أتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي ينظم في "أدنيك" حتى الـ29 من الشهر الجاري، الفرصة للفنانين، من خلال ركن الرسامين، إظهار إبداعاتهم بطريقة مبهرة أسهمت في تعريف الزوار على أعمالهم. وكان لافتاً هذا العام، الحضور النسائي الكبير في هذا الركن. «زهرة الخليج» التقت مجموعة من الرسامات المبدعات اللاتي تحدثن عن تجربتهن في عالم الفن التشكيلي.
هدي المزروعي: الأمل يولد من رحم المعاناة
تكشف الرسامة الإماراتية هدى المزروعي عن أنها بعد توقف 10 سنوات عن الرسم لانشغالها بأمور الدراسة والعمل والزواج، عادت إليه قبل 4 سنوات. وأوضحت المزروعي أن طاقاتها الفنية تفجرت بعد أن تعرض أخاها الأصغر إلى حادث تسبب في وفاته، وشعرت بحزن شديد لكنها لم تستسلم لأحزانها ومعاناتها، مؤكدة أن الأمل يولد من رحم المعاناة. تقول المزروعي علمت نفسي الرسم ذاتياً وكنت أجد فيه السلوى والمتعة كي أخرج من أحزاني، وانغمس في عالم من الخيال والإبداع، مؤمنة بأن الرسم أحد طرق العلاج النفسي.
تهتم المزروعي كثيراً برسم لوحات تراثية وتقول: "أحاول رسم لوحات تعبر عن التراث الإماراتي لضمان استدامة الموروث ونقله عبر الأجيال، وتجسيد القيم التراثية من خلال الفن، فضلاً عن نشر وتعزيز ثقافة وهوية التراث الإماراتي". وآخر لوحة رسمتها أطلقت عليها اسم «ربدان» وهي عبارة عن خيل مرسوم بدمج ألوان الأبيض مع الأسود المائل للرمادي، وتهدف من لوحاتها إلى تعليم وإلهام جيل من الشباب للحفاظ على الهوية الإماراتية. وتتمنى المزروعي نشر التراث الإماراتي في الحاضر والمستقبل محلياً وعالمياً وتعريف الأجيال القادمة به من خلال إقامة معرض يضم أعمالها الفنية في المستقبل القريب.
سهام الدحمان: الفن يسمو بالروح ويهذبها
على الرغم من أنها لم تدرس الفن ولم تكمل تعليمها الجامعي، إلا أن الرسامة اليمنية سهام دحمان ورثت عن جدها ووالدها موهبة الرسم، حالها حال أخواتها. تقول دحمان التي تشارك للمرة الأولى في معرض أبوظبي الدولي للكتاب: "ورثت الفن عن جدي الكبير حيث كان يرسم ولديه موهبة، ورسم جدران منزله باليمن وكادت الجدران تنطق من جمال التعابير الفنية التي نالت استحسان كل من شاهدها". وتوضح أنها شاركت في الكثير من المعارض في أبوظبي، أخرها كان في مسابقة مهارات الإمارات، وتضيف الدحمان مشيرة إلى أنها بدأت احتراف الفن عام 2014 بعد أن قابلت الفنان التشكيلي العالمي محمد الأستاذ وأشاد بموهبتها وساعدها على رسم لوحة عن الطبيعة وبيعها من خلال صفحتها على انستغرام. وبعد جائحة كوفيد 19، استشعرت سهام الدحمان حالة القلق والتوتر الاجتماعية العامة التي اجتاحت العالم، فضلاً عن الترقب والخوف من المجهول، فقدمت للناس لوحات استخدمت فيها الألوان الزيتية والاكريليك، وورق الذهب وغيرها، واختارت استخدام الألوان المبهجة بقصد التنفيس عن من يشاهد لوحاتها، ومساعدته على الغوض في عالم من السعادة والمرح وهدوء النفس، مما ينسيه ولو قليلاً ما يدور حوله من أحداث. وتمنت الدحمان أن تنجح في تنظيم معرض خاص لها، وأن تتمكن من ترك أثر في العالم وتمحي من خلال الفن، آلام وأحزان الناس، مؤكدة أن "الفن يسمو بالروح ويهذبها".
أفشان علي: أتمنى إنشاء مدرسة لتعليم فنون الرسم
الرسامة الأميركية من أصل باكستاني أفشان علي تحاول دمج الخط العربي، خاصة حروف آيات القرآن الكريم مع الرسومات في لوحاتها قائلة: "عشت بأميركا 21 عاماً مع زوجي الذي كان يعمل هناك طبيباً ووجدت سعادتي وأنا أرسم حروف القرآن على لوحات تعبر عن فخري كوني امرأة مسلمة". تخبر أفشان أنها تعلمت الرسم إلى جانب دراستها الجامعية وحصلت على دورات تدريبية، واحترفت الرسم، وحالياً تبيع لوحاتها من خلال المشاركة في جميع المعارض التي تقام على أرض دولة الإمارات، منذ أن قدمت للعيش فيها قبل 5 سنوات تقريباً. وتشير أفشان إلى أنها تشعر بسعادة بالغة لوجودها في دولة الإمارات، التي منحتها الفرصة كي تبدع وتظهر إبداعاتها للنور، لاسيما وأن الدولة تسهم في رفد الثقافة والمثقفين وترعى الموهوبين، وتتمنى في المستقبل أن يكون لديها مدرسة خاصة بها لتعليم الرسم للأطفال واكتشاف المواهب ومساعدتهم على تطويرها.