في شهر رمضان المبارك، تبرز أهمية توعية مرضى السكري بالخطوات الواجب عليهم اتخاذها، لكي يتمكنوا من صيام الشهر الفضيل دون التعرض لمشاكل من الممكن أن تكون خطيرة. وتتمثل أولى هذه الخطوات في ضرورة طلب مشورة الطبيب المختص قبل بدء الصوم ليحصل مريض السكري على النصيحة المناسبة بما يتلائم مع حالته. وسيحتاج مرضى السكري طوال فترة الصيام لتوخي الحذر والمداومة على مراقبة مستويات السكر في الدم، إضافة إلى معرفة المخاطر الصحية ومتابعة العلامات التحذيرية الأخرى المتعلقة بصحتهم، وذلك وفقاً لما ذكرته استشارية طبية بارزة من مركز "إمبريال كوليدج لندن للسكري" ضمن مجموعة من النصائح التي قدمتها لمرضى السكري الذين يخططون لصيام شهر رمضان.
وأوضحت الدكتورة فرحانة بن لوتاه، استشارية الطب الباطني أن المخاطر الأربعة الرئيسة التي يمكن أن تواجه مرضى السكري خلال صيام شهر رمضان تتمثل في انخفاض مستوى السكر في الدم، وارتفاع مستوى السكر في الدم، والجفاف، والحماض الكيتوني السكري، وهو عبارة عن مضاعفات خطيرة لمرض السكري ينتج عنها ارتفاع شديد في مستويات الجلوكوز مع تكوين أحماض زائدة في الدم.
وبشكل عام، يُعفى مرضى السكري من النوع الأول من صيام شهر رمضان، على الرغم من أنه من الممكن لهذه الفئة أن تصوم بشكل صحي في بعض الحالات، بينما يُنصح أيضاً بعض الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني بعدم الصيام. مشيرة إلى أنه عندما يطلب المرضى المشورة من الطبيب المختص، فسيقوم الطبيب قبل كل شيء بتحديد نوع مرض السكري الذي يعاني منه المريض (النوع الأول أو الثاني أو سكري الحمل)، ومن ثم دراسة التاريخ الطبي بما في ذلك صحة الكلى، ومدى استقرار نسبة السكر في الدم لدى المريض لفترة طويلة، إضافة إلى مجموعة من الإجراءات الأخرى.
إقرأ أيضاً: عززي طاقتك خلال الصيام بهذه الأطعمة وأخرى تجنبيها
وأضافت: "عندما يُسمح للمريض بالصيام، فسيحتاج إلى فحص نسبة السكر في الدم عدة مرات في اليوم طوال الشهر الفضيل، حيث يمكن أن تتقلب مستويات الجلوكوز بشكل كبير عندما يدخل الجسم في حالة الصيام وبعد الإفطار، خاصة إذا كانت وجبة الإفطار كبيرة".
ونوّهت الدكتورة بن لوتاه إلى أن جسم الإنسان يدخل في حالة الصيام بعد حوالي ثماني ساعات من آخر وجبة طعام، ليبدأ أولاً باستخدام مصادر سكر الجلوكوز المخزنة فيه، الأمر الذي يمكن أن يزيد من خطر نقص السكر في الدم (انخفاض نسبة السكر في الدم) عند تناول بعض الأدوية أو أخذ جرعات الأنسولين.
ودعت المرضى الصائمين للحرص على مراقبة مستويات سكر الجلوكوز في الدم بشكل ذاتي باعتباره إجراء ضرورياً ومتفقاً عليه دينياً وطبياً، مشيرة إلى أن علماء الدين اتفقوا على أن أخذ عينات الدم إما عن طريق وخز الأصبع، أو من خلال سحب الدم بالإبرة من عروق الذراعين لفحص مستويات السكر في الدم لا يفسد الصيام، ويوافق الأطباء على أنه من المهم إجراء هذه الاختبارات باستمرار.