الاسم: يمنى | العمر: 42 عاماً | المهنة: ربة بيت | الحالة: عدم القدرة على التعامل مع ابن مراهق
أغرق في أفكاري السوداء وفي البكاء ليلاً، بسبب الخلافات الكثيرة حول أي شيء وكل شيء، مع ولدي رياض (13 عاماً) الذي يحرص دائماً على القيام بكل ما يزعجني. أشعر به يتصرف بغباء. ألحّ عليه كي يدرس، وعبثاً أيضاً ألحّ عليه كي يترك هاتفه قليلاً ويقرأ في كتاب. ألحّ عليه كي يبتعد عن أصدقاء السوء. صرت أشعر به يضحك وراء ظهري ويسخر من أسلوبي، متمتماً كلمات تزعجني. أراه يبتعد عن اللقاءات العائلية مفضلاً العزلة، ويكرر على وقع الساعة دائماً عبارة (أشعر بالملل). تغيّر رياض كثيراً حتى إني لم أعد أعرفه. يقولون لي، السبب سن المراهقة وسيتغير، لكني بتّ أخاف ألا يأتي هذا النهار الذي يعود فيه لكنفنا. أشعر بأن البيت بات (جهنم). هل نمرّ بفترة سيئة وستنتهي؟ هل أخطأت في تربيته؟ هل خطئي في محاولتي السيطرة عليه؟ كيف أتصرّف معه ولا أخسره؟
فترة المراهقة مليئة بالتغيرات البيولوجية والنفسية والاجتماعية السريعة، التي لها تأثير كبير على العلاقة بين المراهق ووالديه، ويفترض أن يجري خلالها تنظيم المسؤوليات وإنتاج علاقة أكثر مساواة. ولعلّ النزاعات التي تشتدّ في هذه المرحلة بين الجانبين تُعدّ وسيلة مؤثرة، يدفع نحوها المراهق نفسه، من أجل إتاحة فرصة التفاوض في شأن التغيير في العلاقات. التغيرات الهرمونية التي تتأتى عند البلوغ، تؤدي بالمراهق إلى السعي لتحقيق الاستقلالية عن الوالدين. هو يعتقد أنه (بتعنتِهِ) أحياناً يؤسس لعلاقة ناضجة ومتساوية، في حين يعتقد الأهل أنه بخروجه عن قراراتهم وتوقعاتهم يسيء إليهم وإلى نفسه ومستقبله. وشتان بين ما يراه هو وما يرونه هم.
استقلالية تامة
يسعى المراهقون جاهدين للحصول على استقلاليتهم بأي طريقة ممكنة، من الموضة التي يتبعونها بشكل أعمى، إلى الأنشطة التي ينخرطون فيها غير عابئين بعواقبها. هم يريدون باختصار التحكم في حياتهم والانخراط في العالم الخارجي بمعزل عن إشراف الآباء والأمهات ونصائحهم. والحلّ؟ ضرورة أن تحافظ (أم رياض)، كما كل الأمهات والآباء، على التوازن بين السماح للطفل المراهق، بالقيام باختباراته الشخصية وبقائه في أمان. هذه النقطة تُشبه من يمشي بحبلٍ مشدود، طويل، يحاول سحبه، لكنه يبدو لناظره وكأن لا نهاية له، لذا ينصح الدكتور سمير جاموس، الاختصاصي في الطب النفسي، الأهالي بالتحدث الدائم مع أولادهم، مع إبداء تفهمهم لاختياراتهم للموسيقى والملابس والأنشطة والأساليب التي يقومون بها. ويجب ألا يغيب عن بال الأهالي، أن أطفالهم في سن المراهقة سيكونون متأهبين دائماً للجدال والنقاش، مع ثقتهم بأن أهاليهم لا يثقون بهم. يضيف جاموس: «أصغوا إلى أولادكم بدل أن تستخدموا أسلوب الجدال الذي يعتمدونه. تحدثوا معهم بهدوء، وحاولوا أن تفهموا النقطة التي ينطلقون منها في الدفاع عن نظريات يعتبرونها صحيحة. حاولوا التوصل دائماً إلى حل وسط بدل الجدال والصراخ. هذا أمرٌ صعب لكن لا بُدّ منه».
