كشفت دراسة استطلاعية اعتمدت عليها أﭬايا للحلول التكنولوجية والاتصالات (NYSE: AVYA) شملت 10 ألف موظف وعميل في 11 بلداً حول العالم من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، وحملت عنوان: "الحياة والعمل في مرحلة ما بعد 2020"، أن 51% من الموظفين في دولة الإمارات شعروا بسعادة أكبر نتيجة العمل من المنزل خلال الفترة الماضية، فيما اعتبر 64% من شرائح الاستطلاع أن نموذج العمل الهجين الذي يدمج العمل من المنزل والمكتب وأي مكان آخر، يشكل عاملاً يسهم في تحقيق سعادتهم.
حب الموظفين للعمل من أي مكان:
وتصدّرت الإمارات في الدراسة التي أجرتها شركة الأبحاث "ديفيز هيكمان"، من حيث توافر الجهوزية التكنولوجية للموظفين الذين يعملون عن بُعد، إذ قال 64% إنهم يتمتعون بالتكنولوجيا الضرورية للعمل من أي مكان، فيما بلغت هذه النسبة في الولايات المتحدة 62%، المملكة المتحدة (55 %) وسويسرا (54%). وتميّزت الإمارات أيضاً في الشق المتعلق بتفضيل العمل من أي مكان، إذ سُجّلت في الدراسة نسبة مرتفعة حيال "حب الموظفين للعمل من أي مكان" قياساً بالولايات المتحدة وسويسرا والمملكة المتحدة.
تألفت الدراسة البحثية أيضاً من مجموعة أقسام رئيسية من أبرزها الحياة المهنية والرفاه الاجتماعي، إضافة إلى روتين الحياة والقِيم وعلاقات المستهلكين بالشركات، كما شملت الدراسة بالإضافة إلى الإمارات، بلداناً مثل: النمسا، كندا، مصر، فرنسا، ألمانيا، الهند، السعودية، سويسرا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
هواجس ومصادر قلق متنوّعة:
كما عكست نتائج الدراسة في شقها المتعلق بالإمارات بشكل واضح تفضيل الموظفين للعمل عن بُعد، لكنهم عبّروا أيضاً كما هي حال المستهلكين عن مدى قوة التغيّرات التي طرأت على حياتهم الشخصية والنفسية وعلاقتهم بالعلامات التجارية وبإدارات الشركات التي يعلمون فيها إضافة إلى جوانب أخرى.
ومن الملاحظ من خلال الدراسة البحثية أن الموظف في الامارات، كما هي الحال في البلدان العربية والأجنبية الأخرى التي شملتها الدراسة، يملك هواجس ومصادر قلق متنوّعة، أبرزها مخاطر فقدان الوظيفة والعودة للمكتب مستقبلاً ولقاء الأشخاص الآخرين وجهاً لوجه.
تبدلات هائلة في أنماط العمل:
وحول موضوع الدراسة وعلاقتها بطبيعة العمل في الإمارات العربية المتحدة، تقول الشيخة ناعمة القاسمي، مدير عام شركة "أﭬايا" في الإمارات العربية المتحدة: "نحن أمام تبدلات هائلة في أنماط العمل ونظرة الموظفين إلى عملهم وعلاقة المستهلكين بالعلامات التجارية في الإمارات، كما في غيرها من بلدان العالم، حيث لم يسبُق أن شهدنا تبدلات كاللتي نراها اليوم.
وأضافت القاسمي أن الدراسة تظهر بشكل جليّ ضرورة إجراء تقييم هادئ للمتغيرات من جانب قطاع الأعمال والمؤسسات، ودراسة ما حصل ويحصل وما قد يحصل مستقبلاً على مستوى القوى العاملة والشرائح الاستهلاكية لتحديد أفضل المقاربات.
الموظفون يرغبون في العمل الهجين:
وقالت القاسمي أيضاً: "نحن نرصد باستمرار من خلال الأبحاث المتغيرات في الأسواق، ونحاول دوماً استشراف المستقبل من خلال الأبحاث الاستقصائية لاستباق التطورات، وتالياً الاستعداد لها على المستوى التكنولوجي، الذي نمتلك فيه ريادة عالمية، إلا أن ما كان بمثابة مفاجأة في الدراسة البحثية، هو رغبة نسبة كُبرى من الموظفين من عينة البحث الذين شملهم الاستطلاع، بعدم العودة لممارسة العمل من المكتب بصفة مستمرة، وتفضيل جزء أساسي منهم لنموذج العمل الهجين" الذي يجمع بين المكتب والمنزل.
