يحتفل الأردنيون اليوم، 11 أبريل، بمئوية تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، تلك المناسبة التي تحكي قصة وطن بُني بإرادة وعزم القيادة والشعب.
وتُعد المئوية محطة لاستلهام التاريخ المشرق للمملكة الأردنية، لتكون منارة تستمد منها الأجيال الدروس نحو مستقبل مشرق.
واستطاع الأردن، منذ التأسيس في عام 1921، أن يُحقق إنجازات عظيمة على المستويات كافة، وإحداث نقلة نوعية كبيرة بالمملكة الأردنية، إذ منحت منذ بدايتها المرأة أدواراً مهمة، وكفلت الدساتير حقوق المرأة وترسخ ذلك بالقوانين، فخطت المرأة الأردنية خطوات مهمة في سياقات انخراطها في الحياة العامة، حيث أشار قانون العمل في عام 1960، الذي اختلف عن غيره من التشريعات، إلى قضية المرأة بشكل علني وواضح، فأفرد للمرأة العاملة إضافة للنصوص العامة التي ساوى فيها بين الرجل والمرأة أحكاماً خاصة لحماية حقوقها ومراعاة ظروفها الاجتماعية.
خطوات سياسية
انعكس تطور أوضاع المرأة في مجال العمل على دورها في العمل السياسي، إذ استطاعت التقدم بخطوات متسارعة بهذا المجال منذ أن صدر مرسوم ملكي بإعطائها حقها في الترشيح والانتخاب عام 1974.
وبحسب إحصائيات رسمية فقد ارتفعت نسب التحاق الإناث في مؤسسات التعليم العالي بمختلف مستوياتها بدرجة فاقت الذكور أيضاً، فقد بلغت نسبة الإناث إلى الذكور في مستوى التعليم الجامعي 104 طالبات لكل 100 طالب.
الحماية من العنف
وفي مجال الحماية من العنف، في عام 2003، أصبح قسم حماية الأسرة في الأمن العام المؤسس في عام 1997، إدارة مستقلة يتبع لها 4 أقسام، و16 قسماً ميدانياً، واعتمدت الحكومة الأردنية في 2004 نظام دور حماية الأسرة.
المشاركة الاقتصادية
وتبنت الحكومة الأردنية في عام 2019 خطة لرفع مشاركة المرأة الاقتصادية، وخلق بيئة عمل صديقة للأسرة وخالية من التمييز.
وفي مجال الثقافة، كان الملك المؤسس عبدالله الأول راعياً للثقافة وحارساً للإبداع ومحفزاً للشعراء، وانطلقت من مقره الأول في مدينة "معان" أولى لبنات المشروع الإبداعي الأردني.
السينما والمسرح
اهتم الملك المؤسس بالسينما، حيث تابع إنشاء أول دار للسينما (سينما البتراء)، عام 1935، ثم سينما (الإمارة). كما تميز تراث المملكة الأردنية بالعديد من الألوان الغنائية، التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بدورة حياة الإنسان الأردني منذ ولادته وحتى وفاته. كما أسهمت المهرجانات الفنية والثقافية في تنشيط الحراك الثقافي في الأردن، فعمدت وزارة الثقافة إلى دعمها وتعزيز حضورها من خلال العديد من المهرجانات.
إقرأ أيضاً: سفير الأردن: احتفال الإمارات بمئوية المملكة يعكس عمق العلاقات بين البلدين
السياحة والآثار
حظي القطاع السياحي والإرث الثقافي، باهتمام متميز منذ تأسيس المملكة، فقد اكتشف العديد من المواقع الأثرية المهمة ومنها، أول اكتشاف في عمان وهو ما يسمى بالمجمع الروماني عام 1927، واكتشاف "خربة التنور" عام 1938.
تطور سريع
شهد الأردن تطوراً سريعاً في حركة السياحة، حيث تضاعف عدد زوار المملكة في العام 1966 عشرين ضعفاً مقارنة بالعام 1951. كما ازدهر الاقتصاد الأردني وحقق خلال الفترة (1974-1982) نمواً في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بلغ نحو 6.11% وهو من أعلى نسب النمو في العالم في تلك الفترة. كما احتل الأردن في العقد الأخير المركز الأول عربياً والخامس عالمياً في مجال السياحة العلاجية، إذ يستقبل سنوياً نحو 300 ألف زائر لغاية العلاج، ونصف مليون مرافق، وتقدّر عائدات هذه السياحة بأكثر من مليار دولار سنوياً، ويعتبر منتجع كمبنسكي، البحر الميت، أكبر منتجع صحي بالشرق الأوسط.
ولم يقتصر النجاح والازدهار في الأردن خلال المائة عام الماضية، على السياحة والمرأة والثقافة فقط، بل شهدت المملكة نهضة كبيرة على المستويات كافة، جعلتها تتبوأ مكانة مهمة وفاعلة بين دول المنطقة.