ريم الهاشمي: «إكسبو 2020 دبي» يحتفي بنساء العالم
هي نموذج مشرّف للمرأة الإماراتية والعربية؛ تقلّدت عدة مناصب رفيعة في الدولة، وحققت إنجازات مهمة في مسيرتها العملية، وحملت رسالة دولة الإمارات إلى العالم في الكثير من المحافل الدولية.
عُيّنت معالي ريم الهاشمي في منصب وزيرة دولة بحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، في فبراير 2008، وتشغل منصبها الحالي وزيرةً للدولة لشؤون التعاون الدولي منذ فبراير 2016، وتشرف – ضمن مهام عديدة أخرى – على مبادرات العمل الإنساني لدولة الإمارات لدعم شعوب العالم. وتتولى معاليها إدارة مكتب نائب رئيس الدولة للشؤون السياسية.
في نوفمبر 2013، أشرفت معاليها على تحقيق نجاح تاريخي، تمثل في منح المكتب الدولي للمعارض مدينة دبي حق استضافة «إكسبو 2020» ليكون أول حدث دولي من هذا النوع يُنظّم في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. وتشغل معالي ريم الهاشمي، حالياً، منصب عضو اللجنة العليا المنظمة لـ«إكسبو 2020 دبي»، إلى جانب كونها المدير العام لمكتب «إكسبو 2020 دبي»، أول إكسبو دولي يقام في بلد عربي.
وهي، أيضاً، رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، التي تتولى مسؤولية الترويج لأهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بحيث تتماشى مع أولويات التنمية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة. إلى جانب ذلك، تشغل معاليها رئاسة مجلس إدارة مؤسسة دبي العطاء.
قبل أن تشغل منصب وزيرة دولة، عملت معالي ريم الهاشمي ملحقاً تجارياً، ثم نائباً لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة الأميركية واشنطن. وتحمل معالي ريم الهاشمي درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية واللغة الفرنسية من جامعة تافتس، ودرجة الماجستير من جامعة هارفارد.
* معالي ريم الهاشمي، ونحن نشرف على الاحتفال باليوم الذهبي لدولة الإمارات، كيف تنظرين إلى ما تحقق للمرأة من تمكين في دولة الإمارات، وما حققته من إنجازات على مدى الخمسين سنة الماضية؟ وكيف تنظرين إلى المستقبل من واقع مسؤوليتك كوزيرة دولة ومدير عام لأول إكسبو دولي يقام في المنطقة؟
- بالنسبة لي، إن ما تحقق للمرأة الإماراتية هو قصة نجاح مُلهمة، ونتاج عمل مخلص حملته قيادتنا الرشيدة على عاتقها منذ قيام الاتحاد، وبذلت في سبيله جهوداً دؤوبة، نابعة من إيمان صادق بأهمية دور المرأة في تمكين المجتمع.
إن ما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات لم يكن، أبداً، ليتحقق لولا تلك الجهود المخلصة التي بذلتها قيادتنا الرشيدة على مدى خمسين عاماً، ولولا حرصها الدائم على أن تكون المرأة الإماراتية في المقدمة. وقصة تمكين المرأة في دولة الإمارات مختلفة في رأيي؛ فقد كان هذا التمكين نابعاً من رؤية ثاقبة لقيادة دولة الإمارات، التي تريد لشعبها أن يرتقي أعلى المراتب، وأن تكون كل فئاته في أفضل مكانة بين شعوب العالم. لذا، كانت القيادة الرشيدة سبّاقة، دائماً، بخطى واثقة نحو تحقيق هذا التمكين.
وقد كان للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، الدور الرئيسي في تمكين المرأة وإنصافها، ضمن مشروع رائد وطموح لبناء الوطن، حيث أرسى سموه، طيّب الله ثراه، قواعد هذا العمل الدؤوب، وعملت سموها على تفعيل دور المرأة الإماراتية في التنمية، وشجعتها على التعلُّم والتطوُّر، وتبنت سموها الكثير من المبادرات والمشروعات، التي تهدف إلى تمكين المرأة.
