إطلالة النجمة الكويتية هيا عبد السلام لا تشبه الأخريات، فهي ممثلة من العيار الثقيل، وهي أيضاً مخرجة استطاعت قيادة أكبر الأعمال إلى حافة النجاح، واستطاعت خلال عشرات المسلسلات الدرامية والمسرحيات التي شاركت بها أن تكون رقماً صعباً في خارطة الفن الخليجي، ورغم نجاحاتها الكبيرة إلا أن طموحاتها وأحلامها ومشاريعها الفنية المقبلة أكبر مما حققته وقدمته حتى اليوم، هي تؤمن بأن «النجم» لا يجب أن يكون في متناول الجميع، وتختار ظهورها بكل دقة وعناية.. الموسم الدرامي الرمضاني المقبل سيتابع الجمهور عملين مختلفين للفنانة هيا، الأول من بطولتها فقط وهو بعنوان «نبض مؤقت» وسيعرض حصرياً على تلفزيون أبوظبي، والثاني بعنوان «الناجية الوحيدة» وهو من بطولة الفنانة القديرة هدى حسين وتخرجه هيا عبد السلام من دون أن تشارك في التمثيل.
• تطلين في رمضان على شاشة تلفزيون أبوظبي بطلة لمسلسل «نبض مؤقت» ما تفاصيل هذا العمل؟
- المسلسل دراما اجتماعية، تدور قصته في إطار إنساني، نتناول من خلاله فئة كبيرة ومهمة من المجتمع، وهم الأطباء، نسرد قضايا تخصهم وتفاصيل حياتهم من الجانب الاجتماعي ومدى تأثير حياتهم الاجتماعية على عملهم، وأجسد فيه شخصية الدكتورة «طيبة» وهي طبيبة نسائية وتوليد ولا تنجب، هذا جمال العمل المفارقات في الحالة.
• تم تصوير المسلسل في ظل «كورونا»، كم كان العمل متعباً خاصة أن الكويت شهدت حظراً للحركة قبل رمضان؟
- هذا العمل كان من أول الأعمال التي صورت بعد الحظر الكبير الذي حدث في كل العالم من بعد رمضان 2020 وتم تصويره في الصيف خلال انتشار الجائحة، نحن كأشخاص كنا خائفين من هذا الأمر بحكم التباعد الاجتماعي وغيرها من الإجراءات الاحترازية، ولكن الشركة المنتجة خصصت دورية مراقبة مع إلزام الجميع بارتداء الكمامات والقفازات واستخدام مواد التعقيم، وتم التصوير بداية في المستشفى في الأيام الأولى من بعد الحظر وكنا هناك لمدة خمسة وعشرين يوماً وهذا الأمر لم يكن سهلاً أبداً، فقد أصيبت كل من الفنانتين شوق الهادي وروان بـ«كورونا» أثناء العمل وكذلك مدير التصوير. كما اضطرتنا الجائحة لتغيير مواعيد التصوير، بسبب أوقات الحظر.
• لك مسلسل آخر كمخرجة اسمه «الناجية الوحيدة»، أخبريني عن هذه التجربة؟
- هذه من الأمور التي كنت أتمناها أن تحدث وتحققت بفضل الله أن أكون ممثلة فقط بمسلسل ومخرجة فقط لمسلسل آخر، الأمور في الإخراج تختلف معي كوني أملك التحكم في مفاصل العمل كافة، بينما في التمثيل أكون مسؤولة عن أداء دوري فقط.
• كيف كان التعامل مع النجمة هدى حسين وهل سنراها بشكل مختلف بتوقيع هيا عبد السلام؟
- لم يسبق لي العمل مع هدى حسين كممثلة، ولكنني سعدت بأن أكون معها هذا العام كمخرجة لمسلسلها، فهي من الناس الذين يتمتعون بروح شبابية ومنطق عصري، كانت سلسة جداً في التعامل وتفهمت ما أقوله وتناقشنا عن الشخصية قبل التصوير ومثلما تخيلنا عملنا بالتصوير. حتى المؤلفة منى النوفلي أول مرة أعمل معها وهي من المؤلفين الذين استمتعت بما كتبته وتملك إيقاعاً وأسلوباً متفرداً.
• مسلسلا «نبض مؤقت»، سيعرض على شاشة أبوظبي، و«الناجية الوحيدة»، على منصة إلكترونية، هذا التنافس بين الشاشات التقليدية والمنصات هل تعتبرينه من صالح الفن والجمهور أم تحبين أن يكون هناك شكل آخر؟
- أرى أن هناك تنافساً أو سيصبح في المستقبل، ونحن نشهد اليوم عدة شركات تتقدم لأنها تملك منصات، أنا من الناس الذين ليست لهم علاقة بالسوشيال ميديا إلا نادراً جداً ولست ممن يهتمون بها ولا أعتقد أن الفنان مكانه هناك، ليس مكاننا منصات التواصل الاجتماعي ولغطها، هناك أمور لا تشبه الفنان ويجب أن يكون بعيداً عنها وأن يحافظ على شخصيته، ونجوم هوليوود ليسوا جميعهم من رواد هذه المواقع ويحافظون على خصوصياتهم، فلكي يتمكن المتلقي من تصديقي على الشاشة يجب أن أبتعد عنه بالأمور الخاصة، ونحن الفنانين أصبح لنا عالم خاص وهو المنصات الدرامية المختلفة وهو عالم جميل قد يكون المسلسل مكوناً من 7 أو 10 حلقات دون قيود أو سقف، مكان أنت تختاره وبأي وقت تريده من خلال المنصة. لقد كسرنا النمطية ولم نصبح مقيدين بوقت معين لتصوير الحلقة.
• لمرة جديدة أعلنت عن تأجيل مسلسل «عائلة عبد الحميد حافظ» فإلى متى هذا التأجيل وما سببه؟
- هذا العمل بدأ كمشروع فني قبل 4 سنوات، وكل سنة نطرحه على الطاولة ويعاد استبعاده، لأننا نعلم أن هذا العمل ليس سهلاً ، هو عمل يجعلك تشعر بسعادة غريبة وجمال في حقبة زمنية معينة. العمل بحاجة إلى 75 يوماً من التصوير، هناك مرحلة مهمة أخرى بحاجة لشهر من التحضير وهو بناء الديكور، هناك منتجون يقولون إن الموسيقى والألوان يمكن أن تنجز خلال 3 أيام، ولكننا لا نعمل بهذه الطريقة، ونحن من منطلق الغيرة على العمل وخوفاً عليه قلنا لا، حتى لا يظلم، وكان هناك إجماع على تأجيله.
• هل أخافك هذا الرحيل خاصة أنه توفي متأثراً بفيروس كورونا؟
- لم أعمل مع مشاري سوى في مسرحية واحدة في بداياتي، لكن رحيله كان صدمة للوسط الفني الكويتي كله، وكنت أراه دائماً مبتسماً، كان إنساناً طيباً جداً، أكيد رحيله غيّر أشياء كثيرة، وأتمنى أن يكون إنذاراً لمن يتجاهل المرض وأن يكون ناقوس خطر، حيث إن مشاري لم يكن يعاني أمراضاً، هذا إنذار للانتباه فللأسف هناك أناس لا يهتمون.