لا توجد وصفات طبيعية أو مستحضرات موضعية، يمكنها أن تمحو شبكة الأوردة العنكبوتية (Spider Veins)، التي تصيب جمال الساقين، وأحياناً الوجه. وبعد سنوات مضنية من البحث، أصبح من الممكن التخلص منها بخطة سحرية، تعتمد على الجمع بين أسلوبين علاجيين.. إليكِ أسرار التخلص منها، والمحاذير والأخطار التي تجب الإشارة إليها.
إن الشعيرات الدموية، التي يمكن أن يصل طولها إلى حوالي 40 ألف كيلومتر في جسم الإنسان، تعمل بمثابة «حلقة وصل» بين الشرايين والأوردة. وهي تمد الأعضاء بالأكسجين والدم والأحماض الأمينية والبروتينات. لكنها، أحياناً، تتصدع وتتكسر، وتظهر بلون أزرق أو أرجواني أو أحمر، تحت سطح الجلد مباشرة، بقطر يراوح بين 1,0 و3 ملليمترات، مشوهة مظهر الكاحلين والفخذين والساقين والوجه، رغم كونها غير مؤلمة، على عكس الدوالي التي تعد بارزة ومنتفخة وأكبر حجماً.
وهناك أسباب عدة للإصابة بها، أهمها: التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، أو تناول العلاج الهرموني، وحبوب منع الحمل، والكريمات المحتوية على «الكورتيزون»، وضعف الأنسجة الجلدية نتيجةً للتقدم في العمر، والعوامل الوراثية، والسمنة، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم، وسرعة تخثره، وضعف صمامات الأوردة، والوقوف لفترات طويلة.
العلاج بالحقن
العلاج بالتصليب، أو «Sclerotherapy»، هو الأسلوب الأيسر والأكثر فاعلية في كثير من الأحيان، ويتضمن حقن الأوردة العنكبوتية بسائل أو محلول رغوي، عن طريق إبر صغيرة للغاية، ما يسبب التهاباً في جدران تلك الأوردة التالفة، ثم انقباضها وإغلاقها بشكل تام بعد أسابيع عدة، وإعادة توجيه الدم عبر الأوردة الصحية.
وتتحسن هيئة هذه الأوردة المتكسرة بنسبة 40%، بعد الحقن مباشرة. وفي بعض الحالات، قد لا تكون هنالك استجابة للحقن من المرة الأولى. لذا، يتم تكراره من جلستين إلى 6 جلسات، للحصول على النتيجة المرجوة، مع الاستعانة بالموجات فوق الصوتية لإتمام العلاج بدقة متناهية. ويتم الحقن دون تخدير، وقد يستغرق من دقائق عدة إلى حوالي الساعة، حسب درجة انتشار هذه الشعيرات، والمساحة التي يتم علاجها. وأثناء الحقن، يشعر المريض بوخز الإبرة، ومن الممكن حدوث احمرار أو انتفاخ مؤقت. وفي غضون أسابيع قليلة (من 3 إلى 6 أسابيع)، تتلاشى الأوردة العنكبوتية بنسبة تراوح بين 50 و70%.
فوائد العلاج بالحقن:
- علاج غير جراحي، يحتاج فترة نقاهة قصيرة، وربما لا يحتاج.
- إجراء آمن ينطوي على القليل من الآثار الجانبية، مثل: الحساسية، والحكة، والكدمات.
- أسلوب سريع وفعال من حيث التكلفة.
- ألم وانزعاج بسيطان أو معدومان أثناء الخضوع للحقن.
- يمكن لمعظم المرضى ممارسة أنشطتهم المعتادة مباشرة بعده.
الاستئصال الوريدي بالليزر
يعمل علاج «Endovenous laser ablation» أو الاستئصال الوريدي بالليزر، عن طريق إرسال دفعات قوية من الضوء إلى الوريد، ما يجعل هذه الأوردة تتلاشى ببطء وتختفي، أو باستخدام طاقة الترددات الراديوية بدلاً من الضوء. وهو أقل فاعلية مع الأوردة الكبيرة، وينطوي على بعض الآثار الجانبية، مثل: الاحمرار، والكدمات، والحكة، والتورم، والالتهاب، وتغيرات في ملمس ولون الجلد، وبعض الآلام والقرح. وبعد العلاج، يتحول لون الأوردة إلى الأحمر الداكن أو الرمادي، ويصغر حجمها إلى أن تتلاشى تدريجياً على مدى أشهر عدة، لكنها قد لا تختفي تماماً في بعض الأحيان، وذلك تبعاً لمدى استجابة كل حالة للعلاج. كما يمكن أن تظهر أوردة عنكبوتية جديدة في المنطقة نفسها، التي تم علاجها. وعادة تحتاج الشعيرات الدموية من 3 إلى 5 جلسات بالليزر، يتم الخضوع لها كل أربعة أسابيع.
خطة علاجية
ورغم ظهور جيل جديد من أجهزة الليزر المخصصة للاستعمال المنزلي، وفي صالونات التجميل، والتي يُدعى أنها تقضي على الأوردة العنكبوتية، تظل الشكوك تحوم حول مدى فاعليتها وآثارها الجانبية. وفي المقابل، يمكن لجراح الأوعية الدموية، الذي يتمتع بالخبرة والكفاءة، الجمع بين الحقن والليزر لمحاصرة الأوردة العنكبوتية، والفتك التام بها، وذلك بالحقن، ثم استعمال ليزر «Diode» للاستئصال الكامل للأوردة الحمراء العنيدة، وليزر «YAG» طويل النبض للأوردة الزرقاء.