وقد شهدت دولة الإمارات تحوّلات جذرية في مجال تمكين المرأة؛ من أجل تعزيز انخراطها في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد، منذ أن تولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مقاليد الحكم عام 2004. في هذا السياق، اتخذت دولة الإمارات الكثير من الخطوات، وأطلقت الكثير من المبادرات، مثل إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، وهو الأول من نوعه في المنطقة العربية، بهدف تقليص الفجوة بين الجنسين، وتطوير المبادرات والمشاريع التي تعزز دور المرأة في مجال العمل والسياسة والمجتمع. وفي العام الماضي، أيضاً، دخل قانون ضمان المساواة في الأجر بين المرأة والرجل حيز التنفيذ.
والأرقام تتحدث عن نفسها، وعن إنجازات مَنْ تحققت بفضلهم؛ فقد حققت دولة الإمارات قفزة نوعية، وإنجازاً كبيراً، بصعودها ثماني درجات على مؤشر المساواة بين الجنسين، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020، وهو ما وضعها في المركز الأول عربياً، والثامن عشر عالمياً، على هذا المؤشر المهم. بالإضافة إلى هذا، تقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة 48 مركزاً دفعة واحدة، وفقاً لتقرير الفجوة بين الجنسين لعام 2021، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فجاءت في المركز الأول عربياً، وحصلت على المركز الأول عالمياً في أربعة مؤشرات، في مقدمتها التمثيل البرلماني للمرأة، حيث إن نسبة التمثيل البرلماني للمرأة الإماراتية اليوم 50% من عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، ونسبة تمثيلها الوزاري في حكومة الدولة 27.5%، وهما من أعلى المعدلات العالمية. وقد أغلقت دولة الإمارات 71.6% من فجوات المساواة بين الجنسين حتى تاريخ ذلك التقرير.
ولدينا اليوم في دولة الإمارات الكثير من النماذج النسائية المشرفة والملهمة، في مختلف مجالات العمل العام والاجتماعي والمهني. ويكفينا فخراً أن المرأة الإماراتية تقدم إسهاماً مهماً ومؤثراً في تنظيم حدث عالمي مثل «إكسبو 2020 دبي»، الذي يقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، منذ أن أطلق قبل نحو 170 عاماً. ويكفينا فخراً وشرفاً، أيضاً، أن المرأة الإماراتية قدمت مشاركة فعالة في مجال الفضاء عبر مشروع «مسبار الأمل»، الذي بلغت نسبة المشاركة النسائية فيه 34% من فريق العمل، ووصلت نسبة الباحثات في فريقه العلمي إلى 80% من العدد الإجمالي للفريق.
كل هذا يجعلنا ننظر إلى المستقبل بتفاؤل وأمل في غدٍ أفضل وأكثر إشراقاً، ليس للمرأة الإماراتية فحسب، وإنما أيضاً لبلدنا الحبيب، الذي يحتاج إلى جهد كل فرد في المجتمع من أجل تحقيق المزيد من الازدهار والرخاء، ونحن نستشرف آفاق خمسين سنة مقبلة من الإنجازات التي ستتحقق، بإذن الله، بسواعدنا معاً، رجالاً ونساء، وسيكون تنظيم نسخة استثنائية من «إكسبو 2020 دبي» أحد أهم الإنجازات لبلدنا الحبيب في مستهل الخمسين الجديدة.
نسخة استثائية
* ما توقعات معاليك للدور الذي تلعبه المرأة الإماراتية، من خلال مشاركتها في «إكسبو 2020 دبي»؟
- تضطلع المرأة الإماراتية بدور مهم ومؤثر في تنظيم هذه النسخة الاستثنائية من إكسبو الدولي، إذ يضم فريق العمل القائم على تنظيم «إكسبو 2020 دبي» نخبة من السيدات الإماراتيات، اللاتي يمتلكن خبرات كبيرة كل في مجالها. وأكثر من 50% من المواطنات الإماراتيات، ضمن فريق العمل في مراكز قيادية مؤثرة، على رأس نخب من الموظفين من أصحاب الخبرات الذين اخترناهم بعناية؛ من أجل ضمان تقديم تجربة ناجحة في استضافة هذا الحدث الدولي الاستثنائي. وتمثل المرأة الإماراتية نسبة 61% من النساء العاملات في «إكسبو 2020 دبي»؛ ويشكلن عدداً كبيراً جداً من الموظفين، بالنظر إلى أنّ نسبة النساء بين موظفي «إكسبو 2020 دبي» تبلغ نحو 53%.
