يحتفل العالم، في شهر مايو من كل عام، بالإنجازات التي يتم تحقيقها لتحسين السمع والنطق حول العالم، ويعد فرصةً لرفع مستوى الوعي حول اضطرابات التواصل، والعلاجات المتوفرة التي يمكن أن تغير حياة الكثير من الأفراد.. الدكتور أحمد عبدالعاطي، استشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، يوضح مشاكل السمع والنطق لدى الأطفال، وكيفية الوقاية والعلاج.
تأخر نمو اللغة
يعرف الدكتور عبدالعاطي النطق بأنه الشغل الفيزيائي النهائي لرموز لغوية، لها نظامها الذي يختلف من لغة إلى أخرى، وتتم معالجتها عن طريق المخ، وأن تأخر نمو اللغة هو قصور الطفل عن ملاحقة الجدول التطوري الطبيعي المناسب لعمره الزمني، وقد يكون ذلك بسبب ضعف سمعي، أو اضطراب نمائي، أو حرمان بيئي، أو نتيجة تأخر فكري، وهو الأكثر شيوعاً.
الاكتشاف المبكر
يؤكد استشاري الأنف والأذن والحنجرة أن اكتشاف ضعف السمع المبكر عند الأطفال حديثي الولادة، من خلال إجراء فحص السمع الروتيني في أول يوم بعد الولادة، وقبل خروج الأم من المستشفى، له تأثير إيجابي في سرعة الشفاء، ووضع خطة علاج مناسبة. ويمكن إعادته بعد أسبوعين إذا كانت النتيجة سلبية، وبعد ثلاثة أشهر يمكن إجراء فحص سمع أكثر دقة، عن طريق استجابة جذع المخ للصوت، وإذا تم تشخيص الطفل بضعف سمع عند عمر ثلاثة أشهر، فيجب على الأم المتابعة مع طبيب متخصص، لتحديد درجة ضعف السمع، والاختيار المناسب لخطة العلاج.
خطة العلاج
يشرح الدكتور عبدالعاطي خطة العلاج المتبعة في هذه الحالات، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تكون عبارة عن تركيب سماعات طبية إذا لزم الأمر، أو اللجوء لعملية زراعة قوقعة، التي تتوفر في الإمارات. وأيضاً يتم تسجيل الطفل في برنامج يشمل الجراح وأخصائي السمعيات وأخصائي التخاطب.
علامات خطورة
وينبه استشاري الأنف والأذن والحنجرة إلى أنه يجب على الأم أن تستشير الطبيب بشكل عاجل، إذا لاحظت منذ الأشهر الأولى أن طفلها لا يناغي، ولا يصدر أصواتاً، أو لا يتتبع ببصره الأشياء أو لا يستجيب لاسمه، ولم يبدأ باستخدام الإشارات مثل "باي باي" من عمر 9 أشهر إلى سنة، أو يشير بشكل محدد إلى الأشياء من عمر سنة إلى سنة ونصف.
إعاقة النطق والتوحد
وعن الفرق بين التأخر في النطق الناتج عن التوحد، أو إعاقة السمع، يوضح الدكتور عبدالعاطي أن الطبيب المختص هو وحده من يستطيع تحديد سبب التأخر اللغوي والتدخل المناسب لكل طفل، غير أنه من الممكن التوعية ببعض الفروق للتمييز بين التأخر اللغوي الناتج عن اضطراب طيف التوحد، وغيره من الأسباب، حيث إن الطفل التوحدي قد تتوافق مهاراته اللغوية مع عمره الزمني في بداية نموه، ثم تتراجع بعض مهاراته، ولا يلعب بشكل تخيلي، ويتجنب التواصل البصري، بل أحياناً يتجنب التواصل لفظياً، بالإضافة إلى بعض الحركات النمطية التكرارية، والصعوبة في فهم مشاعر الآخرين، وردود أفعال غير اعتيادية تجاه الأصوات، أو الروائح، أو الأضواء، أو غيرها من المثيرات الحسية.
زواج الأقارب
وعن زواج الأقارب وتأثيره في اضطرابات السمع والنطق بالنسبة للأبناء، يشير استشاري الأنف والأذن والحنجرة إلى وجود العديد من متلازمات ضعف السمع واضطرابات التواصل، وقد أثبتت الدراسات أنه يؤثر في أفراد عديدين بالعائلة الواحدة، مثل التلعثم والتأخر اللغوي، ما قد يؤدي إلى صعوبات في التعلم، حيث إن الأبحاث لم تشر بشكل قطعي إلى جين معين يفضل تجنب زواج الأقارب.
برنامج تدخل مبكر
ويشدد الدكتور أحمد عبدالعاطي على أن تثقيف الأم بالمراحل التطورية للغة والنطق ضروري، فإذا بلغ طفلها عامه الأول ولم يستجب لمناداته باسمه، ولم يشر إلى ما يرغب به، ولم يبدأ بنطق بعض الكلمات المفردة، فينبغي عليها فوراً استشارة الطبيب المختص، فقد يحتاج الطفل لبرنامج تدخل مبكر، والذي يعتمد جزء كبير منه على الأم كمدرب أساسي للطفل، وذلك عن طريق توفير بيئة محفزة لنمو طفلها اللغوي والإدراكي عن طريق التعليق اللفظي المصاحب لما يقوم به الطفل، وما يثير انتباهه باستخدام جمل بسيطة، وتشجيع الطفل عند محاولته الكلام ومساعدته على ربط ما يسمعه من أصوات محيطه بمسمياتها.