مي عمر: أنا خجولة.. لكن أحلامي جريئة
توصف المرأة المتميزة والقوية بأنها سيدة تملك قلب طفل، وعقل رجل، وجسد أنثى، ونجمة غلاف هذا العدد من «زهرة الخليج»، امرأة قوية عاقلة وحالمة، تعيش اليوم نجاحاتها، وتواجه الصعاب بقوتها وإرادتها، وتخطط لمستقبل مختلف من خلال اختياراتها.. إنها النجمة المصرية مي عمر، التي استطاعت - خلال مسيرتها الفنية القصيرة نسبياً - أن تثبت نفسها، وأن تقف أمام الكبار؛ فنجحت في كل الأدوار التي قدمتها، وقد استطاعت أن تحقق أحد أهم أحلامها الفنية وهو الوقوف أمام الزعيم عادل إمام، وهي اليوم في رحلة لتحقيق أحلامها الأخرى، التي لا تقل أهمية عما حققته، فمنها ما هو فني، وما هو إنساني، وهذا ما تعبر عنه بصفحاتها في وسائل التواصل الاجتماعي، بعبارة: «لنساعد في تغيير العالم».
أطلت مي عمر في الموسم الرمضاني الدرامي عبر مسلسل «نسل الأغراب»، وحققت نجاحاً مبهراً في أداء شخصية الأم الصعيدية الذي تلعبه للمرة الأولى، ولم تغب مي عن الأحداث بعد انتهاء الموسم بل بقيت موجودة من خلال الجدل الكبير الذي طال المسلسل وزوجها المؤلف والمخرج محمد سامي وطالها شخصياً، وبعد أن طويت هذه الصفحة توجهت مي عمر برفقة زوجها إلى دولة الإمارات لقضاء إجازة طويلة، وتم تكريمهما بالإقامة الذهبية، وقد التقت «زهرة الخليج» مي عمر في جلسة تصوير حصرية تزينت فيها بقطع راقية من إبداع دار «بولغري» (Bvlgari)؛ حيث تحدثت عن جوانب عدة من حياتها الفنية والشخصية؛ وكان هذا الحوار:
• ماذا تقولين عن إقامتك في الإمارات.. خصوصاً بعد حصولك وزوجك على الإقامة الذهبية بها؟
- أنا سعيدة جداً هنا، والإمارات بالنسبة لنا كمصريين هي بلدنا الثاني، ونحن نشعر حقيقة بهذا الأمر، ولا نقوله نوعاً من المجاملة أو المحاباة، فالإمارات لها مواقف تاريخية مع مصر سيخلدها التاريخ، وهذه الدولة المتميزة في كل شيء تدعم - اليوم - المبدعين والمتميزين في عملهم وتكرمهم، وهذا أمر نفتخر به.
• بعد النجاح الكبير لـ«نسل الأغراب» كان هناك لغط في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، حول موضوعات قد لا تكون لها بك علاقة مباشرة، هل تشعرين بأن هناك حرباً تشن ضد مي عمر شخصياً؟
- عندما يكون العمل كبيراً لابدَّ أن يكون هناك نقد وانتقاد، وهذا أمر طبيعي إذ ينقسم الجمهور بين معجب ورافض، فالعمل يحكمه حجم الجمهور الذي نقيس من خلاله ردود الفعل، وإن كان مبالغاً فيه، لكن العمل تمت مشاهدته من عدد كبير جداً من المتابعين في الوطن العربي، أما ما قيل وروج له ما بعد انتهاء العمل، فلست أنا المخولة الرد عليه، وهي أمور الزمن كفيل بتوضيحها.
• هل تعتقدين أن هناك من يتقصد مضايقتك؟
- من الطبيعي في كل عمل أن تكون هناك حروب ضد أي شخص ناجح ومؤثر.
• كونك زوجة مؤلف المسلسل ومخرجه محمد سامي.. هل هذا جعلك ضحية، وبالتالي تدفعين ثمن النجاح معه؟
- لا أستطيع أن أقول «ضحية»؛ لأنه مثلما أتاني انتقاد لهذا السبب؛ فإن محمد مخرج مميز، وأي ممثل يفضل العمل معه لإبداعه، فهذا الجزء من الانتقاد هو إضافة فنية لي بحكم عملي معه.
