يحتفل العالم في الجمعة الثالثة من شهر مارس من كل عام بـ "يوم النوم العالمي" للتأكيد على مدى أهمية إيجاد التوازن في حياة الإنسان.
و"مفهوم لاجوم" وهو مصطلح سويدي يعني الكفاية، يتمحور في جوهره حول تحقيق هذا التوازن في حياتنا. ففي ظل الإيقاع السريع للحياة المعاصرة التي تدفعنا لقضاء أوقات طويلة أمام شاشات هواتفنا المحمولة، تزداد أهمية تحقيق التوازن والعودة لأنماط الحياة البسيطة أكثر من أي وقت مضى؛ خاصةً تلك التي أثبت السويديون فعاليتها ونجاحها. ونقدم لكم فيما يلي بعض النصائح التي تساعدكم على اعتماد مفهوم "لاجوم" والحصول على قسط كافٍ من النوم المريح:
قضاء وقت أقل أمام الشاشات
يواجه معظمنا صعوبات في النوم على الرغم من ذهابنا إلى السرير في وقت مبكر، ويمكن أن يرجع ذلك إلى عادة سيئة شائعة للغاية، وهي تصفح هواتفنا المحمولة من دون وجود هدف من ذلك في معظم الأحيان.
وثبت علمياً أن قضاء وقت طويل على شاشات الأجهزة المختلفة قبل النوم يؤدي إلى تنشيط الدماغ، وخفض سرعة الدخول في النوم ومدته. إذ يوهم الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الحواسيب والهواتف المحمولة أدمغتنا بأننا في وقت النهار، مما يخفض من مستويات هرمون الميلاتونين في الجسم، وهو هرمون النوم الذي يفرزه الجسم في الليل.
ولا يعني ذلك أنه يتعين علينا التخلي عن استخدام أجهزتنا المفضلة حتى نتمكن من النوم بسرعة، وإنما يكفي تجنب استخدام الهواتف والحواسيب المحمولة قبل موعد النوم بساعة واحدة على الأقل للحصول على نتائج جيدة. ويمكن أيضاً الاستماع للموسيقى المفضلة، أو مطالعة أحد الكتب، أو الاستحمام، أو إجراء جلسة تأمل سريعة لمساعدتنا على الاسترخاء والحصول على نوم عميق بدلاً من التحديق في شاشات أجهزتنا المحمولة. كما يمكن اتخاذ خطوة إضافية وشحن الهاتف المحمول خارج غرفة النوم للحصول على تأثير أكبر وتجنب استخدامه في وقت متأخر من الليل.
تحديد موعد ثابت للنوم
ينقسم الأشخاص إلى نوعين: محبي السهر وعشاق الاستيقاظ الباكر؛ وهنا يبرز دور الساعة البيولوجية في أجسامنا، التي تنظم مواعد النوم والاستيقاظ على مدار الساعة وخلال الأوقات المختلفة من اليوم. ويعد اتباع أنماط حياة متسقة عنصراً أساسياً في الحفاظ على إيقاع منتظم للساعة البيولوجية، حيث يساعد النوم والاستيقاظ في موعد محدد على ضبط هذه الساعة وإفساح المجال أمام الجسم للنوم بسرعة وبشكل أفضل. ولتحقيق هذا الهدف، يمكنكم ضبط ساعة منبه للاستيقاظ والنوم في نفس التوقيت يومياً، وحتى خلال عطلات نهاية الأسبوع، وبصرف النظر عن مدى الرغبة في مواصلة النوم أو حتى السهر. بمعنى آخر، كل ما عليكم القيام به هو اتباع مبدأ بسيط يقوم على الحصول على قسط كافٍ من النوم من دون زيادة أو نقصان.
تهيئة بيئة مثالية للنوم
تلعب البيئة المريحة والهادئة دوراً محورياً في تسريع عملية النوم، والحصول على نوم عميق وهانئ خلال الليل. ويمكنكم من خلال بذل جهود بسيطة إجراء بعض التغييرات في غرف نومكم لتحويلها إلى بيئة نوم مثالية، كالاقتداء بالسويديين الذين يحرصون على ترتيب غرف النوم وإضفاء طابع من البساطة عليها. كما ينبغي أن تكون غرف النوم ذات ألوان هادئة، ومزودة بملاءات نظيفة وناعمة، وستائر داكنة اللون لجعلها مريحة قدر الإمكان؛ بالإضافة إلى خلوها من أي شيء يذكركم بالعمل أو يحفّز نشاط أدمغتكم.
ويشكل الهواء الذي نتنفسه أثناء النوم عاملاً أساسياً قلّما يتم أخذه بعين الاعتبار رغم تأثيره الكبير في نوعية النوم؛ إذ تبيّن الدراسات أن جودة الهواء تفضي إلى الارتقاء بجودة النوم. وعلى الرغم من ذلك، فمن الممكن أن يكون الهواء الداخلي أكثر تلوثاً من الهواء الخارجي بخمسة أضعاف من دون أن نشعر بذلك، كما يمكن للجزيئات الصغيرة والغبار المتطاير في غرف النوم أن تسبب لنا الأرق طوال الليل.