نورا فتحي: أعيش حالة حب
يقول المؤلف الأميركي ديل كارنيجي: «لا يمكن تحقيق النجاح إلا إذا أحببت ما تقوم به»، ونجمة غلاف «زهرة فن» الفنانة المغربية الكندية نورا فتحي، هي صاحبة حكاية مؤثرة وقصة ملهمة منذ بداياتها إلى أن وصلت لتصبح واحدة من نجمات السينما الهندية، وقد أخذت قرارها قبل سنوات للتوجه إلى مدينة بومباي والإقامة بها، وتعلمت اللغة الهندية وصعدت نحو الشهرة بهدوء، لتصبح اليوم واحدة من أشهر الفنانات والراقصات والمغنيات في «بوليوود»، ورغم أن سنوات احترافها لا تزيد على 6 سنوات، إلا أن في رصيدها ما يزيد على 20 فيلماً بالإضافة إلى عشرات الأغنيات والكليبات، وأثناء زيارتها مؤخراً إلى دولة الإمارات، التقيناها واعترفت لنا بأن المشوار لم يكن سهلاً، ولكن لذة ما حققته من نجاحات على مختلف الصعد جعلها تنسى تلك العثرات والمطبات التي مرت بها في مشوارها، الذي تتحدث عنه بالتفصيل في هذا الحوار الحصري والأول لها في مجلة عربية.
• أخبرينا عن سبب زيارتك لدولة الإمارات وماذا رأيتِ بها؟
- ليست الزيارة الأولى لي وأحب دبي جداً كما أحب أبوظبي التي سبق أن زرتها قبل فترة قصيرة، الإمارات مكان مناسب لي لأن بها جمهوري العربي وجمهوري الآسيوي والمغربي، وأتيت لأجل العمل، كان لديّ ظهور مهم مع مؤسسة إعلامية كبيرة، بالإضافة إلى بعض النشاطات التجارية، وكل مرة أزور دبي تكون زيارة عمل للأسف، لم أقم بزيارتها للتمتع بعد، وبعد أن أسست لنفسي سوقاً كبيراً في الهند، افتتحت السوق العربي الخاص بي من خلال الأغنية العربية «ديلبار» التي طرحتها منذ عام ونصف تقريباً وكانت تريند والأغنية الأكثر استماعاً عام 2019، النسخة العربية غنيتها مع فريق «فناير» المغربي، وهي فرقة معروفة.
رحلة صعبة
• لديك قصة ملهمة بذهابك للهند وتعلمك اللغة الهندية ومشاركتك في برنامج مسابقات ثم أصبحت عضوة لجنة تحكيم، أخبرينا عن هذه الحكاية الطموحة؟
- رحلتي في التمثيل مع السينما الهندية احتوت على مشقة وسفر، ومارست كل ما يفعله المرء لتحقيق أحلامه، منذ طفولتي كان لديّ حلم بأن أكون نجمة كبيرة ومعروفة في «بوليوود»، لذلك في البداية تعلمت اللغة لأنها مهمة جداً، إذا أردت أن تكون جزءاً من هذه الصناعة وأن يأخذك الجميع على محمل الجد عليك أن تتكلم بلسانهم، كانت المسألة صعبة لي في البداية وأخذت دورات ودروساً، درست بقوة، فالتعلم أمر مهم لكل شخص مثلي إذا أراد أن يصنع من نفسه شخصاً مختلفاً، ودخلت برامج واقعية كمشتركة فقط وشاركت في البدايات في بعض الأفلام بأدوار صغيرة، وانطلقت من هذا إلى أفضل وأهم برنامج مسابقات في الهند وأتيحت لي الفرصة أن أكون عضو لجنة تحكيم في برنامج «أفضل راقص هندي»، كنت لا أزال صغيرة وهو أمر رائع أن تتاح لي الفرصة للوجود في هذا المكان وفي برنامج كبير وضخم وأحكم على أداء وإبداع متسابقين يتنافسون من عمري واستطعت أن أتواصل معهم وأحكم عليهم بطريقة جيدة، كما أنني كنت أول عربية من جذور مغربية تلعب دوراً رئيسياً في أفلام هندية وكان أمراً عظيماً وإنجازاً مهماً بالنسبة لي، كانت رحلة صعبة حيث إني فتاة عربية قادمة لأكسر الحواجز وأتخطى التوقعات، أعتقد أنه لو أن هناك أمراً يجب أن يتعلمه الناس مني أن يكون لديهم إصرار وشغف لتحقيق أحلامهم.
• ما نسمعه دائماً أنه حتى الفتاة الهندية من الصعوبة أن تصل إلى بوليوود وخاصة الأدوار الأولى بسهولة ويسر، كيف استطعت أن تصلي من دون حروب؟
- كان أمراً صعباً وأقول إنه نصيب وتوفيق من الله وكان مقدراً لي، إضافة إلى عملي الدؤوب، بدأت الأمر كتحدٍّ، وهذا التحدي كبّدني صعوبات ولكنني تحملت، وأخذت الأمر بذكاء وجدية وأعتقد أن ما سمح لي بدخول هذا العالم هو قدرتي على الرقص وهو ما لفت النظر إليّ بداية وأعطاني فرصة مثالية، ومنذ ذلك الوقت بدأت بالتمثيل وكانوا يعجبون بتمثيلي وطريقة حديثي ولغتي لذلك كانت قصة طويلة أبطالها الإبداع والإصرار والمثابرة.