بين العمل والزواج
• الأزواج قد يتناقشون في أمور العمل بالمنزل.. في مسلسل «نسل الأغراب» هل دار بينك وبين محمد سامي نقاش بخصوص هذا العمل، وهل كان يأخذ رأيك في بعض الأمور، وما دورك في تلك النقاشات؟
- عادة.. محمد يأخذ رأيي بجميع أعماله، وإن كان لمجرد الاستئناس بالرأي، لكن في مسلسل «نسل الأغراب» لم أحظ بهذه المساحة؛ لأنه كان يكتب العمل أثناء انشغالي بتصوير مسلسل «لؤلؤ»، وكنت - وقتها - أصور كثيراً ويومياً. وعند قرب انتهائي من تصوير «لؤلؤ»، وتحديداً في آخر أسبوع، بدأت بتصوير «نسل الاغراب»، فلم تكن لديَّ الفرصة إلا للاطلاع على شخصيتي والعمل عليها، ومحمد يملك وجهة نظر يفضل أن ننفذها.. لا أقول إنه ديكتاتوري، لكنه حازم في رأيه.
• هل يفرض رأيه عليك؟
- يفرض رأيه على الجميع.
• ألا تعترضين وتخبرينه بأن لك وجهة نظر خاصة ومغايرة؟
- من المؤكد أن الجميع يفعل هذا، ويعبر عن رأيه وهو الطبيعي، وإن لم يقتنع ننفذ أوامره، في النهاية هو المخرج والمؤلف، وله رؤية خاصة في العمل.
• قدمت في «لؤلؤ» شخصية متميزة، وهذا لا يعني التقليل من بقية أدوارك.. أخبرينا عنه؟
- فعلاً هو مميز؛ لأنه أول بطولة مطلقة لي، وعندما يكون العمل من بطولتك؛ فأنت مخوّل التدخل أكثر، وأن تشكل الشخصية كما تشاء، وأن تبدي وجهة نظرك بها؛ لهذا هو مختلف، وأنا أحببت الشخصية، وعشت تفاصيل رحلتها كاملة، منذ أن خلقت حتى انطلاقها على الشاشة.
• أطلت «لؤلؤ» بأحد المشاهد في مقابلة إعلامية مع مذيع على الهواء، وكشفت أنها تقاضت 200 ألف دولار لقاء إجرائها هذا الحوار.. في الحقيقة أنت لا تفضلين هذا النوع من المقابلات، لماذا؟
- لا أعرف، أنا لا أحب هذه المقابلات، ربما لست بشجاعة «لؤلؤ»، ولا أستطيع الرد بهذه الطريقة الصريحة، فأنا خجولة، ولا أحب أن أشعر بالخجل أو بالحرج ممن يجلس أمامي، فلو حدث الأمر نفسه معي قد يحرجني المذيع، ولا أفعل شيئاً، وأكتمها في قلبي.
ملفات حساسة
• هل هناك ملفات حساسة في حياتك تخشين فتحها؟
- لا توجد أي ملفات تخيفني، فقط أشعر بأن أحدهم يستطيع أن يضايقك لو أراد.
• ما أكثر ما يضايقك؟
- الظلم، خاصة عندما يتهمونك بأمور لم تفعلها، أو ليست لك بها علاقة مباشرة.
• لو عدنا إلى البدايات مع غادة عبدالرازق وهيفاء وهبي.. لماذا لم تعودي إلى العمل معهما؟
- لم تحدث مناسبة أو عرض للعمل معهما، مجدداً، بعد تجربة هيفاء وهبي مباشرة شاركت في مسلسل «الأسطورة» مع محمد رمضان، وهذه التجربة كان لها أثر جميل بالنسبة لي، ووضعتني في مكان مختلف، بعدها كانت الأعمال التي تصلني بطولة نسائية أمام رجل؛ فكان من الصعب أن ألعب دوراً وراء فنانة من بعدها.
• ما رأيك في ما يحدث مع محمد رمضان هذه الأيام؟
- من أي ناحية؟
• قضية حجز الأموال، وقبلها ما قيل عن إيقاف التصوير مع محمد سامي.. وغير ذلك؟
- لا يوجد خلاف بينه وبين محمد أبداً، ولم يحدث هذا الأمر، ومحمد رمضان بالنسبة لي مثلما قلت لك «وش الخير عليّ»، واستمتعت جداً بالعمل معه، وقدمت معه دوراً من أفضل الأدوار، وأنا أرى أن له قصة صعود وكفاح أحييه عليها.