هذه الأرقام تعطي، بالتأكيد، صورة واضحة عن حجم إسهام المرأة الإماراتية المؤثر للغاية في تنظيم «إكسبو 2020 دبي»، الذي يشمل الكثير من الجوانب التنظيمية لهذا الحدث الدولي، سواء في التطوير والتسليم العقاري، أو في قطاع الموارد البشرية، أو البرامج والفعاليات، وغير ذلك من القطاعات. وهناك، أيضاً، عدد كبير من المتطوعات الإماراتيات، اللاتي يعملن جنباً إلى جنب مع موظفي «إكسبو 2020 دبي»، على تنظيم هذا الحدث الدولي.
تمكين المرأة
* خصصتم جناحاً للمرأة في «إكسبو 2020 دبي».. ما الهدف من هذا الجناح، وما الذي سيقدمه؟
- كنا مصرّين - منذ البداية - على أن يكون لدينا شيء مميز للاحتفاء بالمرأة في «إكسبو 2020 دبي»؛ لذلك خصصنا هذا الجناح؛ لتسليط الضوء - من خلاله - على إنجازات المرأة وإسهاماتها في تقدم الأمم والمجتمعات، وأيضاً لمناقشة التحديات التي لاتزال المرأة تواجهها في زمننا المعاصر، الذي بدأ يتعافى لتوه من جائحة، في خضم مساعيه لبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة. وهذه هي المرة الأولى، منذ أكثر من 50 عاماً، التي يكون فيها جناح مستقل للمرأة في إكسبو الدولي.
ولقد كان هذا الإصرار نابعاً من إيماننا بأن تمكين المرأة ضروري؛ من أجل تحقيق هدف «إكسبو 2020 دبي»، المتمثل في تقديم حلول واقعية لأبرز التحديات المرتبطة بهذا الملف، وغيره من الملفات. وسيكون وجود جناح المرأة فرصة مهمة لتناول أجندة سياسات في هذا المجال بشكل مختلف، عبر إفساح المجال أمام صوت المرأة؛ لكي تحكي النساء قصصهن ويعبرن عن أنفسهن.
وهذا الجناح هو أكثر من مجرد مساحة للعرض؛ فهو مكان للتحاور وتبادل الأفكار والخبرات، حيث سيستضيف الكثير من جلسات النقاش الهادف على مدى أشهر «إكسبو 2020 دبي» الستة، لتناول موضوعات المرأة والمساواة بين الجنسين. وإلى الآن، وضعنا خططاً للعديد من المبادرات، التي تضم نخبة من المتحدثين.
وسيعمل جناح المرأة مع المجلس العالمي لـ«إكسبو 2020 دبي»، من أجل استضافة المجلس العالمي للمرأة، الذي سيتطرق إلى دور المرأة في بناء عالم أكثر أمناً، ينعم الناس فيه بصحة أفضل، وبيئة أكثر استدامة. أيضاً، سيعمل الجناح - عن كَثَب - مع جميع الأطراف المعنية؛ من أجل نشر مبادئ تمكين المرأة، والتأكيد على دور القطاع الخاص في تعزيز دور المرأة، والمساواة بين الجنسين. ولدينا، الآن، أكثر من 150 فعالية مؤكدة في جناح المرأة، بمشاركة أكثر من 90 بلداً، وأكثر من 45 جهة معنية، بالإضافة إلى أننا تلقينا أكثر من 250 إبداء اهتمام بجناح المرأة من أنحاء العالم، ولايزال العدد في ازدياد مستمر.
آفاق جديدة
* يصادف اليوم الدولي للمرأة الثامن من مارس 2022.. كيف سيحتفي «إكسبو 2020 دبي» بالحدث؟
- سيحتفل «إكسبو 2020 دبي» باليوم الدولي للمرأة في الثامن من مارس 2022، عبر استضافة منتدى دولي، تحت شعار: «خلق آفاق جديدة»، بالتعاون مع «كارتييه». هذا المنتدى سيكون مخصصاً لهذه المناسبة بالتحديد، لكن الاحتفاء بالمرأة سيكون جزءاً لا يتجزأ من الحدث الدولي، على مدار أشهره الستة، عبر البرامج والفعاليات، التي سبق أن أشرت إليها.