لمسة عربية
• أدخلت اللمسة العربية على الفيديو كليب الهندي كيف استطعتِ أن تقنعيهم بإضافة النهكة العربية خاصة في الرقص؟
- «بوليوود» منذ البداية متأثرة بالصبغة العربية بالرقص والموسيقى، والكليبات التي تراها ليست صناعة موسيقية بحتة، بل هي موسيقى أفلام ومسلسلات وتعتمد على نوعية الصوت المسجل مثل أغنية «ديلبار» النسخة الهندية، فالتوزيع الموسيقي الخاص بها قريب من التوزيع العربي، هناك دائماً لمسة عربية ورقص عربي ومن يتابع أغنياتي في فيلم «ستريت دانسرز» مع راقصين عرب الذي أطلق في يناير من العام الماضي لدينا أغانٍ كثيرة، إحداها كانت من أنجح الأغاني عام 2020 وهي عكس «ديلبار» وهو ما يعتمد على نوعية القصة التي نقولها في الأغاني.
• قمت بتجربة عربية مع فريق «فناير» وأنت الآن بصدد الترويج لنفسك في منطقة الشرق الأوسط، هل هذا يعني أنك تفكرين في الانتقال من بومباي والعودة للمنطقة العربية؟
- ليس الآن، ولكن يوماً ما سأفعل ذلك، لا أعلم إذا كانت وجهتي ستكون بلدي المغرب أو دولة الإمارات، ولكنني الآن أركز على زيادة عملي وافتتاح أسواق أكثر وزيادة أعداد المعجبين في العالم، في المنطقة العربية وشمال أفريقيا يتابعونني ويحبون ما أقدمه لهم، وهو ما أعتقد أنه يميزني كفنانة بأني أجمع جميع معجبي العالم مع بعضهم وهو أمر مدهش، هم يقدرون عملي وغنائي بغض النظر عن اللغة التي أقدمها أو (الستايل) الذي أظهر به، هم يدعمون ويرتبطون مع فني لو كان الفيلم أميركياً عربياً أو هندياً لا يهم، هم متوحدون مع فني لذلك هدفي هو جمع تلك الثقافات المتعددة معاً وزيادتها.
إقرأ أيضاً: في تصريحات حصرية ديانا حداد: أنا إيجابية ولست عاتبة على أحد
• لديك نوعان من الجمهور الهندي الذي يقف في الطوابير خارج منزلك بالهند والعربي، ماذا تقولين لكليهما؟
- هم مختلفون ومتشابهون بذات الوقت بحبهم ودعمهم لي ومن دونهم لم أكن لأصل إلى هذه المرحلة لذلك أشكرهم دائماً، عندما أكون في الهند المعجبون يبدون احتراماً وحباً كبيرين ويشجعونني باستمرار، هنا نفس الأمر عندما أذهب إلى المغرب أو الدول العربية يبدون ذات الحب والاحترام لذلك أشعر بالامتنان والفخر، وإن شاء الله سيكونون متشوقين لمشروعي المقبل وهو أغنية عالمية مع «ميتيد جيمس».
حالة حب
• المشاهير تلاحقهم الشائعات، ودائماً هناك أحاديث حول الحب وبما أن يوم الحب اقترب ماذا يعني لك؟
- أنا أعيش حالة حب مع مهنتي وأنا سعيدة بهذا الأمر ولكن الحب مهم للعائلة وللأصدقاء أو أحدهم مقرب إليك وهو ما أقوله دائماً بأننا يجب أن نضخ الكثير من الحب في هذا العالم خاصة الآن ولكن كل من يحظى بحب في حياته فهو محظوظ ويجب أن يقدر ذلك.
• يرافق هذا الحوار صور خاصة تطلين من خلالها بأناقة موقعة من دار أزياء «كريستيان ديور»، كيف اخترتها وكيف نسقتها؟
- ذهبنا لمظهر يعطي انطباعاً مثقفاً أكثر وراقياً وعربياً وجريئاً، وكلا الأمرين أحبهما في ملابسي وشعرت بالسعادة لجمع هذه التفاصيل في مظهر واحد، الأناقة هي جزء أساسي من حياتي وأنا أتابع الموضة باستمرار، وأحببت أن أخص قراء «زهرة فن» بهذه الإطلالة التي أتمنى أن تعجبهم.
• لمن تستمعين من المطربين العرب؟
- أحب الكثيرين وخاصة الأغاني العربية القديمة، وبالنسبة للمطربين المفضلين عندي أحب الاستماع للشاب خالد وفريق فناير المغربي، كما أحب صوت نجوى كرم.