يشكل فن التمثيل سحراً وحياة للفنان الكويتي أحمد إيراج، الذي يتميز بحضوره على منصات الفن المختلفة (المسرح والسينما والدراما التلفزيونية)، وحين يذكر اسمه تبرز أدواره التي جسدها، وحضوره وثقافته في تقديم نفسه، يدرك في العمق أهمية الهواية، فيحولها إلى مهنة كي ينسى تعبه، "زهرة الخليج" التقته خلال كواليس تصوير المسلسل الخليجي "عود حي"، الذي قال عنه: المسلسل يندرج تحت مسمى الدراما الاجتماعية الكلاسيكية، لافتاً إلى أن القضايا في هذا العمل، مطروحة في الكثير من الأعمال، ولكن تختلف في طريقة الطرح والمعالجة وإخراج الصورة، وترتيب المشاهد، وهو ما يمنح الموضوعات بعداً حداثياً.
وعلى صعيد دوره والشخصية التي يؤديها، أوضح أحمد إيراج: أؤدي دور(سعيد)، الذي تتسم شخصيته بالذبذبة، كونها شخصية تأخذك من أقصى الخير إلى أقصى الشر، وهذا يجعل المتابع يعيش حالة أشبه بالمد والجزر، لهذا ستكون هناك حلقات يحبون فيها الشخصية ويتعاطفون معها، وحلقات يكرهونها، وبالتأكيد لن أحكي عن النهايات التي سيفاجأ بها الجمهور وحده.
وأضاف: "أحياناً قبول أو رفض الشخصية لا يكون مرتبطا بصفات الشخصية وطبيعتها، وإنما بالفرصة المتاحة نفسها، والتي تشكل عاملاً محفزاً للمشاركة، على سبيل المثال لو تكلمنا عن "عود حي"، وأهمية التعامل مع مخرج جديد، فبالنسبة لي هي الفرصة الأولى للعمل معه، ولخوض التجربة، فالممثل يبحث عن مخرج يساعده على اكتشاف نقاط في روحه لم يعرفها، وهو ما حدث فعلاً في الحفر على الدور والأداء، إلى جانب أهمية التعامل مع وجوه جديدة من الممثلين، والذي يعتبر عاملاً مشجعاً للعمل، وهو بالتحديد ما أقوله للجمهور، بأننا نحتاج إلى وجوه غير محروقة ، ويحتاج الكادر أن يرى وجوهاً لم تتكرر".
وأضاف إيراج قائلاً:"اليوم ألتقي مع وجوه مثل، شعيفان محمد وتركي الكريديس، وهي المرة الأولى التي يشاهدنا فيها الجمهور على الشاشة معاً، لهذا سيشعر بأن المشهدية فيها شيء جديد، وهذا بحد ذاته تجديد في الرؤية وطرح الموضوعات بروح فيها الكثير من التجدد لاسيما على مستوى الأعمال الخليجية".
تطور درامي
واعتبر إيراج أن ظهور المنصات الجديدة التي تعرض أعمالاً قصيرة لا تشكل نداً للأعمال الطويلة أو الرمضانية التي تعرض على شاشة التلفزيون، وقال: "بالعكس لا أشعر أبدا بأن هذا يتنافى أو يتناقض بل أرى أنهما مكملين لبعضهما، فنحن ومنذ أن تفتّح وعينا نرى هذا التطور في عملية التصوير الدرامي والسينمائي، وأنا عاصرت بعضها، كوني بدأت في الفن حين كنا نصور بثلاث أو أربع كاميرات في الاستديو، ثم تطور الموضوع إلى التصوير بالكاميرا الواحدة، هذا الأسلوب صار يشبه إلى حد كبير الإخراج السينمائي، وقبلنا بهذا التحدي الذي ساهم في التطور الدرامي".
وأردف: " في السينما تمّ الانتقال من الكاميرا القديمة إلى الكاميرا الديجيتال عالية الدقة، فهل هذا حارب السينما القديمة بالطبع لا، وقبلنا في هذا التحدي الذي ساهم في التطور الدرامي أيضاً، وبالتأكيد فإن هذا لا يعتبر محاربة للقديم بل يرفده ويمنحه تطوراً جدياً وملموساً".
ولفت الممثل الكويتي إلى أن هذا التحدي ساهم في تطور صورة الدراما الخليجية بشكل عام، وأصبح هناك نوعين من الدراما، التلفزيون و دراما المنصات.
وأكد إيراج أن التمثيل كل حياته، وقال: "عندي وجهة نظر تختلف عن رأي الزملاء، لأن الأدوار التي نلعبها مثل الأزياء التي نرتديها أثناء التصوير، وبعد الانتهاء نسلم هذا الزي ونخرج منه، أنا لا أسمح للشخصية أن تدخل حياتي الخاصة، أو تسيطر علي، بل أعطيها حدودها داخل الكادر فقط".
وأضاف:"أعتبر أن فن التمثيل هو المتعة الأجمل في حياتي، والشيء الوحيد الذي أمارسه ساعات وأيام طويلة ولا أمل منه، لافتاً إلى أن أجمل شيء في حياة الإنسان أن يحول هوايته إلى مصدر رزقه".
إقرأ أيضاً: رومانسية أنغام حديث الجمهور
عودة الحياة
وأكد إيراج أن جائحة كورونا تسببت في انحسار دور المسرح وقال:" كلنا ندري أن جائحة كورونا أخرت الكثير من المجالات ومن ضمنها المسرح، والمسرح، بشكل خاص في الكويت هو وجهة أساسية بالنسبة للكويتيين، بحكم وجود أكثر من موسم مسرحي في العام، عروض عيد الفطر، عروض فبراير، وغيرها، ورغم الشوق الكبير للمسرح، إلا أن حماية الصحة تأتي أولاً، مشيراً إلى أنه متشوق للمسرح ويتمنى عودته لتعود الحياة من جديد.
وعن خصوصية الفنون قال: بالنسبة لي أرى أن لكل فن ملعبه، ولكل منصة خصوصيتها، السينما غير المسرح غير الدراما، لكل ملعب جمهوره وقوانينه ولذته الخاصة.
وكشف إيراج عن انتهائه من تصوير فيلم سينمائي بعنوان "الكيد "، وهو من إخراج حاتم حسام الدين، والفيلم يدور حول الجريمة وهو أشبه بالأحجية يدفع الجمهور للبحث مع رجال الشرطة عمن يقف وراء الجريمة.
يذكر أن مسلسل (عود حي) مأخوذ عن رواية للكاتبة مريم العفاد المنصوري من إنتاج (عياد ميديا) للمنتج مازن عياد، ومنتج منفذ شركة دنيا للإنتاج الفني، وسيناريو وحوار سماح المغوش وإخراج سامي العلمي، وإشراف عام خالد النوفل، ومن المقرر عرضه في الماراثون الرمضاني الدرامي 2021. ويناقش العمل في قصته جملة من القضايا الاجتماعية العائلية ومنها الصراع على الميراث بين الإخوة.