بعد عام ونصف عام دراسي خلف الشاشات المنزلية، بدأ الطلاب - مع العام الدراسي 2021/2022- العودة إلى مقاعدهم داخل حرم المدرسة. وبهذه المناسبة السعيدة والمنتظرة، والمتخوف منها في الوقت عينه من قِبَل الطلاب وأهاليهم، التقينا الدكتور صالح فارس صالح، اختصاصي طب الأطفال وحديثي الولادة، من مركز المينا الطبي بمدينة العين في دولة الإمارات، وهو يتمتع بخبرة تتجاوز الأربعين عاماً، ليجيب عن التساؤلات كافة، المتعلقة بإجراءات الوقاية وسلامة الطلاب وأهاليهم، مقدماً نصائحه وإرشاداته وخبرته بهذا المجال.
• بدايةً.. ما رأيك في عودة الطلاب إلى المدارس بهذا التوقيت؟
- عودة الطلاب إلى المدرسة أمر مهم وإيجابي، لكن تجب الإشارة إلى أن المدرسة بيئة مهيأة لانتقال العدوى، بمختلف أنواعها وأشكالها؛ نظراً لبقاء الطلاب فترة طويلة داخل المدرسة، مع وجود احتكاك كبير وتقارب واضح. ويجب، دائماً، القيام بجميع الإجراءات الوقائية والاحترازية، لاسيما في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، منعاً لتفشيه وانتشاره.
• ما النصائح التي توجهها إلى الطلاب والأهالي، خلال هذه الفترة؟
- في ما يتعلق بالطلاب، أنصحهم بالقيام بالفحوص المخبرية الدورية والمتكررة؛ للتأكد من عدم إصابتهم قبل الذهاب إلى المدرسة. كما يجب أن تشمل هذه الفحوص، أيضاً، الهيئة التدريسية، والأهالي، بشكل شامل، ومن الجدير بالذكر أنه يتوفر حالياً فحص الفيروس من خلال اللعاب، للأطفال غير الراغبين في استخدام مسحة الأنف التقليدية، ولقد أثبت فحص اللعاب فاعليته في الكشف عن وجود الفيروس، ويمكن الاعتماد عليه. كما أنصح باستخدام الكمامات الطبية للطلاب وكامل الطاقم التدريسي، وفي حال تعذّر استخدام الكمامة لوجود حالة طبية خاصة، يجب استبدالها بواقي الوجه الشفاف. إضافة إلى ترك مسافة أمان كافية في ما بين الطلاب، وبينهم وبين الطاقم التدريسي، لا تقل عن متر واحد. ولابد من غسل اليدين المتكرر بالماء والصابون، مع توفر استخدام معقمات اليدين لكل طفل. وأخيراً، نوصي بأخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، للطلبة وللهيئة التدريسية، حيث نالت اللقاحات المقدمة في دولة الإمارات الاعتماد والموافقات الطبية من الجهات المختصة.
• ما رأيك في لقاح «كورونا» للأطفال، وهل تنصح به؟
- لقد تم القيام بمجموعة من الدراسات والأبحاث عن هذه اللقاحات في دولة الإمارات، والصين، وكانت النتائج الأولية مشجعة جداً، حيث أثبتت أن اللقاح آمن على الأطفال، وفعال في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19). وهنا، أود الإشارة إلى أن هذا الفيروس لا يعتبر شديد الخطورة على الأطفال من حيث الوفيات، أو من حيث حاجتهم إلى العناية المشددة في المستشفيات، لأنه يعتبر مشابهاً لفيروس الإنفلونزا، لذا ننصح الأهالي بإعطاء اللقاح للأطفال، إلا في حال وجود حالات مرضية خاصة، تمنعهم من ذلك.
• ماذا عن دور الأهل؟
- يجب على الأهل التواصل المستمر مع إدارة المدرسة، والتبليغ الفوري عن وجود أي حالة إيجابية، ضمن نطاق العائلة، ما يسهم في السيطرة على انتشار المرض. وعليهم تزويد الطلاب بالكمامات المناسبة والمريحة وبكمية كافية، مع تزويدهم بمعقم يدين خاص بكل طالب، وتذكيرهم المستمر بتنظيف اليدين قبل الدوام وخلاله وبعده مباشرة، منعاً لانتقال الفيروس من المدرسة إلى المنزل أو العكس. وفي حال السفر إلى خارج الدولة في الإجازات على الأهل التأكد من عزل الطلاب قبل ذهابهم للمدرسة، للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، حيث تزيد فرصة الإصابة بالفيروس خلال السفر.
• ماذا عن النشاطات الرياضية والثقافية والترفيهية في المدرسة؟
- يمكن للطلبة القيام بهذه النشاطات، لكن مع الالتزام الكامل بالإجراءات الوقائية والاحترازية، التي قدمتها الجهات الطبية المعتمدة في الدولة. وفي الختام، أتمنى التوفيق والنجاح لأبنائنا وبناتنا الطلبة، ونوصيهم بالالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية المقدمة من هيئة الصحة، ودائرة التعليم والمعرفة، للحد من انتشار هذا الفيروس في مجتمعنا؛ لأننا كلنا مسؤولون عن حماية بقية أفراد المجتمع، ونتمنى السلامة للجميع.
لمعلومات إضافية عن هذا الموضوع، ومطالعة موضوعات طبية أخرى متعددة، ننصحكم بمتابعة حساب مركز المينا الطبي على «إنستغرام»: almeenamc