التكنولوجيا تفتح أبواب العمل من أي مكان:
برزت النتائج المتعلقة بالحياة المهنية في الدراسة بشكل كبير على مستوى الإمارات، وجاءت لتحسم النقاش والتكهنات حول موقف الموظفين من العمل عن بُعد وانعكاسه على حياتهم المهنية وعلاقاتهم بإدارات الشركات التي يعملون فيها، خصوصاً في ظلّ توافر حلول تكنولوجية مساعدة، إذ قال 51% من الموظفين المُستطلعين أنهم يشعرون بالسعادة نتيجة العمل من المنزل مقابل 18% قالوا إنهم لم يشعروا بالسعادة بعد تجربتهم العمل من المنزل.
البعض لا يفضل العمل عن بعد:
كما اعتبرت نسبة أساسية منهم (53 %) أن العمل من المنزل لم يتسبب لهم بمصاعب في عملهم مقابل 24 % ممن قالوا إنهم دخلوا في تحديات حقيقية نتيجة هذا النموذج من العمل، إلا أن نسبة من الموظفين عبّرت عن عدم رضاها عن العمل من المنزل نتيجة عدم جهوزية وملاءمة منزلهم للعمل عن بُعد، ولهذا ربما أكد 47% منهم أنهم يحتاجون إلى مساحة عمل أكبر، وقال 33% أن العمل من المنزل لم يكن مناسباً للحياة العائلية.
لكن إجمالاً حسم المُستطلعون موقفهم من العمل عن بُعد لأن 64 % منهم قالوا إن نموذج العمل "الهجين" Hybrid الذي يتيح ممارسة نشاطاتهم من المنزل والمكتب وأي مكان سيسهم في تحقيق سعادتهم، وفيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، قال 46% إنهم "يحبون" فكرة العمل من أي مكان.
هواجس وقلق في الأفق:
على الرغم من النظرة الإيجابية تجاه نماذج العمل الجديدة في الإمارات خصوصاً في ظلّ توافر الحلول التكنولوجية التي تتيح استمرارية العمل والنشاط عن بُعد، أظهرت الدراسة مجموعة هواجس لدى الموظفين تجاه علاقاتهم بإدارات شركاتهم وإمكانية عودتهم للمكتب والمخاطر الصحية.
حيث قال 47% إنهم يؤكدون بشدة أنهم سعداء بالعمل، فيما قال 47% إن إنتاجيتهم تتحسّن عندما يشعرون حقاً بالسعادة، كما قال 60% إن إدارات شركاتهم لديها ثقة من أنهم يقدمون أقصى جهودهم من خلال العمل عن بُعد، فيما قال 30% إنهم لا يعتقدون أن إدارات شركاتهم توليهم الثقة في هذا المجال، إلا أن هناك إجماعاً لنسبة (52 %) على أن إدارات الشركات مهتمة بسلامتهم، كما أن النسبة العُظمى منهم والتي بلغت (64%) اعتبرت أنها تملك التكنولوجيا المناسبة للعمل من أي مكان، فيما قال 63 % من عينة البحثة، إنهم مستعدون لدعم السياسات الحكومية لمساعدة الموظفين على تبنّي نموذج العمل "الهجين" Hybrid (العمل من المنزل والمكتب وأي مكان آخر).
خوف من فقدان الوظيفة:
هناك نسبة أساسية من الموظفين تمتلك هواجس وتشعر بالقلق، من احتمال خسارتها وظائفها حيث أظهر الاستطلاع أن (44%) أن ذلك سيكون لصالح التكنولوجيا والأتمتة، أو لصالح الموظفين الشباب (43%) كما أن هناك من يشعرون بالقلق من إمكانية العودة للعمل من المكتب بشكل يومي ونسبتهم (51%)، والقلق من معاودة اللقاءات الشخصية المباشرة بلغ (39%)، أما فيما يتعلق بالقلق من استمرارية العمل بشكل دائم من المنزل فقد بلغت نسبتهم من عينة البحث الإجمالية (40 %).