يتزايد عدد المستهلكين، الذين يستبدلون السكر بالمُحليات الاصطناعية في محاولة تناول طعام صحي، ويرى البعض أنها وسيلة لخفض السعرات الحرارية، بينما يريد البعض الآخر تجنب الآثار الجانبية للسكر، ولسوء الحظ قد لا تكون المحليات الصناعية آمنة كما تعتقد، خاصة عند استخدامها بانتظام.
على سبيل المثال، تشير دراسة نشرت عام 2015، في المجلة الطبية البريطانية، إلى أن المشروبات المحلاة اصطناعياً تشكل مخاطر صحية مماثلة للصودا العادية، كما لاحظ الباحثون أنه من غير المرجح أن تمنع هذه المشروبات مرض السكري، بل بمرور الوقت، قد تزيد في الواقع خطر الإصابة به.
كما تشير دراسات أخرى، نشرت في مجلة القلب الهندية، إلى أن المحليات التي لا تحتوي على سعرات حرارية قد تسهم في الإصابة بالسرطان واضطرابات المناعة ومقاومة الأنسولين والتعب المزمن.
هذه النتائج قابلة للنقاش، رغم ذلك، فإن إدارة الغذاء والدواء الأميركية تنص على عدم وجود أدلة كافية لتأكيد المخاطر المحتملة للأسبارتام وبدائل السكر الأخرى. ومع ذلك، لا تتطلب هذه الإضافات موافقة إدارة الغذاء والدواء قبل طرحها في السوق، ما يزيد الارتباك.
إذن، دعنا نكتشف ما يحدث لجسمك عند تناول المحليات الاصطناعية!
تعمل المحليات الاصطناعية على تنشيط نظام المكافأة في الدماغ.
عندما تأكل قطعة من الشوكولاتة، يفرز دماغك مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية "تشعرك بالسعادة والرضا"؛ وتتلاشى آثارها في غضون ساعات، ما يؤدى إلى محاولتك الوصول إلى قطعة أخرى من الشوكولاتة.
قد تؤثر الأطعمة السكرية أيضاً في الخلايا العصبية المثبطة في الجهاز العصبي المركزي، ما يجعل من الصعب التحكم في سلوكك.
ببساطة، للسكر تأثيرات مسببة للإدمان، ويمكن أن يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
ووفقاً لـFrontiers for Young Minds، تعمل المحليات الاصطناعية على تنشيط نظام المكافأة في الدماغ جزئياً، وتغيير براعم التذوق لديك، ما يزيد الجوع والرغبة الشديدة في تناول السكر.
نتيجة لذلك، قد ينتهي بك الأمر إلى الإفراط في تناول الطعام أو اختيار أطعمة ذات سعرات حرارية أعلى لتشعر بالرضا.
كما أفاد المصدر نفسه بأن الاستغناء عن السكر والمحليات الاصطناعية يمكن أن يقلل الرغبة الشديدة في تناول الطعام بغضون أسبوع.
علاوة على ذلك، من المرجح أن يتبنى الأشخاص الذين يستهلكون المحليات الاصطناعية سلوكيات تعويضية، على سبيل المثال، قد يشربون زجاجتين من صودا الدايت بدلاً من واحدة، أو يأكلون علبة كاملة من البسكويت الخالي من السكر، ويستهلكون مئات السعرات الحرارية الفارغة.
زيادة سكر الدم ومستويات الأنسولين
قد تؤثر المحليات الاصطناعية أيضاً في نسبة السكر بالدم ومستويات الأنسولين على المدى الطويل، كما يشير موقع "Healthline" الطبي إلى أن السكرالوز، ينشط مستقبلات الطعم الحلو، ما يتسبب في ارتفاع الأنسولين.
وفي الدراسات التي أجريت على الحيوانات، زاد أسيسولفام البوتاسيوم من مستويات الأنسولين بنسبة تصل إلى 210%. ولا يبدو أن الأسبارتام له هذا التأثير.
يمكن للمحليات الاصطناعية أيضاً أن تغير فلورا الأمعاء
الأمعاء البشرية موطن لأكثر من 100 تريليون ميكروب، وما تأكله وتشربه، بالإضافة إلى عادات نمط حياتك، يمكن أن يساعد أو يضر بكتيريا الأمعاء.
وقد تشجع بدائل السكر على نمو بكتيريا الأمعاء "السيئة"، ما يجعل جسمك عرضة للإصابة بالأمراض، وقد تؤدي هذه المضافات الغذائية أيضاً إلى تغيير التنوع الميكروبي في الأمعاء، وتسبب متلازمة الأمعاء المتسربة، وتسبب الالتهاب، وقد تسبب هذه المحليات أيضاً الانتفاخ والغازات والإسهال وعدم الراحة في الجهاز الهضمي.