الإصابة بالأمراض المزمنة وعدم اتباع النصائح الطبية والغذائية من الطبيب واختصاصي التغذية العلاجية، يسببان إضعاف مناعة الجسم خلال شهر رمضان الفضيل. لهذا وجب على مرضى السكري ومن أجل الحفاظ على مناعتهم خلال فترة الصيام اتباع بعض الإرشادات الغذائية المهمة التي تقدمها ندى زهير أحمد الأديب، مديرة إدارة التغذية المجتمعية في مستشفى توام التابع لشركة صحةـ أبوظبي. وخاصة في هذا الوقت، حيث لا يزال فيروس «كورونا» بيننا، وأجسادنا في حاجة إلى تقوية جهاز المناعة.

تقول ندى الأديب: على مريض السكري أن يقسم وجباته إلى وجبتين أساسيتين هما الإفطار والسحور، تتخللهما وجبة خفيفة في منتصف الليل ضمن السعرات الحرارية المقررة من قبل أخصائي التغذية.

يفضل التبكير بتناول الإفطار والتأخير في تناول وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك مباشرة وذلك لتجنب انخفاض مستوى السكر أثناء الصيام. وأفضل طريقة للطهو على مريض السكري أن يتبعها هي السلق أو الشواء سواء بالنسبة للأرز أو المعكرونة أو اللحوم والدجاج والأسماك.

وتضيف مديرة إدارة التغذية المجتمعية في مستشفى توام: من المهم جداً تجنب تناول المأكولات التي تزيد من مستويات السكر في الدم، مثل: المربيات، العسل، شراب الفاكهة المحلاة، الكيك، البقلاوة، البسبوسة، البثيث، الفالودة، الحلوى، الكنافة، البسكويت المحلى، جميع الحلويات. كما يجب الإقلال من تناول الأطعمة المقلية بالزيت، مثل: السمبوسة، اللقيمات، الكباب، سبرنج رول وغيرها، لاحتوائها على سعرات حرارية عالية، والحرص على استشارة  أخصائي التغذية في الكمية المسموح بتناولها. 

وتشير إلى أن على مريض السكري أن ينتبه إلى حجم وجبة الإفطار بحيث تكون كميتها صغيرة، حتى لا يستغرق وقتاً طويلاً في هضمها مما يجعل كمية كبيرة من الدم تتجمع في الجهاز الهضمي، وهذا ما يؤدي إلى الشعور بالخمول أو النعاس لنقص كمية الدم التي تصل للعضلات وأطراف الجسم والرأس.

حماية من أمراض القلب 

وتقول ندى الأديب إنه على مريض السكري تجنب تناول المقبلات المقلية على مائدة الإفطار لأنها تحتوي على كمية عالية من الدهون وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويمكن استبدالها بتلك المشوية، إلى جانب طهو الأطعمة باستخدام كمية قليلة من زيت الزيتون أو الذرة او الكانولا والتقليل جداً من السمنة والزبدة المليئة بالدهون المشبعة وتجنب الدهون المهدرجة الضارة بصحة الجسم. وإدخال البقوليات إلى الوجبات من خلال تناول الفتة والفول المدمس والطعمية (الفلافل) المشوية من حين إلى آخر لغناها بالألياف التي تخفف من الدهون والكوليسترول المتراكم في الجسم. والاستغناء عن الحلويات الرمضانية التي غالباً ما تحتوي على كميات عالية من الدهون المشبعة أو المهدرجة المضرة.

كذلك تنصح خبيرة التغذية بالإكثار من تناول المكسرات خصوصاً الجوز واللوز النيئ لأنها ترفع من مستوى الكوليسترول الجيد فى الدم، إضافة إلى استخدام زيت الزيتون بمختلف أنواعه في السلطات والذي بدوره يخفف من ارتفاع ضغط الدم والدهون والكوليسترول، وتناول السمك مرتين إلى ثلاث في الأسبوع لأنه يحتوي على أوميغا 3 أي المادة الصحية التي تعتبر صديقة للقلب، بجانب ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة في اليوم ويفضل أن يتم ذلك بعد الإفطار بحوالى ساعتين.

