استطاعت "ماما أنيسة" أن تجسد معاني الصبر على فراق ابنها، لاسيما أنها عاشت رحلة مرضية معه طوال أكثر من 12 عاماً، وذلك وفق ما رصدته الحلقة التاسعة عشرة من برنامج "قلبي اطمأن"، المعروض يومياً طوال أيام شهر رمضان عبر شاشة تلفزيون أبوظبي.
وخلال زيارة "غيث" إلى منزل "ماما أنيسة"، في كولومبيا، قالت إن ابنها درس الطب، وكان يريد التخصص، فاستأجر محلاً كي يعينه على متطلبات دراسته، لكنه تعرض لحادث، حيث أطلق بعض الشباب سيئي الخلق عليه النار وأصابوه في الرقبة فنفذت الرصاصة للعمود الفقري.
وتابعت أن شقيقه أرسله إلى العاصمة "بوغوتا" لتلقي العلاج، وبقي هناك 5 سنوات، وأجرى 10 عمليات، وأصبح يعاني من شلل كلي. وبينت أنها وقفت في المحل مكان ابنها، رغم عمرها الذي وصل 73 عاماً، كما أن شقيقه الذي كان يعمل وميسور الحال، ترك عمله من أجل مراعاته، معقبة أنها لم تجد سوى الله تلجأ إليه، رغم مرضها بسبب الضغط، ثم أصيبت بفيروس كورونا وتعافت منه، وكذلك أصيب ابنها.
وقدم "غيث" مساعدة مالية إلى "ماما أنيسة"، عبارة عن معاش شهري، ما جعلها تدعو له فوعدها بعدم توقف المعاش حتى تتحسن حالها، كما تم التكفل بعلاج ابنها الذي عانى وضعاً مرضياً صعباً.
وبينت "ماما أنيسة" أنها تتمنى تحقيق أمنيتها وهي أن يشفى ابنها وتعود لبلدها لبنان، مبينة أنها لا تتمنى الموت في كولومبيا، لكن ما يمنعها من السفر هو ابنها المريض الذي تقوم الحكومة في محل إقامتها على توفير الرعاية الطبية له.
وكشف "غيث" عن مقابلة جمعته بابنها المصاب "سرحان"، مبيناً أنه لمس فيه معاني الرضا والصبر على قضاء الله وقدره، غير أن القدر لم يمهله أن يستمر على قيد الحياة، وبعد مرور أيام قليلة توفي وعاد إلى لبنان في "تابوت" برفقة أمه التي حققت أمنيتها بالعودة إلى بلادها.
إقرأ أيضاً: شاهدوا شوق الهادي بإطلالة "سبور" في أحدث ظهور