غيب الموت الفنان المصري القدير يوسف شعبان، عن عمر ناهز 89 عاماً، إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد وتدهور حالته الصحية، مما جعله يدخل العناية المركزة بمستشفى العجوزة بالقاهرة، رغم عدم حاجته لتنفس صناعي.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=3102292219874335&id=600908403346075
وولد يوسف شعبان شميس، في حي شبرا بالقاهرة، وكان والده مصمم إعلانات مشهور، وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الإسماعيلية، وقرر الانتساب إلى كلية الفنون الجميلة بسبب تفوقه في مادة الرسم، لكن عائلته رفضت بشدة، وخيرته بين كلية الشرطة ليلتحق بأبناء أخواله، أو الكلية الحربية ليلتحق بأبناء أعمامه أو كلية الحقوق.
والتحق يوسف شعبان بالكلية الحربية جرّاء الضغط الشديد عليه، ولكن في اختبار الهيئة أسقط نفسه فرفضوا انضمامه، فعلمت عائلته بما دبره وأجبرته على الانضمام إلى كلية الحقوق في جامعة عين شمس، وهناك تعرف على أصدقاء عمره الفنان كرم مطاوع والممثل سعيد عبد الغني والكاتب إبراهيم نافع.
وقرر شعبان الالتحاق بفريق التمثيل في الكلية ثم قدم أوراق اعتماده في المعهد العالي للفنون المسرحية، وذلك بناء على نصيحة كرم مطاوع له، لكن بسبب ضغط الدراسة في الكلية والمعهد قرر التركيز في دراسة المعهد وسحب أوراقه من كلية الحقوق وهو في السنة الثالثة، حيث تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية سنة 1962.
سباق مع المنافسين
بدأ يوسف شعبان مسيرته الفنية عام 1961 بفيلم "في بيتنا رجل" مع عمر الشريف والمخرج بركات، ثم توالت أعماله السينمائية التي تعدت 110 أفلام.
ولم تكن بداية يوسف شعبان الفنية بالسهلة، حيث لاقى في بداياته السينمائية منافسة شرسة ولكنها شريفة من أبرز نجوم فترة الستينات وهم رشدي أباظة، كمال الشناوي، صلاح ذو الفقار، حسن يوسف، وشكري سرحان، وكان بعضهم يغري المنتجين بتخفيض الأجر الذي يحصل عليه للتأثير عليهم لاختيارهم وعدم اختياره.
خلاف مع عبد الحليم
ولعل أبرز ما ذكر عن منافسات هذا الجيل التي انتهت بخلاف، ما حدث قبل البدء في تصوير فيلم "معبودة الجماهير" إنتاج سنة 1967، والسبب أن عبد الحليم حافظ كان غير مقتنع بيوسف شعبان، بينما العكس عند الفنانة شادية المقتنعة به لأنهما قدما أفلاماً ناجحة معاً في السنوات القليلة التي سبقت هذا العام.
وذكر أيضاً أن شادية هددت بترك الفيلم إذا لم يتم التعاقد مع يوسف شعبان. بدوره قرر يوسف شعبان ترك الفيلم كحل وسط للخلاف القائم بين النجمين الكبيرين، ولكن ذكاء الفنان عبد الحليم حافظ كان أكبر من هذا الخلاف، حيث اجتمعت جميع الأطراف في منزله وتم حل المشكلة ودياً ووافق على مشاركة يوسف شعبان معهما في بطولة الفيلم وأصبحا صديقين مقربين.
ولعل أكثر ما أثار الجدل من أعمال يوسف شعبان هو مشاركته في فيلم "حمام الملاطيلي"، حين قدّم شخصية "الشاذ"، وعلى الرغم من اللغط الذي دار في مصر وخارجها فقد حصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية وتقرر تدريس دوره في هذا الفيلم في معهد السينما وأكاديمية الفنون.
زواجه بليلى طاهر
أثناء تصوير مسلسل "الحب الكبير" سنة 1963 قرر الاعتراف علناً لكل الموجودين بزواجه من الفنانة ليلى طاهر الذي استمر أربع سنوات فقط، وحدث خلالها الطلاق ثلاث مرات، مما أدى إلى الانفصال النهائي، بينما ظل الحب والاحترام بينهما.
وبعدها تزوج من نادية إسماعيل ابنة الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول أخت الملك فاروق؛ وأنجب منها ابنته سيناء. ثم تزوج من إيمان خالد الشريعان وأنجب منها ابنته زينب وابنه مراد المقيمين حالياً في دولة الكويت.
وابتعد يوسف شاهين عن المجال الفني خلال عام 1995، مكتفياً بتمثيل مسلسل واحد أو اثنين في السنة للتركيز في مهمته الجديدة كنقيب للممثلين في ذاك الوقت.
نجم في الأردن
قدم شعبان 130 مسلسلاً درامياً منذ بدايته عام 1963، وأبرزها "العائلة والناس" و"الشهد والدموع" و"الوتد" و"عيلة الدوغري" و"لحظة ضعف" و"رأفت الهجان" وتألق به بشكل بارع في أداءه لشخصية محسن ممتاز، هذا بجانب "أميرة في عابدين" و"امرأة من زمن الحب" و"الضوء الشارد" و"المال والبنون" والمشاركة بالجزء الخامس من "ليالي الحلمية".
كما قدم شعبان مسلسلاً غريباً أبدع فيه وهو المسلسل الأردني "وضحا وابن عجلان" الذي اعتبر الأكثر مشاهدة في دول الخليج والأردن وسوريا في حينه، وشاركته البطولة من سوريا سلوى سعيد ومن الأردن نبيل المشيني إلى جانب مجموعة من الممثلين الأردنيين والسوريين الكبار، ويحكي المسلسل قصة عشق بدوية هي ذاتها قصة نمر بن عدوان واعتبرت مشاركته في المسلسل نقلة نوعية في مسيرته الفنية.
إقرأ أيضاً: «مترو ستوكهولم».. المعرض الفني الأروع والأطول في العالم