هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون طول القامة الزائد، أو قصر القامة المفرط، ويحلمون لو كان باستطاعتهم إنقاص أو اكتساب بضع السنتيميترات.
فهل هناك عملية جراحية تحقق لهم أحلامهم؟ وكيف يتم إجراؤها؟ وما تفاصيلها؟ جميع هذه الأسئلة يجيب عنها الدكتور كرم رستم، أخصائي جراحة العظام والمفاصل وتقويمها، من خلال هذا الحوار الشيق:
- هل فعلاً هناك عملية جراحية لتطويل القامة أو تقصيرها؟
نعم هناك عمليات جراحية للحالتين، لكن عملية تطويل القامة أكثر انتشاراً من تقصير القامة، إذ تعد الأخيرة شبه معدومة.
- لماذا هذه العمليات ليست منتشرة بشكل كبير؟
لأن من يخضع لمثل هذه العمليات يحتاج وقتاً طويلاً للشفاء التام، ما يقلل الرغبة في الخضوع لها.
- كيف تتم عملية تطويل القامة؟
تتم من خلال قطع العظم (الساق – الفخذ – العضد – الساعد)، ثم يتم تركيب وسائل معدنية، مثل جهاز التثبيت الخارجي، أو أسياخ داخل العظم، ليتم بواسطتها ربط طرفي العظم. وخلال فترة التعافي يلتحم العظم، وتتمدد الأعصاب والشرايين تدريجياً حتى تأخذ طولها النهائي.
- ما مدة العملية؟
لا تستغرق العملية الكثير من الوقت، لكن عملية تركيب وسائل التثبيت هي التي تحتاج إلى الوقت الأكبر، إذ تستغرق من ساعة إلى ساعتين.
- كم سنتيمتراً إضافياً يُمنح المريض؟
عادة نستطيع زيادة حوالي الـ7 سنتيمترات إلى الطول الأصلي للمريض، لكن ليس ضمن العمل الجراحي، بل لاحقاً، في مرحلة التعافي من خلال تمدد الأعصاب والشرايين والتحام العظم.
- ما الأعضاء القابلة للتطويل؟
نستطيع تطويل الساقين، أما الذراعان فنقوم بهذه العملية عند الحاجة (في حال وجود تشوهات). وبالنسبة للرقبة والنصف العلوي من الجسم، فغير قابلين للتطويل.
- هل الآلام بعد العملية مبرحة؟ وما سبل تخفيفها؟
بعد العملية هناك آلام كسر العظم، وسبل تخفيفها هي الأدوية المسكنة، أما بالنسبة للآلام خلال فترة التطويل فهي شبه معدومة لأن التطويل يحدث تدريجياً.
- كم يحتاج المريض من الوقت للشفاء كاملاً؟ ومتى تظهر النتيجة النهائية؟
الشفاء الكامل يستغرق أشهراً، وفي بعض الحالات قد تصل إلى سنوات، وفي الحالة الطبيعية تظهر النتيجة النهائية بين 6 و8 أشهر إلى سنة ونصف السنة.
- حدثنا عن المضاعفات المحتمل حدوثها؟
من المحتمل فشل عملية التطويل وذلك يحدث إذا لم تلتئم العظام بالشكل الصحيح، وقد تحدث إصابات عصبية ووعائية في التمطيط، وأيضاً قد تحدث الإنتانات، أي المعاناة من التهابات حادة.
- ماذا عن عملية تقصير القامة؟ وما تفاصيلها؟
الحالات التي تخضع لهذه العملية نادرة، وتتم من خلال كسر العظم وقطعه، ثم تقريبه بواسطة صفيحة وبراغي، وهنا يتم الالتئام بشكل فوري، ونتيجة هذه الجراحة تحدث رخاوة في الشرايين والأعصاب لا يمكن علاجها في العملية، وإنما تعود إلى شكلها الطبيعي من تلقاء نفسها بشكل تدريجي لاحقاً.
- هل هاتان العمليتان آمنتان؟
هاتان العمليتان تحملان نسب خطورة وإيجابيات وسلبيات كأي عمل جراحي آخر.
- هل تنصح الراغبين بـ(التطويل أو التقصير) بالخضوع لمثل هذا العمل الجراحي؟
بالنسبة لي، أنصح كل شخص بالتصالح مع ذاته، فرغبة البعض في الخضوع لهذا العمل الجراحي، قد تكون نتيجة معاناتهم مشكلة نفسية بعدم تقبل طول جسمهم، ولا أنصح بهذه العمليات الجراحية إلا في حال وجود تشوه حقيقي لدى المريض، أو رغبته الشديدة وإصراره على الخضوع إليها.