الحزن التوقعي أمر شائع وطبيعي، وهو توقع الخسارة قبل حدوثها، والشعور بالحزن عليها مسبقاً، كأن يكون أحد أفراد الأسرة يعاني مرضاً مزمناً وموته مؤكداً، فتشعر بالحزن والفقد قبل حدوث الوفاة، أو كأن تكون في علاقة حب قوية، لكنك تعلم يقيناً أن هذه العلاقة لن تكتمل، فتشعر بالحزن والشوق قبل حدوث الفراق. فالحزن التوقعي هو الحزن على نهاية نعلم أنها قادمة، لكنها لم تحدث بعد. تقول ليتسيا وليامز، المؤسس المشارك لموقع whatsyourgrief.com: يمكننا القول إن الشعور بالحزن يبدأ في الوقت الذي ندرك فيه أن الموت أو نوعاً آخر من الخسارة وشيك الحدوث، ولا يشترط أن يكون قصير المدى، إذ يمكن أن يكون شيئاً طويل المدى، لكنه يبدأ عندما ندركه".
ويختلف الحزن التوقعي عن الشعور بالحزن بعد حدوث الخسارة، لأن هذه الخسارة ليست ملموسة بعد، ولايزال هناك تساؤل وتخمين في الأذهان عن حقيقة ما سيحدث بعد وقوع الخسارة، تقول ويليامز: "يحاول دماغنا تخيل كيف سيبدو العالم، وكيف سيكون الشعور بعد حدوث هذه الخسارة، وهو بالطبع مختلف تماماً عن العيش في واقع الخسارة".
* ما علامات الحزن التوقعي؟
- بينما يسبق الحزن التوقعي حزن ما بعد الفقد، فإن العلامات والمشاعر تكون متشابهة جداً بين نوعي الحزن، وهي: بكاء، قلق، غضب، اكتئاب، خوف، ضعف التركيز، والشعور بالعجز. وكل هذه الأعراض مؤشرات إلى معاناة الشخص الشعور بالحزن التوقعي. وفي بعض الأحيان، قد يعاني الإنسان هذه العلامات، لكنه يعيش حالة إنكار، رافضاً الاعتراف بأن الحزن هو ما يشعر به، لأن الخسارة تكون لم تحدث بعد.
كيف تتعامل مع الحزن التوقعي؟
أولاً: لا تضغط على نفسك، إذ يمكنك أن تشعر بشيئين في وقت واحد، فيمكنك أن تكون متفائلاً وتبقى واقعياً في نفس الوقت، فشعورك بالحزن التوقعي لا يعني أنك استسلمت. وعلى الرغم من أن هذا الشعور مؤلم، فإن محاولة تجنبه ستجعل الأمر أكثر ألماً وصعوبة في النهاية.
ثانياً: حاول أن تخلق مساحة خاصة للحزن! إذ يمكنك تخصيص وقت لتعبر فيه عن مشاعرك الحقيقية، كأن تدون يومياتك، وتكتب كل ما يدور في رأسك من أفكار وتوقعات، أو أن تسقط مشاعرك وتنفس عما في داخلك من خلال الفن (الرسم مثلاً)، أو أن تقضي المزيد من الوقت مع الشخص الذي تتوقع فقدانه.
وأخيراً: القناعة بأن الخسارة شيء سنواجهه جميعاً خلال حياتنا شئنا أم أبينا، سواء كان ذلك انتهاء علاقة، أو وفاة عزيز، أو خسارة صديق أو وظيفة أو مال. فالحزن هو حزن، لكن إذا استطعنا مواجهته بطريقة أكثر إيجابية، فقد لا يكون مؤلماً ومحطماً لدرجة كبيرة جداً.