء، والمرايا، والبصريات، ويُعتقد أن هذه واحدة من النظارات الأولى على الإطلاق. وبعد عدة قرون، سجل جرد لخزينة شارل الخامس في فرنسا حالة من العقيق (عائلة من الأحجار الكريمة بما في ذلك الزمرد والزبرجد) مؤطرة كنظارات.
وبالقرب من المكان الذي نشأت فيه هذه النظارات، بالهند، وبعد الوفاة المأساوية لزوجة شاه جهان المحبوبة - التي تم بناء تاج محل على شرفها - يقال إن الإمبراطور ذرف الكثير من الدموع، حيث احتاج لعلاج عينيه المريضتين بالزمرد.
وينضم هذا الزوج من النظارات الأميرية إلى هذه الإشارات النادرة في الأساطير. ويحتفي مزاد "سوذبيز" لفنون العالم الإسلامي والهند، الذي يقام مرتين في السنة بلندن، بإنتاج التحف واللوحات والمخطوطات التاريخية من العديد من القارات وعلى مدى عشرة قرون.