تعزيز الجهاز المناعي 

 تنصح ندى زهير الأديب، مديرة إدارة التغذية المجتمعية في مستشفى توام، بتقسيم الإفطار إلى وجبتين للأسباب ذاتها موضحة: إذا بدأت إفطارك بالثريد والهريس واللقيمات والأكلات المتنوعة فإن معدل السكر في الدم سيرتفع بشكل غير طبيعي وبالتالي يفرز البنكرياس كمية كبيرة من الأنسولين لنقله عبر الدم لأعضاء الجسم المختلفة ومنها الكبد. هذا الأمر يجعلك الشعور بالجوع متواصلاً  رغم تناولك كمية كبيرة من الأكل مما يعني زيادة الوزن. وما إن تصل لمرحلة الشبع يبدأ الأنسولين في الانخفاض بشكل سريع فتشعر بالدوخة والصداع بعد صلاة المغرب مباشرة. من هنا، من الضروري كسر الصوم بالتمر والماء واللبن وقليل من الشوربة وتأجيل القهوة إلى بعد الصلاة، وبعدها تناول الطعام باعتدال حتى يستطيع الصائم أداء صلاتي العشاء والتراويح. بالنسبة إلى وجبة السحور فإنها تعين المرء على تحمل مشاق الصيام، والكثيرون يميلون لعدم تناولها ظناً منهم بأن لا أهمية لها، وبأن تناول وجبة الإفطار وما يليها من الأطعمة المختلفة كفيل بتزويدهم بما يحتاجون من الطاقة والسكر لليوم التالي، ويقوم آخرون بتناول هذه الوجبة في وقت مبكر قبل موعد السحور. إن وجبة السحور هي بديل لوجبة الإفطار الصباحية التي نتناولها في اليوم العادي، ويجب أن تحتوي على نفس المكونات الأساسية التي نجدها في وجبة الإفطار منها الخبز، منتجات الحليب قليلة الدسم كاللبن واللبنة، البيض، الخضار، الأرز بالحليب والفاكهة المجففة. أما الوجبات السريعة كالفلافل والشاورما أو الأطباق الغنية بالدهون فلا تتلاءم مع متطلبات وجبة السحور، ويجب تأخير تناولها لكي تقل الفترة الزمنية التي يحرم الجسم فيها من الطعام والشراب.

إقرأ أيضاً:  صير بني ياس.. وجهة محبي الطبيعة والاسترخاء
 

نصائح عند تناول اللحوم

أما اللحوم فيجب تناولها بشكل دائم ولكن باعتدال، لاحتوائها على البروتينات الضرورية لبناء العظام وتزويد الجسم بالحديد، الذي يساعد على الوقاية من فقر الدم. لكن استهلاك اللحوم بكثرة مع الأرز والهريس والثريد في رمضان يعتبر أمراً خطيراً جداً فهي الأغنى بالسعرات الحرارية والدهون والكوليسترول وتؤدي إلى مضاعفات عدة منها ارتفاع سكر الدم، ارتفاع خطر الإصابة بضغط الدم، مشاكل في الهضم، زيادة خطر الإصابة بالسرطان. لهذا تنصح ندى الأديب، مديرة إدارة التغذية المجتمعية في مستشفى توام، بتناول ما مقداره 120 جراماً  أو ما يعادل حجم كف اليد من اللحوم خلال وجبة الإفطار.  وتضيف: من المهم تناول طبق من السلطة قبل اللحوم الحمراء لأنها تحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تعمل على تقليل امتصاص الدهون الموجودة في اللحوم الحمراء. ويفضل اختيار اللحوم المعدّه بطريقة صحية، أي المشوية أو المطبوخة. ويفضل إضافة القليل من خل التفاح إلى اللحمة قبل طهوها مما يساعد على تسريع طبخها وهضمها. مع الابتعاد عن تناول لحم الغنم واستبداله بالبقري أو الماعز والجمل فتلك اللحوم تحتوي على نسبة أقل من السعرات الحرارية والدهون والكوليسترول. وبعد تناول وجبة اللحوم الحمراء على الصائم تناول كوب من شاي الزنجبيل أو الشاي الأخضر، أو النعناع المغلي لتسريع عملية هضمها وبالتالي منع الإصابة بالانتفاخ وعسر الهضم بعد تناول الوجبة. وفي كل الأحوال من المفيد جداً ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة لحرق بعض السعرات الحرارية.

تنظيف الجسم

تقول ندى زهير الأديب، مديرة إدارة التغذية المجتمعية في مستشفى توام، إن الصوم ينظف الجسم من السموم التي تصيب القولون بالالتهابات مما يرفع من مستوى المناعة العامة. لهذا وجب الانتباه إلى نوعية الغذاء خلال هذا الشهر الفضيل والتقليل من الأطعمة المصنعة والتي تحتوي على كمية كبيرة من المواد الحافظة التي تسبب تراكم السموم بالجسم. كذلك التقليل قدر المستطاع من الوجبات السريعة  بمختلف أنواعها وأشكالها، والإكثار من الخضراوات الطازجة وتناول العصائر الطبيعية والتقليل جداً من المشروبات الرمضانية الغنية بالسكر.  من المهم جداً التركيز على النشويات الكاملة كالخبز  كامل النخالة أو  حبوب الشوفان، وشرب كميات وفيرة من المياه والنوم لساعات كافية خلال الليل والتخفيف من تناول الكافيين والمشروبات التي تحتويها.

وتضيف: من فوائد الصوم أيضاً أنه يؤدي إلى تحلل الخلايا التالفة في الجسم ويساعد على تجديدها وتنشيطها مما يعيد الطاقة للجسم، ويُقلل من الإصابة بأمراض السرطان الخطيرة.