• ما رأيك في مسلسل «البرنس»؟
- مسلسل جميل، كل العالم العربي تابعه بشغف وأحبه.
• لماذا لم تشاركي فيه، وهل كانت هناك رسالة من عدم وجودك به؟
- كنت أحب أن أبتعد قليلاً عن محمد سامي، وأتاني دور آخر في مسلسل «الفتوة» أحببته وقمت بتمثيله. ليست رسالة، وإنما نوع من التغيير لا أكثر.
• هل سرقك التلفزيون من السينما التي لم تقدمي بها سوى تجربتين؟
- ليس تماماً، لكن ليس كل المعروض يمكن تنفيذه، حالياً أنا بصدد تصوير فيلم بعنوان «تحت تهديد السلاح»، مع حسن الرداد وشيرين رضا، وهناك تجربة جديدة سأخوضها قريباً في مجال السينما أيضاً.
• بعيداً عن الفن.. ما شكل حياتك الأسرية اليومية؟
- في المنزل بالنسبة لي ولزوجي الحياة سلسة، ونحن صديقان نتشارك الاهتمامات ذاتها، ونستمتع بالأمور والهوايات ذاتها أيضاً، فهي ليست حياة تقليدية أو روتينية.
• ما أكثر ما يلفت نظرك في الأزياء، وما النصيحة التي تقدمينها إلى الفتيات؟
- الأهم أن تكون الملابس تليق بمن ترتديها، فقد تكون موضة لكنها غير لائقة، وقد تكون قطعة عادية وتكون جميلة.
• ما طبيعة علاقتك مع ابنتك؟
- أنا، دائماً، موجودة مع ابنتي في كل الأوقات، وإذا لم يكن لديَّ تصوير فلا أغادر البيت إلا نادراً.
• ألا توجد لديك علاقات اجتماعية وأصدقاء؟
- لديَّ علاقات خارج الوسط الفني ونتقابل في المنزل. والآن، لا أجد الوقت للقاء أحد بسبب زحمة التصوير الذي يأخذ كل وقتي، وإذا تفرغت فيكون معظم الوقت لابنتي وعائلتي.
«كورونا» وآثارها
• ماذا تعلمت من جائحة «كورونا»؟
- بعد حوالي سنتين من بدء «الجائحة» أعتقد أننا، الآن، اعتدناها، لكنني شخصياً تعلمت تقدير الأمور البسيطة، التي لم نكن نلتفت إليها، ونتململ منها؛ حيث كنا نخرج ونقابل الناس، لكن ذلك كله أصبح من أكبر أمنياتنا الآن؛ لذلك تعلمت أن أقدر الأمور البسيطة، مثل: الخروج من المنزل، والجلوس مع الأهل.
• حققت العديد من الأحلام في حياتك، فما حلمك المقبل؟
- حلمي الدائم أن أقدم أعمالاً ناجحة، وأن تتضمن رسالة مهمة لمناصرة أو مواجهة قضايا لا تعجبني أو تضايقني، وأناقشها من خلال هذه الأعمال، أي أحلم بأن أكون مؤثرة بطريقة إيجابية من خلال فني، ودوري في المجتمع.
• هل تحلمين بلعب دور سياسي؟
-لا.. فأنا لا تعنيني السياسة، أهتم فقط بالقضايا الاجتماعية، فهي بطبيعتها تصب في السياسة، مثلاً قضايا التحرش بحاجة إلى قانون أقوى من الموجود حالياً، أعتقد أن النساء بحاجة إلى حماية حقوقهن أكثر، وهذه من القضايا التي أحب مناقشتها.
إقرأ أيضاً: مروان خوري: لم أتزوج رسمياً.. والسهرة كانت على شرف خطيبتي!
• ما رسالتك، اليوم، للمرأة المصرية؟
- المرأة المصرية والعربية بشكل عام مكافحة جداً؛ لأننا مطلوب منا أمور كثيرة على عكس الرجل، إذ يطلب منه العمل والنجاح فقط، بينما نحن يطلب منا النجاح والأمومة والتربية والطعام والشكل الاجتماعي، وهذه ضغوط كثيرة، لذا أرى أن النساء المصريات والعربيات رائعات.