لغتان نقيضتان
ليست (أم رياض) وحدها من تبكي ليلاً بسبب عدم قدرتها على فهم ابنها (أو ابنتها) المراهق (أو المراهقة) وشعورها بأنه يبتعد عنها. فنحو 99% من الأهالي وأولادهم المراهقين يبدون وكأنهم على كوكبين مختلفين ويتحدثون لغتين نقيضتين. وكم تتكرر على الألسنة، من الجانبين: (أنت لا تفهم) أو (أنتم لا تفهمونني). يقول الدكتور جاموس: «يشعر المراهقون بأن أهلهم لا يصغون إليهم ولا يتفهمون مشاعرهم. لذا، على الأهل التعود على الإصغاء بدل الإكثار من طرح الأسئلة. واطلبوا من أولادكم شرح وجهة نظرهم بالتفصيل الممل. واتركوهم يستنتجوا من كل ما قالوه الثغرات والإيجابيات. ادفعوهم إلى أن يكتشفوا بأنفسهم مكامن الخطأ في ما يصرون ويفعلون غصباً عنكم. وهنا لا ضير أن تتهاونوا إذا كان سلوك ولدكم المراهق لا يؤذيه صحياً». إيجاد مساحة حرّة بين الوالدين والمراهق أمرٌ مهم جداً، كي يكبر المراهق بصحة جيدة وسعادة. لكن، نفس هذا المراهق قد يحرص من حين إلى آخر إلى اختراق هذه المساحة من أجل التأكد من ثقة الوالدين به. إذاً، المراهق هو من يحدد المساحة الفاصلة وهو من يتجاوزها. فلتتذكروا إذاً أن من هم في سنّ المراهقة، قد تتبدل مشاعرهم كثيراً في هذه الفترة ويعجزون عن التحكم في عواطفهم بشكل كامل. وبالتالي، إليكم هذه النصيحة التي تُعدّ من ذهب وفيها: وجوب البقاء هادئين كي يبقى أولادكم هادئين. خذوا نفساً عميقاً. عدوا إلى رقم عشرة. وستربحون أولادكم حتماً.
«طيش» أولاد المشاهير
كثيراً ما تبدون انزعاجكم وقلقكم الشديد لتقليد أولادكم الأعمى لمشاهيرٍ، لكن هل سألتم أنفسكم يوماً عن أولاد هؤلاء المشاهير أنفسهم؟ أطفال المشاهير ليست لديهم حتماً طفولة تقليدية، كونهم محاطين بالقوة والمال والشهرة منذ ولادتهم. لكن هل أراح كل ذلك الآباء والأمهات الذين يُصنفون أنفسهم «مشاهير»؟
في جوجلة بين أسماء كبار المشاهير، في عالمي الفن والسياسة والمجتمع، يظهر أولاد ذوو سمعة جد سيئة. فلنأخذ مثلاً بريسلي جربر، نجل عارضة الأزياء العالمية سيندي كروفورد، الذي تم القبض عليه وهو يقود مركبته تحت تأثير تناول الكحول. الشاب بريسلي عانى لفترة من الفترات، لا سيما في مرحلة المراهقة والطيش، من فكرة أنه (تابع) إلى أم مشهورة. وفكرة التبعية هذه، تُقلق غالباً المراهقين.
اقرأ أيضاً: انتبهي.. هكذا قد تؤثر السوشيال ميديا سلباً في علاقتك بالشريك
ابنة المغنية الأميركية الراحلة ويتني هيوستن، بوبي كريستينا، عثر عليها ميتة، بعمر 22 عاماً، في حوض الاستحمام في منزلها. وقيل يومها إنها تعرضت لإصابة بالغة في الدماغ، سرعان ما تبين أنها تناولت جرعة من المخدر فسقطت واختنقت.
ابنة بروس ويليس وديمي مور وتدعى سكاوت، عاشت كل اضطرابات سن المراهقة وتمّ القبض عليها بتهمة تقديمها للشرطة بطاقة هوية مزورة. وأدخلت لاحقاً مركزاً للتأهيل وهي بعمر 20 عاماً.
4 أسئلة / 4 أجوبة
• كيف يمكنني تشجيع ولدي المراهق على التمتع برفقتي؟
- كوني نشيطة. المراهقون يميلون إلى الحصول على الطاقة من خلال نشاطات كثيرة يمارسونها. تنزهي معه. اذهبا إلى السباحة. شجعيه على الانخراط معك في خدمة المجتمع. خططا معاً لرحلة في نهاية الأسبوع.
• كم يستغرق عمر المراهقة؟
- المراهقة تمر بثلاث مراحل: (المبكرة)، (المتوسطة) و(المتأخرة) والتي تعرف بمرحلة البلوغ. وفي المفهوم الاجتماعي يعتبر مراهقاً كل شخص يتراوح عمره بين 13 و19 عاماً، علماً بأن منظمة الصحة العالمية تعتبر أي شخص عمره بين 10 أعوام و21 عاماً مراهقاً، كون الدماغ يستمر في التطور حتى أوائل العقد الثالث.
• ما أكثر المشاكل التي تجتاح حياة المراهق وفق علم النفس؟
- تندرج أكثر القضايا في هذه المرحلة التنموية حول الاستقلال وإثبات الذات والهوية وقضايا الجنس والعلاقات مع الآخرين.
• متى تنتهي سن البلوغ ويودع الابن أو الابنة نهائياً عمر المراهقة؟
- تستمر فترة البلوغ عند الأشخاص بين سنتين وخمس سنوات. أحياناً يبلغ بعض الأشخاص سن البلوغ في أواخر سن المراهقة وبالتالي يستمرون في النمو حتى أوائل العقد الثالث، فيكون الشخص قد تخطى سن العشرين ولم يكتمل بلوغه بعد.